انتقدت جميع الصحف الأمريكية الصادرة أمس الحملة الإعلامية التي انطلقت لتأييد إعادة انتخاب الرئيس مبارك لفترة رئاسية قادمة. فقد أفردت صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست وشيكاغو تربيون ونيوز داي وسان فرانسيسكو كورنيكل وبوسطن جلوب وبلتيمور صن واطلانطا جورنال وديترويت فري برس وباقي الصحف الأخرى المحلية مساحات واسعة على صدر صفحاتها وصفحاتها الداخلية للتعليق على الحملة الإعلامية التي دشنها الإعلام المصري المرئي والمكتوب لمساندة الرئيس في سباق الانتخابات الرئاسية. فقد أكدت تلك الصحف أن تصريحات المسئولين المصريين عن المساواة والعدالة في التغطية الإعلامية لبرامج المرشحين لانتخابات الرئاسية غير صحيحة. وأشارت الصحف الأمريكية إلى تخصيص جريدة الأهرام لملحق خاص حُشد له عدد من كبار الكتاب والسياسيين المصريين للدعاية للرئيس مبارك وسرد ذكرياتهم الحلوة معه بالإضافة إلى نشر بعض الصور التي تحمل طابع إنساني للرئيس مبارك سواء مع بعض الأطفال أو المرضى أو البسطاء من الشعب. وانتقدت الصحف الأمريكية الزج بالبابا شنودة بكتابة مقال في الملحق الأهرامي للدعوة لانتخاب الرئيس مبارك. وقالت الصحف الأمريكية أن الحملة الإعلامية الفجة للرئيس مبارك أكدت مصداقية مقاطعة بعض أحزاب المعارضة للانتخابات الرئاسية على أساس عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين للانتخابات الرئاسية. وقالت الصحف الأمريكية إن الحملة الإعلامية لإعادة انتخاب الرئيس مبارك كرست من المعارضة لنظام حكمه سواء على المستوى الشعبي أو الحزبي. وأشارت الصحف الأمريكية باستنكار إلى تصريحات أنس الفقي وزير الإعلام بأن تعليمات الرئيس هي عدالة ونزاهة الحملة الانتخابية بين كل المرشحين بما فيهم الرئيس مبارك وأنه لا تمييز للرئيس مبارك بصفته الرئيس الحالي للجمهورية. وأشارت الصحف الأمريكية لتصريحات جميلة إسماعيل زوجة أيمن نور رئيس حزب الغد وأحد المتنافسين مع الرئيس مبارك التي أكدت فيها كذب الادعاءات الحكومية بالمساواة في الحملات الانتخابية بين الرئيس مبارك وباقي المرشحين. وقالت إن الجهات الأمنية منعت مؤتمرا جماهيريا لأيمن نور كان مقررا تنظيمه بإحدى ميادين الإسكندرية الشهيرة دون أسباب في حين يمنح الإعلام الحكومي مساحات ضخمة في الصحف والتلفزيون للرئيس مبارك في حين يتم التعتيم على أخبار حزب الغد والأحزاب الأخرى. كما أبرزت الصحف الحكومية تصريحات مدحت خفاجة الناطق باسم الحزب الدستوري الاجتماعي الليبرالي الذي يشارك رئيسه في الانتخابات الرئاسية حيث يقول إن دور النشر والخطاطين في مصر صدرت لهم تعليمات بعدم التعاون مع المرشحين المعارضين للرئيس مبارك في حملاتهم الإعلانية. وقال خفاجة إن الخطاطين ودور النشر تخشى إجراءات انتقامية من الأجهزة الحكومية لو تعاونوا مع معارضي الرئيس كما أشارت الصحف الأمريكية إلى أن المسئولين في جميع محافظات مصر يعرقلون الحملات الإعلانية لمرشحي رئاسة الجمهورية بفرضها رسوما كبيرة على المرشحين للسماح بتعليق اللافتات تحت بند تأمين تعليق اللافتات. كما أوردت تلك الصحف بصورة تهكمية تصريحات أحمد أبو زيد أحد قيادات الحزب الوطني الذي يقول إن المعارضة تحاول إخفاء ضغوطها بادعائها عدم وجود تكافؤ بين المرشحين من جهة والرئيس مبارك من جهة أخرى في الحملة الدعائية. كما أشارت الصحف الأمريكية لمشاركة موظفين عموميين في الحملة الدعائية للرئيس مبارك مستخدمين ملايين الجنيهات من الأموال العامة. وبشكل عام يتضح أن الصحافة الأمريكية عقدت العزم على تغطية انتخابات الرئاسية بشكل مكثف كما أتضح من إجماع كل الصحف الأمريكية بلا استثناء أمس على انتقاد الحملة الدعائية للرئيس مبارك وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين عدم رضا الإدارة الأمريكية على الطريقة التي تدار بها الحملة الانتخابية للرئيس مبارك.