ومازلت أغرق في دموعي وكأنها الأقدار التي سطرت فى كتبها أن أغتسل منها لكي أتطهر من أحزاني ولن أتطهر وكأننا نتعايش في دنيا الأوجاع نستظل تحت سمائها ونخطو فوق أرضها لكي نحرق من نار لهيبها ولا أدري الى متى سنظل هكذا فو الله لقد جفت دموعي من عيناي حتى تحولت الى كهلاٌ في ريعان شبابي مما جعلني أتعايش على ذكريات الطفولة مسترجعاٌ ضحكاتها البريئه والتي حرمت منها منذ فتره ليست بالقصيرة بسبب حكاماٌ أقل ما يوصفون بالجهلاء بدءا من حاكم تجبر وطغى على أجدادي في عصر ساد فيه الظلم والطغيان مرورا بحاكم مازالت يداه ملطخه باتفاقية الخزي والعار حتى أصبحت سيناء محتله على أرض الواقع ناهيك عن لص سرق ثروات وخيرات هذا البلد وليس بأخير بجنرالات ستخلد أسمائهم فى مزبلة التاريخ مما تسببوا فيه من مجازر ومذابح في فترتهم الانتقامية وأخيراٌ بحاكم أقل ما يقال عنه بإمام المساجد . لقد صعقت عندما استيقظت على كارثة زلزلت قلبي وعقلي مدركاٌ أنها لن تكون الأخيرة فى عصر أصبحت الكوارث فيه أشبه بسواد الليل نعهدها كل يوم . وأتساءل ما ذنب أطفال في عمر الزهور أن يلقوا مصرعهم على قضبان القطارات وأي ذنب اقترفته أيديهم بأن يموتوا هذه الموته البشعة هل هي الأقدار أم خطايا الإهمال . فوربي لو كنا فى بلد من كوكب أخر لكانت المحاسبة ستطال الجميع إبتداءا من قمة النظام حتى قاعدته. وسرعان ما يدميني قلبي عندما تجد البعض من الحمقى يرمون بمصائبنا على شماعة الأقدار وتناسوا كلمات رب العباد ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ولكن أختصم حكامي إليك يا رب فهم لا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة ولكن يلقون بنا إلى تهلكة التهلكة ولكن بصور شتى وتختلف بشاعة التهلكة من صوره إلى أخرى . وأتساءل ما نوعية تهلكتى هل ستكون على قضبان القطارات أم أسفل إطارات السيارات على الطرق السريعة أم ستكون داخل حجرة في مستشفيات الصرف الصحي ( التأمين الصحي ) أم ستكون داخل زنزانة فى سلخانات الشرطة أم ستكون في مركب متهالكة فى عرض البحر عندما أبحث عن وطن بديل بعد أن لفظني وطني . مما لا شك فيه أن مجلدات الكوارث عامره بالنهايات المأساوية لبني جلدتي وكأن الموت على الفراش أصبح حلم لنا بعيد المنال . في هذه اللحظات المفجعة أرفع يداي إلى عنان السماء أن يذيق حكامنا من بعض مما أذقناه منهم لعل من يأتي بعدهم يتعظ ويتقي الله فينا . لقد تناسوا أولي أمرنا حديث المصطفى ( كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته ) وتناسوا أيضا قول الفاروق ( لو عثرت دابة في بلاد العراق لسألني الله عنها ) . قلبي يدميني على ملائكة فى عمر الزهور كتبت عليهم خطايا الإهمال أن يفارقونا ولسان حالهم يخاطب كل ضمير حي. اقتصوا ممن جعلنا نفارق دنياكم وتناسوا أن الضمائر الحية ماتت ولن تستيقظ فهي ٌ الآن راقدة فى قبور أصحابها مشتاقة لهم لكي تستأنس بهم . خطايا الإهمال لن تتوقف مادامت عقول أولي الأمر فارغة عن وضع نهاية لتلك المآسي. ومن هنا أخاطب كل رب أسره أن يحتضن فلذة كبده مع إشراقه كل صباح قبل أن يحتضنه) حضن الفراق ) فى المساء. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]