"حولت حياتي إلى جحيم بعد أن أهدرت سعادتي بيدى وبمنتهى البساطة, كنت أعيش في أمان الزوج والأولاد والجو الأسري الجميل الذي افتقدته الآن, بسبب غيرتى وحبى الجنونى لزوجى الذى جعلنى أصدق الكلام الذي يسيء إليه دون أن أعي أو أفهم أن هذا الكلام يسيء إلى نفسي ويسيء إلى أولادي في نفس الوقت ..وبالفعل تركنى زوجى وتزوج علي بعد أن أصبحت فى الخمسين من عمري". بهذه الكلمات تحدثت " ناهد " إلى مكتب خبراء محكمة الأسرة وهى فى حالة من الحزن، وأضافت قائلة : "نشأت في أسرة كريمة بين أب مكافح وأم طيبة جدًا أثمر حبهما عن إنجابى وأشقائي الثلاثة، ربتنا أمنا على الحب وعلى الأخلاق الطيبة وعلى العفة وعلى الدين القويم, وكان لي جار صديق لأخي الأكبر يتردد علينا فأحببته, وأحبني وكان كل شيء في حياتي, وتقدم لخطبتي, ووافق عليه الأهل جميعًا لأن أخلاقه طيبة جدًَا تزوجنا سريعًا وكان منزلنا هو محراب الحب والسعادة حديث العائلة كلها وعشنا معًا أسعد أيام عمرنا لم نفترق طيلة حياتنا عن بعضنا فقد كان زوجى رجلًا كريمًا ووقوراً وملتزمًا في صلاته ودينه, مرت الأيام والسنون ونحن نتجرع من كأس حبنا وسعادتنا وأثمر هذا الحب الجميل عن إنجابنا "ولدًا وبنتين" هم كل حياتنا". سكتت قليلًا ثم تابعت : "في لحظة من لحظات العمر بدأت المشاكل تعرف طريقها إلى منزلنا الذي نعيش فيه فى سعادة بالغة, وانهالت علينا المشكلات من كل جانب, بدأت أشك في سلوكياته, وأصبح الناس يتحدثون عنه في كل مكان بأن له مغامرات عاطفية, وعلى الرغم من أنني لم ألمس عليه أي تغيير، لم أقف بجواره في تلك المحنة التي يمر بها لم أدافع عنه أو أقترب منه أكثر ولكن الغيرة أشعلت النيران بداخلى لدرجة أننى أصبحت أقول عنه أكثر من هذا الكلام الذي يسيء إليه, وعلى الرغم من ذلك لم يواجهني يومًا من الأيام, ولم يسألني لم قلت هذا الكلام عنه أو يفاتحني فيه, وأصبحت أقلل من شأنه أمام كل الناس حتى أمام أبنائي ولم أهتم بما سيحدث بعد ذلك". تضيف ناهد :" كنت أحكي لصديقتي كلامًا سيئًا عنه يشوه صورته, يصفه بما ليس فيه، فأشارت علي أن أطلب الطلاق فرفض زوجي الذي أعلم أنه يحبني حبًَا كثيرًا من كل قلبه". وأشارت إلى أن أبناءها أصبحوا غير راضين عما يدور بينها وبين أبيهم فهم كما يحبونها يحبونه ولكن ما فعلته معه جعل بينهم وبينه شيئًا من الجفاء فتباعدت المسافات وأصبح كالغريب بيننا, وحيدًا, صامتًا. وأضافت، أشعر بأنني زوجة فشلت في الحفاظ على بيتها السعيد مثل كل الزوجات الأخريات، وأننى لم أقدر النعمة التي أكرمنى بها الله حيث أصبح زوجي من شدة يأسه, هاربًا أغلب الوقت خارج البيت, عيناه انطفأ بريقهما وخاصة بعد أن لاحظت تغيرًا طرأ على زوجي, فأصبح لا يبالي بأي شيء, و يدخن السجائر, وأصبح يهتم بنفسه, وبمظهره ويشتري أفخم أنواع البرفانات ويذهب إلى عمله في الصباح حيث وظيفته الحكومية التي يعمل فيها مديرًا عامًا ولا يعود إلى المنزل إلا مع نسمات الفجر, لا يبالي بأي شيء حتى الولد أراد أن يتزوج، وعندما سأله عن رأيه قال له: خذ رأي والدتك, أنا لا رأي لي بينكم. وتحدثت والدموع تنهمر من عينيها، في ليلة قاسية عاد زوجي متأخرًا كعاداته مع نسمات الصباح فشممت بحاسة الزوجة رائحة الخيانة فصارحته بظني فانفجر في وجهي وظل يشتمني ويقول: أنتى سبب ما أنا فيه, وصارحني بأنه تزوج من سيدة مطلقة ولديها بنت صغيرة, سقطت على تلك الكلمات كالصاعقة, وبعدها أصبحت مهملة في عملي وحصلت على أجازة وأهملت في بيتي وأولادي لا أفكر سوى فى كيفية إعادة زوجي إلى أولاده وبيته مع أنه لم يفارقنا حتي الآن ولكنني أحست أنه غير موجود بحسه وروحه. وأنهت حديثها قائلة زوجى عرض عليا الطلاق إلا أننى لا أريده وأتمنى أن أعيده إلى أحضانى مرة أخرى وجئت إلى هنا لتجدوا لى حلًا وتصلحوا بيننا.