أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن القادة السياسيين يسعون إلى تحقيق السلام بجوار القيادات الدينية. وقال إن مجلس الحكماء يدرك أهمية مصر في ظل نظام الحكم الجديد، ويتطلع إلى رؤية الدستور الجديد الذي يحقق السلام والتقدم، وأضاف أن اللقاء تناول القضايا الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطينيون، والمصالحة بين فتح وحماس وبقية الفصائل وقال إن مجلس الحكماء أسسه نيلسون مانديلا الذي يتكون من عشرة أشخاص حضر منهم جروهارليم رئيسة وزراء النرويج سابقًا، ومارى روبنسون أول رئيسة لجمهورية أيرلندا. وأضاف أن القيادات الدينية المسيحية التي التقينا بها اليوم أكدت الدور الذي قام به الأزهر الشريف بقيادة شيخه الدكتور أحمد الطيب. جاء ذلك إثر الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ظهر اليوم في مقر مشيخة الأزهر بالدراسة. وشهد الاجتماع حضور أعضاء من مجلس الحكماء الذي أسسه الرئيس الأمريكي كارتر مع الزعيم نيلسون مانديلا، وشارك في الاجتماع أعضاء بيت العائلة المصري على رأسهم الدكتور محمود العزب والدكتور محمود حمدي زقزوق الأمين العام لبيت العائلة، والدكتور مصطفى الفقي والأنبا يوحنا قتلة، نائب بطريرك الكنيسة القبطية، والدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الأنجيلية، والأنبا أرميا سكرتير الباب. وأدان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال اللقاء الصمت الغربي على الجرائم التي تتركب في حق الشعب الفلسطيني، وأكد أن الأزهر يقوم بدور كبير في لم الشمل المصري، من خلال إنهاء جميع الخلافات والصراعات بين الأطياف السياسية والدينية في مصر وحل المشكلات الداخلية بين المسلمين والأقباط واستئصالها من جذورها من خلال تجديد الخطاب الديني في الجانبين المسلم والقبطي برعاية مشروع بيت العائلة. وعرض الطيب بنود وثيقة الأزهر التي اجتمع عليها كل أطياف الشعب المصري خاصة في الباب المتعلق بالحقوق والحريات والحق في الاعتقاد والدين والحرية الشخصية، والإبداع والبحث العلمي، وأضاف أن الأزهر بصدد إصدار وثيقة جديدة للمرأة تشرح حقوقها ووجباتها في العصر الحديث، تصدر عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، وبصدد إعداد وثيقة عن المواطنة بعد مناقشة كل الأطياف السياسية والدينية في مصر بشأنها، وهو ما لاقى قبولاً كبيرًا من كارتر. وقال السفير محمود عبد الجواد المستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر إن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بالدكتور أحمد الطيب، وأعضاء بيت العائلة المصري، دار حول عدد من الملفات الخارجية على رأسها بحث سبل وقف العنف الجاري في سوريا وشرح شيخ الأزهر حقيقة الأوضاع الحالية في سوريا وضرورة إيقاف المجازر التي ترتكب هناك وبحث جميع السبل الدولية والقانونية والدولية التي من شأنها حل المشكلة السورية وقال كارتر إن المشكلة السورية لن تحل إلا بتدخل دولي تحديدًا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وتطرق النقاش إلى القضية الفلسطينية حيث دان شيخ الأزهر الصمت الغربي الرهيب على الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني وعرض على كارتر إجراءات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وأن الأزهر دعا إليها أكثر من مرة. وتطرق الاجتماع إلى الشأن الداخلي، واستمع كارتر إلى أعضاء بيت العائلة المصري "المشروع المشترك بين الأزهر والكنيسة" وتفهم طبيعة المشروع واستماع إلى الوفد الكنسي المشارك في المشروع وتمت مناقشة جميع القضايا الخاصة بالأقباط ووضعهم في الدستور الجديد في مصر، وما يتعلق بالمادة الثانية في الدستور المصري وبعض المواد الأخرى الخاصة بهم، وشرح الأزهر تفاصيل المسودة الجديدة في الدستور من خلال أعضاء الأزهر في اللجنة التأسيسية. وحذر الدكتور صفوت البياضي من مغبة أن يحدث في مصر انقسام وتتحول إلى فصائل منها إخوان سلفيون علمانيون ليبراليون أشبه مما يحدث في فلسطين وهذا معناه رسالة خطر لكل المنطقة العربية، وأضاف أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أبدى اهتمامًا شديدًا بالجهود التي تتم داخل اللجنة التأسيسية متمنيًا أن يحقق الدستور الجديد أمالاً وطموحات الشعب المصري مشيدًا بالدور الذي يقوم به بيت العائلة. وقال الدكتور مصطفى الفقي إن هذا اللقاء يعد انفتاحًا على العالم ومحاولة للقضاء على الدعاوى والإرهاصات المغلوطة التي تشوه العلاقة بين مصر وأمريكا في ظل النظام الجديد وأشار إلى أن الأزهر قلعة حصينة تجمع أطياف الشعب المصري فهو بيت لكل المصريين.