نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا حول التغيير في السياسات الأمريكية إزاء مصر في عهد الإخوان المسلمين، بعد وصولهم للحكم في مصر، وتقول في التقرير إنه لعل التغيير الأكثر جذرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما قد حدث هنا في مصر، حيث جماعة الإخوان المسلمين أصبحت على أرض الواقع جزءًا من الدعم الأمريكي. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه ليس ذلك فحسب: "بل أن السياسيين السلفيين أصبحوا من الزوار المعتادين للسفارة الأمريكية بالقاهرة، التي تطبق نظرية أنه من الأفضل أن يكون هؤلاء السلفيون داخل الخيمة بدلاً من خارجها، وهو ما مكن السلفيين من زيارة الولاياتالمتحدة للاطلاع على كيفية سير النظام الديمقراطي على الأرض". وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن التفكير الأمريكي الجديد يعي أنه ليس من الممكن أبدًا الاتفاق مع هؤلاء السلفيين في مجال حقوق المرأة، على سبيل المثال، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن تكون هناك علاقة منفعة متبادلة مع الغرب أو عملية التطور. وتابعت: إن الانقلاب الدراماتيكي، يتمثل في أن الولاياتالمتحدة كانت تؤيد باستمرار الرئيس السابق حسني مبارك الذي قاد حملة ضد الإخوان أما الآن فإن جماعة الإخوان أصبحت تحتل هذه المكانة في التفكير الاستراتيجي الأمريكي. وأكد تقرير "نيويورك تايمز" أن التنبؤ بما يحدث في مصر اليوم أمر صعب فالأمة التي تقع في قلب المجتمع العربي في حالة تغير مستمر ومع ذلك، يجب القول إن الولاياتالمتحدة أحسنت الاختيار؛ وأن هذه السياسة الجديدة للاشتباك والتعامل مع التيارات الإسلامية في الشرق الأوسط هو أمر مفيد، ولهذا ينبغي أن يمتد هذا النموذج. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "بالتأكيد على أنه قد حان الوقت للتغلب على عدم التفاهم وقصور الاتصالات، وهذا لن يمكن أن يحدث إلا من خلال العمل مع القوات الحقيقية للمجتمعات العربية بدلا من أوهام العزل والبقاء داخل أوهام "المنطقة الخضراء".