ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم أن التحول الذي يشهده الجيش الأفغاني مؤخرا من تسلل بعض عناصر حركة طالبان والجماعات المناهضة للحكومة الأفغانية إلى داخل وحداته مما يزيد من حدة الهجمات الداخلية ضد جنود القوات الدولية يهدد استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه أفغانستان. وقالت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني - "إن الهجمات المتصاعدة ضد جوهر استراتيجية الولاياتالمتحدة للانسحاب من أفغانستان المتمثلة في بناء جيش وطني أفغاني يمكن أن يتولى زمام الأمور خلال الحرب مما يسمح للولايات المتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي "ناتو" بالانسحاب بحلول نهاية عام 2014، إنما تؤكد على تنامى الحاجة الملحة إلى اقتراب هذا الموعد". وأوضحت أن ذلك يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه وتيرة انسحاب القوات قضية رئيسية في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن الجنود الأفغان الهاربين من الخدمة يشكون من تفشي الفساد بين موظفي الجيش الوطني وسوء الطعام والمعدات والرعاية الطبية المهملة، إضافة إلى خطر حركة طالبان التى تهدد بقتل أسرهم، وربما الشيء الأكبر هو نقص الثقة في قدرة الجيش الأفغاني على محاربة المقاتلين بعد انسحاب الجيش الأمريكي. وعلاوة على ذلك، يخضع الآن المجندون الأفغان للفحص والتدقيق بسبب المخاوف من تسلل عناصر من حركة طالبان إلى داخل الجيش الأفغاني مما يسهم في تصاعد موجة الهجمات على القوات الدولية، فضلا عن تجار المخدرات الذين يرغبون في استغلال وحدات الجيش الأفغاني لصالح تجارتهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه بصرف النظر عن التحديات التي تشهدها الفترة الراهنة في أفغانستان، يبدو أن عملية تجنيد الأفغان هى أبعد ما تكون حاليا عن المسار الصحيح، وذلك بالرغم من أن الجيش الأفغاني بلغ كامل سلطته في يونيو الماضي أى قبل ثلاثة أشهر من الموعد المحدد له.