كشف أيمن منير الطفل الذى اختار البابا شنوده من خلال القرعة الهيكلية أنه قبل إجراء القرعه فى أكتوبر عام 1971،والذى كان حديث الجميع في ذلك الحين وظل اسمه لصيقا بقداسة البابا شنودة في كل محطات حياته من يومها وحتى الآن. ويروى ايمن المولود فى عام 1965 ، أن عمره كان وقت سحب القرعة الهيكلية للبابا شنودة 6 سنوات وشهر و27 يوما ولذلك جاء قرار الكنيسة أن يكون عمر الطفل الذي سيسحب قرعة البابا ال 118 اليوم الأحد من (5-8 سنوات). يقول أيمن إن طريقه للمشاركة في القرعة الهيكلية جاء من خلفية أسرته المرتبطة بالكنيسة، فجده لوالدته هو القمص ميخائيل شحاتة كاهن كنيسة العذراء والقديس يوسف سموحة بالإسكندرية وعمها مؤسس الكلية الإلكليريكية ووالده كان يعمل في منصب مرموق بعالم الاقتصاد، ولم يكن في بال والده ووالدته وشقيقته التوأم أن يكون سحب القرعة الهيكلية للبابا ال 117 من نصيب أيمن. كانت البداية بوصول خطاب من جده القمص ميخائيل شحاتة لوالدته يقول لها فيه إنه يتوقع أن يكون البطريرك القادم من بين الفائزين في الانتخابات هو الأنبا شنودة وأن أيمن ابنها هو الذي سيكون طفل القرعة الهيكلية ونصحها بالذهاب إلى مقابلة القائم مقام في ذلك الوقت الأنبا أنطونيوس. ويوضح أيمن أن والدته استقبلت هذا الكلام باعتباره تعاطفا أسريا ورغبة من والدها في تحفيزها على حضور احتفال القرعة الهيكلية. ويتابع: "عندما ذهبت ووالدتي لمقابلة القائم مقام والحصول على دعوة لحضور الاحتفال أبلغنا القائم مقام أن جميع الدعوات قد نفذت ولم يقابلني حتى يقرر إذا كان ممكنا أن أشارك في القرعة الهيكلية أم لا". كان ذلك قبل إجراء القرعة بخمسة أيام ولكن والدي نجح في الحصول على دعوة لحضور احتفال القرعة الهيكلية من أحد كبار رجال الدولة. ويواصل أيمن حديثه قائلا: "يوم إجراء القرعة الهيكلية ذهبنا في الصباح الباكر نحو الساعة السادسة والنصف صباحا وحصلنا على دعوةلحضور القرعة لكن وجدنا باب الكنيسة التي سيجرى في داخلها الاحتفال مغلق وأنه تم الاكتفاء بالأعداد الموجودة بالداخل فقال لنا والدنا هذه مشيئة الله، وانتظرنا في الخارج لنعرف نتيجة القرعة واسم البطريرك الجديد وفي نحو الساعة السابعة وخمسة وعشرين دقيقة وقبل إجراء القرعة اكتشف القائم مقام "الانبا أنطونيوس"أن جميع الأطفال الموجودين داخل الكنيسة أكبر من السن المناسبة وهو ما يتنافى مع شروط القرعة، فطلب من عدد من الشمامسة البحث خارج قاعة الكنيسة عن أطفال أصغر عمرا. ويستطرد منير كنت أنا و9 أطفال آخرون من الذين جاءوا في ساحة الكاتدرائية إلى داخل الكنيسة وأجريت المراسم الطقسية وتمت صلاة القداس الإلهي، بعدها دعا القائم مقام البطريرك الأطفال المقرر اختيار واحد منهم لسحب القرعة، ووقفنا صفا واحدا ثم أحضر القائم مقام ساترا أبيض يشبه الملاءة وغطى بها أجسادنا بحيث لا يستطيع أحد أن يميز أي من الموجودين خلف الساتر الأبيض. وبعد ذلك يتلو القائم مقام صلاة طقسية معروفة لاختيار طفل القرعة وهو يمر بيده فوق رؤوس الأطفال الموجودين داخل الساتر، والجميع ينتظر متى تنتهي الصلاة ويد القائم مقام ستكون وقتها فوق رأس أي من الأطفال العشرة وبالفعل انتهت الصلاة وكانت المفاجأة أن يد القائم مقام مستقرة على رأسي. وحرصا منه أن أكون أنا من يحرج من خلف الساتر لسحب القرعة ظل ممسكا برأسي بقوة واستدعى شماس لمعاونته في رفع الساتر، وجذبنتي خارج الطابور وأعلن أن هذا هو الطفل المختار لسحب اسم البابا الجديد، وأحضروا قطعة قماش ستان لونها داكن جدا وعصبوا وجهي بالكامل وليس عيناي فقط حتى لا أرى أي شئ تماما، وحملوني لسحب الورقة التي تحمل اسم البابا الجديد من بين ثلاثة أسماء الأنبا صموئيل والأنبا شنودة والأنبا تيمثاؤس. ويسجل أيمن مشاعره عن هذه اللحظة قائلا: "كنت أشعر بخوف شديد لأنني شعرت أنني بمفردي بعيدا عن والديّ وكانت هناك غلظة في ربط العصبة على عيناي ووجهي، وحملني شماس عرفت فيما بعد أنه دكتور يوسف منصور إلى موضع وجود الصندوق الذي يحمل الأسماء الثلاثة، وسحبت الورقة التي تحمل اسم البابا شنودة. وبعد سحب القرعة ذهبنا للدير دير السريان بوادي النطرون في نفس اليوم والتقينا البابا شنودة واستقبلني بحفاوة كبيرة وسألني كيف اخترت اسمي فقلت له ببراءة الطفولة: "كدت أموت علشان اختارك". ومن وقتها أخذت أتردد عليه بصفة دورية وأطلق على البابا شنودة اسم أيمن شنودة الثالث. ويحكي أيمن قصة طريفة كانت وراء هذه التسمية فيقول: "بعد حفل التنصيب ذهب للقاء البابا شنودة وانتظرت طويلا من 9 صباحا حتى الثانية ظهرا لأنه كان مشغولا في استقبال المهنئين من كبار رجال الدولة، وبعيدا عن البروتوكول فتحت الباب ودخلت وناديته "يا بابا" فضحك وقال هذا الفل من حقه أن يأتي إليّ في أي وقت فهو ابني. وفي المرحلة الابتدائية أثناء الامتحان كتبت اسمي أيمن شنودة الثالث على ورقة الإجابة فاستدعوا ولي أمري وسألوه عما وراء كتابة اسمي مقترنا باسم البابا شنودة الثالث فأوضح لهم ارتباطي الشديد به، فطلبت إدارة المدرسة أن تلتقي البابا شنودة واستقبلنا جميعا بحفاوة كبيرة. ويؤكد أيمن أن القرعة الهيكلية واقتران اسمه بالبابا شنودة غير حياته بالكامل بالخير والبركة والنجاح وقال إن آخر مرة التقى فيها البابا شنودة الثالث كانت قبل رحيله بأيام قليلة وأنه تأثر بشدة بغياب البابا شنودة عن حياته وعن حياة كل من عرفوه عن قرب ، وأكد أنه مشفق على البطريرك القادم من حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه بعد الثورة . وقال إنه كان يتمنى أن يكون لديه ابن ليكون ضمن من سيشاركون في القرعة ولكن الله رزقه بطفلة.،موجها نصيحة للطفل الذي سيسحب اسم البابا ال 118 بأن يهتم كثيرا بكل ما يفعله لأنه سيكون قدوة للآخرين على مستوى أسرته وعلى مستوى المجتمع. وأضاف أنه كان مقل جداً في الظهور على وسائل الاعلام والصحافة حتى ترددت شائعات بأن جهاز ''أمن الدولة'' قام بحثه على اختيار البابا شنودة لمنصبه لاعتبارات سياسية حينها نافياً صحة تلك الشائعات حيث أنه كان معصوب العينين بشدة وبقسوة ، حسب وصفه. ونفى ايمن منح البابا شنودة آى هدايا او منح له ،حتى فى حفل زواجه،مؤكدا ان وجود البابا كبطريك للكرازة المرقصية كانت أكبر هدية ومنحة من الرب.