فى أحد المواسم قمت بعمل حوار مع نجم الزمالك محمد أبو العلا وسألته عن أفضل لاعب فى نفس الموسم، والذى حصل فيه الفريق الأبيض على درع البطولة، وكانت كل الترشيحات تصب فى مصلحة حازم إمام الكبير الذى كان فى أوج شهرته ونجوميته، إلا أن أبوالعلا قال لى إنه يرشح بشير التابعى ليكون أفضل لاعب فى مصر، وقد وصل فى وقتها إلى قمة نضجه الكروى الدفاعى، وانتابتنى حالة من الدهشة أمام هذا الترشح غير المتوقع، وكان يمتلك التبرير بأن إحراز الأهداف مسئولية المهاجمين فقط، أما منع الأهداف فمسئولية كل الفريق، ولاعب بحجم بشير كان سبباً فى الفوز بالدورى أثناء وجود فينجادا مديراً فنياً للزمالك. تذكرت هذا الموقف عند ترشح وفوز محمد أبوتريكة، نجم النادى الأهلى الكبير، بجائزة أفضل لاعب إفريقى محلى، لأن مصر بدون دورى أو كأس، ومنتخبنا الوطنى خرج من كأس الأمم الإفريقية فى وجود تريكة، وهو اللاعب الذى أضاع ثلاث فرص محققة أمام الترجى التونسى فى القاهرة ورادس، وضربة جزاء عندما كانت النتيجة 2 / 1، ورأيت من وجهة نظرى الشخصية التى لا قيمة لها أن الأهلى يمتلك نجوماً كانوا يستحقون نفس اللقب وقدموا للأهلى أكثر مما قدمه أبوتريكة، مثل حسام غالى «ربنا يشفيه ويعافيه»، الذى تحمل بمفرده عبء مباراة الترجى فى تونس، ككابتن للفريق الأحمر، أو وائل جمعة، صخرة الدفاع وصاحب الرقم القياسى فى المباريات الإفريقية مع الأهلى، رغم عدم وجودهما من البداية فى قائمة ترشيحات الكاف. تذكرت أيضاً عندما كان ينافس أحمد حسام «ميدو» على لقب أفضل لاعب إفريقى محترف، كان يقول لى إن تلك الجائزة لا تعترف إلا بالمجاملات فقط، ولا ترتقى بأى حال من الأحوال إلى المنافسة النظيفة، ووقتها قلت إن ميدو يسخر منها لأنه لن يفوز بها، حيث إن الثنائى الكاميرونى إيتو والإيفوارى دروجبا كانا يتنافسان عليها، والآن أيقنت أن كلام ميدو صحيحاً، فما مقياس الاتحاد الإفريقى لاختيار أبوتريكة أفضل لاعب محلى فى القارة الإفريقية من الأساس. دائما ما كان يلفت نظرى فى الأهلى، ولا أجده الآن، أن محمد بركات يرشح تريكة لأن يكون أفضل لاعب مصرى، ويرد له أبو تريكة الكلام بترشيح بركات كأفضل لاعب مصرى، والآن غابت تلك الروح عن الأهلى فى ظل المجاملات الفجة الواضحة للنجم صاحب الشعبية الأولى فى الوطن العربى. [email protected]