أثار زملاء باسم يوسف في قناة "سي بي سي" ضجة كبيرة؛ بسبب ما وصفوه بالسخرية منهم، والتعرض لهم بطريقة غير لائقة رغم أن الرجل لم يحضر لهم إلا فيديوهات تبرز شخصياتهم الأخرى...! هؤلاء القوم ضاقوا ذرعًا بزميل لهم يسخر منهم، رغم إنه كان مهذبًا معهم بل حاول تلميعهم بطريقة أخرى، أما الرئيس المنتخب الذي يمثل شعبًا بأكمله فتتم السخرية منه ليل نهار بل شتمه وإهانته، ولعل وقائع: رسم قفا الرئيس، ومانشيت زمن الكلاب، وإحضار استبن في الاستديو و.. و.. و..، كلها شواهد على بلوغ عملية انتقاد الرئيس مستويات غير لائقة، والأغرب من ذلك كله هو أن يكون حاملو لواء الثلب والشتم والسخرية هم أنفسهم من هددوا محمد الأمين - مالك سي بي سي - بترك القناة إن لم يعتذر باسم يوسف، ولم تقدم لهم توضيحات عن الذي جرى، لميس الحديدي قاطعت القناة أمس، وعماد الدين أديب كتب مقالًا عن باسم يوسف قال فيه ما لم يقله الإمام مالك في الخمر ...!؟ والسؤال ماذا لو كان الواحد من هؤلاء رئيسًا؟؟، وأين هي الديمقراطية التي يتشدقون بها، وما هذه الازدواجية في التعامل: السخرية من لميس جريمة لا تغتفر، وسب الرئيس أمر فيه نظر...!!؟ ولم يتهمون مرسي بالديكتاتورية رغم أنه لم يدخل إلى السجن الآن شخصًا سبه أو تجرأ عليه ؟؟؟، ولمَ لمْ يتخذ أي إجراء قانوني ضد أي شخص سبه أو سخر منه أو تعرض له أو لعائلته؟؟ بالعكس من ذلك إسلام عفيفي - رئيس تحرير جريدة الدستور - خرج من السجن بعد تشريع استثنائي من الرئيس يمنع حبس الصحفيين في قضايا النشر، وهو أساسًا دخل الحبس الاحتياطي؛ بسبب قضية إهانة الرئيس!؟.. هل هذه هي الديمقراطية يا ست لميس ويا أستاذ أديب؟؟ أين قبول الرأي الآخر وحرية الانتقاد؟؟.. الأكيد أن باسم يوسف لو تخلى عن الجزء الأول من الحلقة - التعرض لزملائه -، واكتفى فقط بالجزء الثاني - السخرية من مشروع النهضة - لأقيمت له احتفالية من طرف زملائه وإدارة القناة على نجاحه الباهر، ولوصلته عبارات الإطراء والإشادة من كل حدب وصوب. الغريب في الأمر أن الإخوان المتهمين بالديكتاتورية والأحادية والتكويش والسيطرة وقمع حرية التعبير والاستفراد وكل ما لم يخطر على بالك... لم يتخذوا أي إجراء قانوني ضد باسم يوسف، بل لم يُلتفت له أساسًا، ولكن زملاءه في المحطة هم الذي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها؛ بسبب أن زميلًا لهم أراد أن يداعبهم ويمزح معهم - هذا ما بدا للكثيرين -. مع مرور الزمن تأكد أن هذا الرهط من الإعلاميين ومن لف لفهم من الليبراليين والعلمانيين لا يؤمنون بشيء اسمه حرية التعبير، ولا بالديمقراطية، ولا بالشفافية، ولا بحقوق الإنسان بل يعدونها شعارات يأكلون بها خبزًا إلى حين، ويتقعرون بها على مضض، فإن جدّ الجد، وحان موعد الاختبار كفروا بها علانية وبلا خجل ولا وجل.. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]