السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذة أميمة السيد أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري أعمل بمركز مرموق في إحدى جامعات مصر.. أحببت شاباً حاصلاً على بكالوريوس كلية عملية ولكنه لا يعمل معي، وتقدم لأهلي حتى تتم خطبتي عليه وكان هذا من ثلاث سنوات، رفض أهلي وتعللوا بأنه في بلد بعيد عن بلدي ولكنها داخل مصر وأنهم لا يريدون هذا الشخص لي لأنه ليس من مستواي العلمي ولا العملي وأن الأقارب وزمايلي في العمل سيشمتون بي لأنني لم أرتبط بشخص في مركزي، وتوالت الأيام والسنين وأنا على اتصال به وهو على اتصال بي لا أخفي عنك بأنني حاولت أكثر من مرة أن أبعد عنه أو أبعده عنى ولكن في كل مرة كان يزداد قربًا مني وإصرارًا علىّ, وحاول أكثر من مرة حتى اليوم الذي أكتب فيه لك هذه الرسالة قد تواصل مع أهلي ليوافقوا فقط أن يعطوا له فرصة ولو قراءة فاتحة وهو إنسان طيب وعلى خلق ومكافح ولا ينقصه شيء غير أنه غير وسيم ولا يعمل بنفس مجال عملي وقد كلمت أبى وأمي وأوضحت لهما فكرتي ولكنهما على إصرار تام بأنني مخدوعة فيه وأنني طيبة ولا أعرف شيئاً في الحياة ويجب أن يختاروا لي الأفضل ويجب أن أذكر لك أنه عندما اتصل بهم تليفونيًا ليوافقوا أن يجلسوا معه قد عاملوه معاملة سيئة للغاية وفى نفس الوقت شتم وأهينت كرامته على مرأى ومسمع، مع العلم أنني كنت أسمع هذه المكالمة من خلال خاصية يمكن عمل مكالمة جماعية وأنهم لا يعرفون ذلك، فأنا بلغت من العمر ربع قرن ولا أستطيع أن أدافع عن حبي بإنسان تحمّل من أجلي كل شيء لمدة ثلاث سنوات. على العلم يا أستاذة بأن أهلي لا يستمعون لأي شخص من أقاربنا سواء أقارب الأب أو الأم وعندهم إحساس دائم بأن أقاربي يشمتون بي وأي نصيحة تجاههم من خلالهم يعتبرونها فخًا ليوقعوا بي فيفرحون في ويشمتون، قد كرهت حياتي ولا أعرف ماذا أفعل سأقول لكي شيئاً يحدث هذا مع جميع الخطاب الذين يأتون لي وأعترف لكي بأنهم اثنان أو ثلاثة خلاف هذا الذي أحبه ويصرون على الرفض هذه المرة لأنهم يعرفون أنني أحبه، أنا لم أفعل شيئا طول حياتي يخجلهم بل يفخرون بي دائما لماذا لا ينفذون لي ما أتمنى حتى لو خطأ ولكن يسمحوا لي بالتجربة فقط لا غير إذا كنت أنا فعلا لا أعرف مصلحتي وأنا في سن السادسة والعشرين ؟؟؟؟؟؟ أريد نصيحة منك ماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟ الحل شوفى حبيبتى,عوزاكى واحنا بنفكر مع بعض تحاولى تفكرى بعقلية أسرتك مدة من الزمن ولتكن شهرًا, على أن تبتعدى عمن تحبين بشكل كلى لا يكون فيه مساحة للمقابلات ولا التليفونات ولا مواقع التواصل الاجتماعى وسنعتبر سوياً أن هذا الشخص "مؤثر خارجى عليكى" أنت ترين فيه الشكل الجديد لحياتك ترين فيه عكس ما تربيتى عليه وكل ما هو جديد وتشعرى معه بالتفاهم والحنان وتنظرى معه لمستقبل مستقر نفسياً, وفى نفس الوقت أكثر البشر حباً لكى وخوفاً عليكى والدك ووالدتك, يرون نفس الشخص بعيون مختلفة وتوقعات مغايرة تماماً لما تتوقعين وتتمنى, فلما لا تتريثين بعض الوقت وتستعيرى عيونهم وعقلهم, فربما ترى أشياء لم تكونى تتوقعيها, فالمدة التى أنصحك بالابتعاد عنه تماماً فيها ستعطيكى الفرصة لكل هذا, فستكون اختباراً قوياً لمشاعرك نحوه, وهل هو تعلق وتمسك به بسبب التعود عليه طوال الثلاث سنوات الماضية فأصبح كالإدمان بالنسبة لكى, أم هو بالفعل حب حقيقى وعن اقتناع بشخصه وظروفه؟ حبيبتى.. شعورى يؤكد لى أنك لست مقتنعة به تمام الاقتناع وأنك تلمسين جيداً أنه غير متكافئ معكى فى جوانب حيوية وجذرية كثيرة. أمور كثيرة غير المشاعر تجعلنا فى حالة من الاستقرار النفسى فى حياتنا وأهمها هو وضعك الاجتماعى ومركزك المرموق فى مؤسسة تعليمية كبيرة, وفيما بعد ماذا سيكون وضعك الاجتماعى والمادى معه, كل هذا حبيبتى سيفرق معكى فى الاستقرار النفسى فيما بعد,.. وبعد فترة الاختبار لمشاعرك هذه, إذا شعرتى بحب حقيقى نحوه, فابدأي بالحديث مع والدتك ووالدك كل منهما على انفراد واقنعيه بتلك المشاعر وبأخلاق حبيبك, وحاولى أن تجذبى كل طرف لكى على حده مؤكدة لهما أنكى ستعطى لنفسك معه فترة خطوبة طويلة نوعاً ما, حتى تدرسيه عن قرب فإذا اقتنعتى برأيهم فيه فسوف تبادرين أنتى بالانفصال عنه, وأنا شخصياً أعتقد أنه لو حدثت خطوبة فسوف تنظرى بعدها بنظرة مختلفة تمامًا ربما تغير مشاعرك جذرياً نحوه, ولكن فى خضم تلك الظروف أذكرك أختى بمكانة الأبوين عند الله فلا تغضبيه فيهما, وأنا على يقين من خلال أسلوبك فى الرسالة بمدى العقل والأخلاق والإيمان الذي تتمتعين بهم, وأسأل الله تعالى أن يهديكى إلى الخير وسبل الرشاد.