يلجأ المريض الذى يصاب بمرض أو علة إلى البحث عن طبيب يلتمس عنده العلاج فيذهب إلى الطبيب الأول فلا يستفيد من الأشكال المختلفة الألوان والأحجام من الأدوية التى تستنزف كل ما لديه، ثم يذهب للآخر تلو الآخر حتى يرشده الله إلى طبيب لديه الخبرة والأمانة التى أقسم عليها أن يكون مخلصًا فى علاج المرضى فيشخص أسباب المشكلة التى يعانى منها المريض ويصرف له الدواء الشافى بإذن الله تعالى، وهكذا فعل الطبيب الأول المتميز لتشخيص المشكلة المزمنة لمصر، فقد وضع إبهامه على الألم ولن يفلت منه بأمر ربه حتى يستأصله تمامًا فالطبيب هو: الدكتور محمد مرسى الذى وضح وشرح للعالم، ولكم يا رجال مصر، ويا نساءها شيوخًا وشبانًا، وضحت الخريطة كاملة التى تحدد ملامح مصر الجديدة وتطلعاتها المستقبلية، وبيَّنَ لكم: أن أعداءكم يتربصون بكم، وأن هدفهم تدمير مصر العربية اقتصاديًا، ومبتغاهم زعزعة أمنها, وأملهم ورجاؤهم استمرار الفوضى فى بلادكم؛ ليؤكد للجميع أنه شخَّص المرض الذى أنهك كاهل المحروسة. هذا هو التشخيص، والعلاج بأيديكم لعلكم تضعوا أيديكم بأيدى بعض لتنهضوا معاً بمصر، وتكبحوا جماح من أراد بكم سوءًا، وتنتبهوا لما ينفع مصر وشعبها، وتتركوا المهاترات والمزايدات على الصغيرة والكبيرة فيما بينكم, وانشغالكم بالأحزاب ومشاكلها بين أبناء الحزب الواحد، وترصد الحزب لأخطاء الحزب الآخر، وتبادل الاتهامات وانتقاد العثرات، فأشغلتم الناس بمشاكلكم، وأتحتم للإعلام الفاسد إثارة العداء بين بعضكم البعض، وإشاعة الفتنة والبغضاء, فهل من وهلة للراحة من إفرازاتكم التى صمَّت الآذان ولوثت الهواء، واعتمت الرؤيا بما لا يفيد المواطن الكادح الذى يعرق كل يوم بحثًا عن قوته وقوت بيته (المليء بكوم لحم)، وأنتم تنظرون، وتنسقون، وتسيسون من بيوتكم الفخمة العامرة بالحشم والخدم، وتحتسون أرقى وأجمل المشروبات الساخنة والباردة، وتتلذذون بأشهى المأكولات المتنوعة الأطباق، وما أجمل أطباق الحلوى, ليتكم عندما تتصدرون المائدة اليومية تتذكرون أن هناك من لا يستطيع ولا يحلم أن يشم نوعًا واحدًا مما تتجمل به المائدة اليومية العامرة هلاَّ نظرتم نظرة عابرة ولمرة واحدة إلى هؤلاء؟ ألا يكفيكم أنهم وراء ما تنعمون به؟ أم تناسيتم أنهم قادوا ثورة مصر السلمية باقتدار. تلك الثورة التى شهد لها العالم كله، فهل من الممكن أن تتوقفوا عن إشغال الناس بأهوائكم ومشاكل أحزابكم، والعراك على (الفاضي والمليان), دعوهم يكملون مسيرتهم مع قيادتهم فى إعادة البناء والنمو؛ لتعود مصر شامخة يافعة تخزى عيون الحاقدين. تعاونوا مع رئيسكم فى إجلاء الهموم عن مصر، وإفساد نوايا الأجندات التى تهدف العبث بمقدرات البلد، وتسعى جاهدة لتجويع أبنائه، وتفرقة اللحمة الوطنية؛ لإضعاف القوى الأساسية للبناء وتطوير مصر كدولة لها مكانتها العالمية، وهي ذات صوت نافذ مؤثر فى القرار السياسى في محافل المجتمع الدولي واعزموا يا صناديد الكنانة على العلو بهذه المكانة الرفيعة، ويكفي أنَّ رئيسكم بالأمس القريب كان يتحدث باسمكم، ولأول مرة نسمع نبرته الندية فى مثل هذه المؤتمرات العالمية. لقد تعود اللسان العربى أن يتوارى خلف الشفاه خوفاً منهُ أن تنزلق منه كلمة تغضب الطرف الآخر، فيسود التوتر، وتتأثر المصالح المتبادلة, واليوم يعلنها مرسى صراحة أنه يسعى للتعاون مع المجتمع الدولي فى سياق الندية (نعم الندية) والاحترام المتبادل الذي يشمل عدم التدخل فى شؤون الدول الأخرى, لهجة غريبة على ذلك المجتمع. ألا يحق لكم أن تفخروا وتفكروا فى مصلحة الوطن، ولا تشتتوا جهود القيادة بموضوعات أقل أهمية من تطلعاتها، وخاصة فى هذه المرحلة. فقد أكد مرسى أنه (دق ناقوس الإنذار لكل من يحاول تقديم مصلحته على مصالح الشعوب). وذلك فى كلمته العصماء التى لخص فيها قضايا الأمة العربية والإسلامية، وطرح مجمل الملفات العالقة بإدارة فائقة لرئيس اعتلى منصة الخطابة منذ نعومة أظفاره، فحريٌ به أن يكون بهذه الحنكة والقدرة للفت الأنظار إلى ما يصبو إليه. نسأل الله أن يحقق لكم ما ينفعكم، ويعم بنفعكم الأمة.