طالب عدد من علماء الأزهر الشريف متظاهرى التحرير بضرورة التحلى بأخلاق الإسلام فى التظاهر والاحتجاج والرفض لكى لا يخرج الاحتجاج من طور التظاهر السلمى المشروع إلى عمل إجرائى مرفوض. يقول فضيلة الشيخ محمد عقلة، عضو المجلس العالمى لعلماء المسلمين، إن التظاهر والاعتراض والاحتجاج حق مشروع بالدين والقانون ولا يوجد نص فى القرآن والسنة يحرم على المسلمين هذا الحق ولكن الإسلام ينظم هذا الحق حتى لا يتحول من حق مشروع إلى جريمة ترتكب فى حق الفرد والمجتمع وهو ما يحدث الآن فى ميدان التحرير، حيث إنهم خرجوا للتظاهر والاعتراض على قرار رئيس الجمهورية وهذا حقهم ولكن بكل أسف اندس من بينهم مخربون ومجرمون حولوا الميدان من ساحة للتظاهر السلمى إلى ساحة للاقتتال والعنف والإرهاب، وهذا يؤكد أن هذه التظاهرات خرجت عن حدود وآداب الشريعة الإسلامية وأن جميع الأعمال التى تتم فى التحرير تتعارض مع الإسلام فى عدة مبادئ أولها أنه انتهاك صريح لحرمة الطريق العام، فعَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَار، عَن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى، عَنِ النَّبِى صلى الله عليه وسلم قال: إِياكُم وَألْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ، فَقَالُوا : مَا لَنَا بُذ، إِنما هِيَا مَجَالِسُنَا، نَتَحدثُ فِيهَا، قَالَ : فَإِذَا أَبَيْتُمْ إلاَّ المجالس، فَأَعطُوا اَلطرِيقَ حَقُّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُ اَلطرِيقِ ؟ قَالَ : غَضُّ اَلْبَصَر ، وَكَفُّ اَلأذًى ، وَرَدُّ السلاَم ، وًأمْر بِالْمَعْرُوف ، وَنَهى عَنِ اَلْمُنْكَرِ. أخرجه أحمد و"البُخَارِي" و"مسلم" ومن أهم واجبات المتظاهرين كف الأذى وعدم إيذاء الناس فى أبدانهم أو أعراضهم، وفى الحديث الذى رواه عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما، أن النبى قال: المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده. بل إنه من الآداب المستحبة فى الطريق! إزالة الأذى عن الطريق حيث قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان. "رواه البخاري".