تعيش قرى مركز إهناسيا المدينة ببنى سويف مأساة حقيقية عندما يرتفع منسوب مياه مصرف "تصافى الخريجين" حيث تطفو المياه وتخرج على جانبى المصرف لتغرق كل شىء فى طريقها. وقد استيقظ مواطنو قرى (ميانة، الطيور، حسين يكن) منذ يومين وإذا بهم يجدون المشكلة التى يعانون منها منذ عام تقريباً قد تحولت إلى كارثة، فمياه "فيضان" المصرف أغرقت أكثر من 50 فداناً من أجود الأراضى الزراعية، وانهارت جدران ثلاثة منازل من شدة مياه الفيضان الذى ترك "أحياء" القرية يتجادلون فى مواد "الدستور"، وتوجه الفيضان محملاً بأملاح أراضى الخريجين إلى مقابر "الأموات" واقتحمت المياه المقابر، وتجاوزت المأساة مداها عندما فتح الأهالى مقابر "الأجداد" و"الآباء" و"الأولاد" ويجدون "جُثثهم" "تعوم" فوق مياه "الخريجين". يقول هانى محمد أحد شباب قرية "منشأة الحاج الذى جاء من أجل إنقاذ قبر والده قبل أن تطردها المياه خارج المقبرة، إن هذه المأساة نعيشها منذ أكثر من عام وناشدنا جميع المسئولين من أجل إنقاذ "أموات" أكثر من 8 قرى تدفن موتاهم فى هذه المقابر، ولكن كعادتنا نحن "المصريين" لا نتحرك إلا بعد أن تتحول "المشكلة" إلى كارثة يعجز الجميع عن تجاوزها. وأكد محمد سيد، فلاح من قرية "الطيور" أننا استيقظنا على هذه المأساة التى أغرقت ما يقرب من 50 فداناً من أجود الأراضى الزراعية التى رويت ب"عرق" شباب الخريجين، وانهارت منازل القرية من جراء فيضان مصرف "التصافى"، واكتملت المأساة عندما توجهنا إلى المقابر ووجدنا المياه أغرقت أكثر من750 مقبرة تحتوى على أموات قريتنا وأكثر من 7 قرى أخرى (منشأة الحج، منشأة عبد الصمد، عزبة ذكى فاضل، عزبة عبدالعال، عزبة سعيد يكن، والبهسمون، عزبة على خليفة) ونحن لا نطلب من المسئولين سوى المحافظة على "حُرمة" الموتى، والمقابر. من جانبه، قال المهندس علاء فهمى، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إهناسيا إنه تلقى أكثر من شكوى من أهالى القرى. وخاطب المحافظة، ووكيل وزارة الرى الذى أكد أن هذا المصرف لا يتبع "وزارة الرى" ولكنه تم تنفيذه بمعرفة هيئة التعمير والتنمية الزراعية، فقمت بالمعاينة الفنية للمصرف الذى اتضح أنه به عيوب فنيه خطيرة حيث لا يوجد به (بداية ونهاية)، فضلاً عن انهيار أجزاء منه أدت ل"انسداده" واحتجاز المياه فى جانب واحد، وينتج عن هذا الانسداد ارتفاع منسوب المياه فيتحول ل"فيضان" لا يقف أمامه أى شيء. وأضاف أننا طلبنا من "وكيل وزارة الري" تعزيز معداتنا ب"حفار" يساعدنا على "تسليك" المصرف حتى نمنع احتجاز المياه فى جانب واحد، ولكن "مسئول الرى" طلب مبلغ 13 ألف جنيه أولاً "أُجرة" الحفار، ومع كل هذه المعاناة نقوم بالإشراف على عملية "شفط" المياه وإعادة تمهيد "مدخل" القرية الذى أغرقته مياه المصرف، ولكن كل هذه حلول "مؤقتة" فالمصرف فى حاجة لعمل "وصلة" جديدة بتكلفة تتعدى ال2 مليون جنيه.