اسم موريتانيا يرجع إلى العهد الروماني، حيث أطلق الرومان هذا الاسم على منطقة شمال إفريقيا كلها، وكانت هنالك دولتان قديمتان فى شمال إفريقيا تحملان هذا الاسم هما: "موريتانيا القيصرية" و"موريتانيا الطنجية". تقع موريتانيا فى المنطقة شمال خط الاستواء حيث تندر الأمطار وترتفع درجة الحرارة، المناخ عمومًا صحراوى حار وجاف فى معظم شهور السنة، حيث إن درجة الحرارة فى فصل الصيف تبلذ أحيانًا ما بين 27 و42 درجة مئوية، خصوصًا فى المناطق البعيدة عن البحر، باستثناء فترات معينة حيث يعمل التيار الكنارى القادم من الشمال الغربى على خفض درجات الحرارة فى المساء وفى الليل، خصوصًا فى المناطق المحاذية للمحيط الأطلسى حيث تنخفض هذه إلى أقل 20 درجة فى اليوم. تنتمى موريتانيا بحسب التصنيف الاقتصادى المعتمد من قبل الأممالمتحدة إلى مجموعة البلدان السائرة فى طريق النمو والمنتمية إلى ما يعرف ب"العالم الثالث" وبالنسبة إلى الاقتصاد الموريتانى فإضافة إلى عدم مواتاة الوسط الطبيعى سواء ما تعلق بمظاهر السطح أو المناخ فإن هذا الاقتصاد يعانى من اختلالات هيكلية بنيوية تعيق نموه فى الوقت الراهن يكمن البعض منها فى ضعف الأنشطة الفلاحية بشقيها الزراعى والرعوى إضافة إلى غياب سياسة اقتصادية محكمة فيما يتعلق بالشق المتعلق بالمعادن، ويعتبر الصيد من أهم ركائز هذا الاقتصاد. وعندما برز المشروع الاستعمارى الفرنسى فى نهاية القرن التاسع عشر بعث هذا الاسم من جديد واختار قائد الحملة الفرنسية على البلاد إعادة إحياء اسم موريتانيا لتسمية هذه البلاد الواقعة بين المغرب والسنغال به، وقد كانت معروفة من قبل بأسماء منها "بلاد شنقيط" عند العرب المشارقة، وكذلك "صحراء الملثمين" و"بلاد لمتونة" و"المغرب الأقصى" عند المؤلفين العرب القدامى، وبعض مؤلفى هذه البلاد أنفسهم، أما عامة سكان البلاد فكانوا يسمونها "أرض البيضان" فى مقابل "أرض السودان" الواقعة جنوبها. فى بداية من القرن الخامس هجرى، دخلت قبائل عربية هذه البلاد، ثم فى القرن السادس هجرى استقرت قبائل بنو المعقل العربية فى موريتانيا، وقد جاءت من صعيد مصر ضمن الهجرة الهلالية الشهيرة إلى بلدان المغرب العربي، لكنها واجهت معارضة شديدة من القبائل الأمازيغية، والتى ما لبثت أن دانت للسلطان العربى، وقد ساهم فى انتهاء المعارضة وحدة الدين، حيث سبق الإسلام العرب إلى المنطقة، واختلطت المجموعتان مع الزمن وتشكل عرق منسجم من الأمازيغ والعرب، وتشكلت أهم مجموعة بشرية على مر تاريخ موريتانيا من الأمازيغ والعرب، هم سكان موريتانيا الحاليون. بدأ دخول الفرنسيين موريتانيا سنة 1902 كقوة استعمارية، وقد واجهوا مقاومة شديدة من القبائل الموريتانية كافة، وخاضوا معهم الكثير من المعارك، منها رأس الفيل التى قتل فيها أمير تكانت ومنها معركة تجكجة، التى تمكن فيها سيدى ولد مولاى الزين من قتل قائد الحملة الفرنسية. واستمر الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسى، حتى حصلت فى عام 1956 على الحكم الذاتى الداخلي، وأصبحت "نواكشوط" عاصمة للبلاد فى السنة التالية. وفى سنة 1958 تم إعلان الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وإنشاء الجيش الموريتاني، واختير المختار ولد دادة رئيسا للوزراء، ثم اكتمل استقلال البلاد فى مثل هذا اليوم من عام 1960، وأصبح المختار ولد دادة أول رئيس لها.