استقبل لرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد ظهر اليوم /الاثنين /وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التى وصلت فى وقت سابق اليوم إلى الجزائر العاصمة فى زيارة تستغرق عدة ساعات . تم خلال المباحثات بين الجانبين بحث القضايا التي تهم البلدين وخاصة الوضع في شمال مالي فى ضوء التدخل العسكري الوشيك للقضاء على الجماعات المسلحة التي فرضت سيطرتها على شمال مالي منذ أبريل الماضي عقب إنقلاب عسكري أطاح بالرئيس المالي توماني توري وإنسحاب الجيش النظامي من الشمال. حضر المباحثات من الجانب الجزائري كل من وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية ووزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل. وكانت الجزائر ترفض بشدة التدخل العسكري شمال مالي وطالبت بمنح المزيد من الوقت للبحث عن حل سياسي للأزمة غير أنها غيرت رأيها في الآونة الأخيرة بعد أن إنحازت واشنطن هي الأخرى إلى خيار التدخل العسكري. وتعتبر أمريكا الجزائر أهم حليف في مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط نظرا لتجربتها الطويلة في مواجهة الجماعا ت المسلحة . وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة اليوم /الاثنين / قد نقلت عن الناطق السابق باسم الحكومة الجزائرية عبد العزيز رحابي قوله: إن الأمريكيين قد يطلبون من الجزائر لعب دور شبيه بدور باكستان في الحرب الدولية على حركة طالبان والقاعدة داخل الأراضي الأفغانية، موضحا أن "الجزائر سيُطلب منها تقديم مساعدة معلوماتية أو تسهيل تحليق الطائرات". وحول سبب توجه كلينتون إلى الجزائر دون غيرها من دول المنطقة قال رحابي إن "واشنطن تتحرك بواقعية استباقا لتدخل محتوم شمال مالي". وتابع "أن دول الساحل لا تملك الإمكانيات وهي ضعيفة وليس لديها إجماع وطني على مستوى المجتمع والأحزاب حول مكافحة الإرهاب، أما الجزائر فهي تملك الخبرة ولديها الإمكانيات في مجال مكافحة الإرهاب". وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى يوم 12 أكتوبر الماضي بالإجماع قرارا يحث دول غرب أفريقيا على توضيح خططها الخاصة بتدخل عسكري لإستعادة شمال مالي من إسلاميين متطرفين في غضون 45 يوما. كما دعا القرار الذي صاغته فرنسا الحكومة المالية والمتمردين الطوارق إلى البدء بأسرع ما يمكن في مسار تفاوض ذا مصداقية . تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد استبعدت فى الماضي تقديم دعم مباشر للمهمة العسكرية التى ستضم قوات أفريقية مدعومة من فرنسا وأمريكا فى شمال مالى . وتنبع تحفظاتها من خوفها من أن يمتد العنف إليها فتحدث أزمة لاجئين وأزمة سياسية "خصوصا بين طوارق مالي النازحين الذين قد يتجهون شمالا، وقبائل الطوارق الجزائرية" ، وكذلك من خوفها من انتقال الأزمة إلى دول الجوار. ويقول مراقبون إن احتياطيات الجزائر الضخمة من العملة الصعبة وخبرتها في محاربة الجماعات الإسلامية المسلحة وأيضا حدودها الطويلة مع مالي تجعل دورها حاسما في أي عملية في مالي .