عندما قرأت فى بعض الصحف تغريدة لواحدة من الست ستات اللاتى يتصدرن حاليًا مشهد الرفض للجمعية التأسيسية بحجة أن الدستور يكرس للاتجار بالنساء، وزواج الأطفال، والرق والعبودية.. قلت عليها العوض ومنها العوض! "الست" دعت إلى النص فى الدستور على إعادة تقنين بيوت الدعارة - كما كانت قبل أن تلغيها حكومة الوفد فى الثلاثينيات-، والتقنين يتيح - على حد قولها - الكشف الطبى على العاملات فى ذلك المجال لمنع انتقال الأمراض. فى رأى الست أن بيوت الدعارة المقننة ستكون عوضًا عن بيوت دعارة غير شرعية موجودة فعليًا على أرض الواقع، وستلعب دورًا مؤثرًا فى حل مشكلة عدم القدرة على الزواج.. حيث يكثر العوانس والعزاب بسبب الفقر والبطالة. والمعنى هنا فى بطن ما تخفيه الست التى اشتهرت بمذكرات المراهقات والدعوة إلى الرقص، ولكنى أظنها تقصد أن العوانس والعزاب سيجدون عملاً لائقًا وإقامة سهلة فى بيوت الدعارة، لأنى لا أتصور أن يكون الفقر والبطالة سببًا لانتشار العنوسة، ومع ذلك يذهب ضحاياه إلى بيوت الدعارة لإطفاء احتياجاتهم الطبيعية! إذا كانوا لا يملكون ما يسددون به فواتير الكهرباء والماء والدواء وإيجار السكن.. فمن أين لهم ما سيدفعونه لأجل المتعة إلا إذا اعتبرت أنهم الرقيق الذى سيباع والسلعة التى ستشترى. هناك قصة اشتهرت فى الثلاثينيات عن عجوز فقيرة معدمة مرت على طابور طويل من العاملات فى الدعارة، حيث كانت كل واحدة تنتظر دورها للكشف الطبى والحصول على الترخيص.. عندما سألت عن سبب وقوفهن أجابت إحداهن متهكمة: "هيوزعوا علينا سكر"، فأخذت مكانها وراءهن.. سألها العسكرى الذى كان ينظم الطابور "أنت هتعملى بيه إيه – يقصد بالترخيص".. ولولا أن إجابة العجوز التلقائية عما ستفعله بالسكر فهمت وستفهم على النحو القبيح لأكملت القصة! ذلك من تراث زمن تقول الست ستات إن مصر كانت خلاله شامخة بفضل قوانين ودستور الحريات المطلقة بدون تقييد.. أليست بيوت الدعارة اللاتى تطالب زعيمتكن بتقنينها اتجارًا بالنساء؟!.. وأليس هناك مشكلة عدم القدرة على الزواج التى تسببت فى ملايين العانسات فوق الثلاثين عامًا.. فكيف ستتزوج الطفلة؟، فى حين أن الأكبر منها والأكثر أنوثة لا تستطيع الزواج بسبب الفقر؟!. الست لم تكتفِ بذلك بل ذهبت بعيدًا بعيدًا.. أكثر مما يتخيل أى مجنون. طالبت فى التغريدة ذاتها بترخيص بيع الحشيش.. يعنى المخدرات، اقتداء بترخيص بيع الخمور؛ لأن الاثنين لا يذهبان العقل! الست جعلت من نفسها مفتية، تفتى بالتيسير على الناس.. ما هذا الهراء.. هل هذا هو الدستور الذى تطالبن به؟! [email protected]