حالة من الجدل الواسع تركها الفيلم التونسى " مملكة النمل " المشارك فى المسابقة الرسمية و الذى عرض مساء الأمس الأحد بالمسرح الكبير و الذى يتناول القضية الفلسطينية من منظور يدمج بين الواقع المعايش و الأسطورة العربية فقبل عرض الفيلم عرف المخرج أحمد عاطب المدير التنفيذى للمهرجان نجوم العمل ممن اعربوا عن سعادتهم باشتراكهم فى هذا العرس الفنى العربى ثم عرض الفيلم وعقب انتهائه اقيمت ندوة أدارها الناقد د رفيق الصبان و حضرها كل من المخرج شوقى الماجرى و صبا مبارك و منذر رياحنة و المنتج و مدير الانتاج وأكد د رفيق الصبان أن السينما العربية ربحت الكثير بقدوم المخرج شوقى الماجرى إليها بعد نجاحة فى الدراما التليفزيونية و كم من مخرجين عالميين نجحوا فى الدراما التليفزيونية و تحولوا الى السينما ليقدموا أعمالا شديدة التميز منهم المخرج الأمريكى استيفن سبيلبيرج فاستطيع ان اقول ان السينما حلم شوقى القديم فرغم نجاحه فى التلفزيون و حصوله على جوائز عديدة إلا أن حلمه لم يخفت بل صنع لنفسه أسرة فيلمية عملت معه فى كل أعماله على رأسهم مدير التصوير زميله فى الدراسة ببولندا إلى جانب أبطال الفيلم ممن عرفناهم فى تجارب فنية متعددة و شعرت بأن شوقى متأثرا بأستاذه الكبير المخرج تركوفسكى الذى يدمج الواقع بالأسطورة فهذا الفيلم يعتمد على الدلالات بلغة شعرية رائعة بجانب البعد الحركى اما البطلة صبا مبارك فهى معروفة لدينا كممثلة كبيرة استطاعت أن تدخل المنافسة مع نجمات مصر و تفوقت على كثير منهن و اكدت موهبتها من خلال فيلمين و مجموعة من الأعمال الدرامية التليفزيونية كذلك البطل منذر رياحنه الذى أدهشنا فى مسلسل " الامين و المأمون " و صبر كثيرا حتى تم إعادة اكتشافه فى مصر من خلال العمل مساعد للبطل فى مسلسل بمصر و بخبث شديد التهم المسلسل كله أما المخرج شوقى الماجرى فقال: إن الفيلم أصبح ينتمى إلى الجمهور وليس لى فقد بذلنا فيه مجهودا كبيرا بدء من الفكرة و رحلة البحث عن التمويل ثم التصوير حتى خرج للنور لأننا كأسرة للفيلم صممنا على هذا العمل الذى يتناول قضية هى الهم الشاغل للعرب جميعا وهى فلسطين التى حملها اجيال متعاقبة على كاهلهم وقد رمزت للعرب بالحصان لانه الحاضر فى كل اساطيرنا و بطولاتنا العربية وله فى موروثنا اكثر من 50 اسما وأضاف إن من اكثر الصعوبات صنع الإحساس الذى وصل المشاهد و الحفاظ على وحدته فقد صورت الفيلم فى سوريا وتونس فجميع المشاهد فوق الارض فى سوريا لتشابه طبيعتها مع فلسطين أما ما صور داخل الارض و الكهوف ففى تونس وحول أن هذا العمل لأبطال حقيقيين أوضح قائلا: إننا نسمع عشرات بل مئات من القصص حول مغاوير و أبطال عاشوا تحت الارض يناضلون الاحتلال و القمع الاسرائيلى فنحن نعلم هذا و ما يهمنى و ارد ايصاله هو اننا التاريخ نعيش فى باطن الارض فالكرح للصراع العربى الاسرائيلى لم يعد مباشرا كما فى الماضى سياسيا و عسكريا بل اسطورى ايضا و هذا ما اردت توضيحه . أما عن استخدامه الرمزية و غلبة الروح الاسطورية فى العمل فقال انه جزء من ثقافتنا لا يعرف فك رموزه سوى أصحاب الثقافة الواحدة فعندما نقدم جزء من اسطورة عشتار نعرف دلالاتها اما التفاحة فهى جزء من موروثنا الثقافى و طقس قديم لمفهوم الخصوبة وموجود حتى الآن لدى بعض العرب و ما زالت نساء عربيات تمارسن هذه الطقوس رغم أن الاديان أبطلتها ولكننى أرى أن الفيلم يميل للمجازية أكثر من الرمزية الآن الرمزية مغلقة على من ينتمون للثقافة الواحدة أما المجازية فى أكثر انفتاحا و قد يستوعبها الجميع . واستطرد قائلا الفيلم لم يلق الدعم الإنتاجى العربى وفى بعض الدول العربية ترفضه عندما نطرح الفكرة لذا اخذ كل هذا الوقت خاصة و اننا لم نرد دخول انتاج اجنبى حتى لا يفرض علينا شروطه . وتداخل البطل منذر قائلا ما فى جهة انتاج أجنبية تدعم عملا للقضية الفلسطينية الا وخلفها هدف ما لأن الأجانب لا يهتمون بهذه القضية من الأساس مشيرا إلى إنه لم يتخوف من الشخصية التى قدمها قائلا لم يهمنى مساحة الدور فهمى انصب على الشخصية ومدى تأثيرها فى الاحداث . اما البطلة صبا مبارك فاكدت انها لم تشعر باى صعوبة فى الشكل او المظهر وهى تقدم المراحل العمرية المختلفة للبطلة و لكن الصعوبه فى اظهار المشلعر الدفينه لهذه الشخصية فهى عندما اصبحت اما اصبح الاحساس اصعب لخوفها على ابنها هل عندما يخرج من البيت سيعود ام لا ؟ وهو احساس تعيشه المرأة الفلسطينية طوال اكثر من نصف قرن فهذه اصعب فرضية فى الدور . وعن أدائها الذى يميل إلى المسرح أكثر منه سينما أكدت أن الفيلم ليس بمساحة البكاء و العويل بل بمدى المشاعر الصادقة التى يصل للمشاهد و لا يوجد وسيلة تشبه و سيلة أخرى فى الفن و عندما تدقق فى العمل تجد أصابع الماجرى فى إخراج هذخ المشاعر وما يعنينى أن هذه المشاعر وصلت للجمهور حقيقية فكنت أرى اننى أجسد فلسطين فى الحقيقة . وقد أكد المنتج أن الربح ليس الهدف الأسمى فى الفن فمن وجهة نظرى أن الفيلم التجارى هو من ينجح مع الجمهور و يصل لكل الفئات و هذه النوعية من الأفلام لها جمهورها .