أقامت الغرفة المسيحية العالمية للتجارة مؤخرا مؤتمرا طائفيا خطيراً في مصر ، لدعم رجال الأعمال المسيحيين ، ترأسه دال نيل رئيس الغرفة ، الذي اعترف في تصريحات أدلي بها علي هامش المؤتمر بأن إقامة ذلك المؤتمر بمصر جاء بناء علي اقتراح إسرائيلي . وقال نيل إن فكرة عقد المؤتمر بمصر تعود إلي عام 2002 ، حيث دار حديث بينه وبين دان جيلرمان سفير إسرائيل لدي منظمة الأممالمتحدة ، عبر خلاله جيلرمان عن تقديره للدور الذي تقوم به الغرفة لخدمة مجتمع الأعمال في إسرائيل ، لكنه شدد على أنه يجب أن لا يتوقف نشاط الغرفة عند هذا الحد بل يجب عليها السعي نحو تنمية العلاقات التجارية مع جيراننا أيضا معتبرا مصر هي الدولة الأكثر استعدادا لذلك التعاون " . وأوضح نيل أن " هذه الكلمات شكلت تحديا خاصا له حيث إننا في العشرين سنة الماضية كانت الغرفة المسيحية تخدم مجتمع الأعمال في الدول الغربية,وخلال التسعينيات قمنا بتوسيع ذلك ليشمل مجتمع الأعمال في إسرائيل,ولكن لم تأت لنا الفرصة لخدمة مجتمع الأعمال في الدول العربية لذلك مثلت لنا كلمة سفير إسرائيل تحديا جديدا لبناء التواصل مع حضارات وثقافات أخري ولكسر كل الحدود في مجتمع الأعمال وقررنا عقد مؤتمرنا في مصر." وحول رؤيته لمصر ، قال دال نيل " نحن نؤمن بشدة بمستقبل مصر في الفترة المقبلة,وأن الوقت حان لتحصد مصر ثمرة ما زرع خلال الفترة الماضية ، فبمرور الوقت أثبت المجتمع المصري قدرة هائلة علي التسامح والتعايش,وتحقيق الكثير من الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يجب أن يقدرها المجتمع الدولي. وفي نهاية المؤتمر الذي انعقد بأحد فنادق وسط العاصمة المصرية أوصي المشاركون وغالبيتهم رجال أعمال مسيحيون بضرورة التعاون مع جمعيات رجال الأعمال المصريين وذلك عبر برامج تدريبية ولقاءات بين مختلف رجال الأعمال والعمل علي تدريب المرأة المصرية علي الدخول في مجال العمل الحر. هذا وقد أبدى عدد من المراقبين استطلعت المصريون رأيهم قلقه من هذا التحول الجديد ، نظرا لحساسيات عديدة ما زالت حاضرة بقوة في المجتمع المصري يمكن أن تغذيها مثل هذه المؤتمرات الغامضة ، وخاصة في ظل تردد الحديث عن هيمنة رجال أعمال مسيحيين على أكثر من ستين في المائة من سوق المال والأعمال في مصر ، ويخشى أن يتم تفسير عقد مثل هذا المؤتمر بوصفه عملية دعم لمثل هذه الهيمنة ، واعتبروا أن عقد المؤتمر بشكل عام عمل غير إيجابي لمصر ، بل من الممكن أن يرقى إلى مستوى تهديد أمنها القومي . جدير بالذكر أن الغرفة المسيحية العالمية تم تأسيسها في عام 1985 كغرفة تجارية غير هادفة للربح ، وأنشئت وفقا للقانون البلجيكي ومؤسسها هو رجل الأعمال السويدي جونار أولسن ، ,وتضم في عضويتها رجال أعمال من 43 دولة مختلفة. وتستهدف الغرفة بالأساس دعم قطاع الأعمال المسيحي,ولكنها في الفترة الأخيرة قامت بتوسيع مجال أعمالها لتستفيد منها بعض الفئات الأخرى في مجتمعات رجال الأعمال.