تحديث أسعار الذهب فى مصر تستقر.. ما هى التوقعات؟    أكسيوس عن مسؤول أميركي: نتنياهو لن يحضر القمة التي سيعقدها ترامب بمصر    ترامب يعلن فرض تعريفات جمركية 100% على الصين اعتبارًا من 1 نوفمبر    فوز الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام وإهدائها ل ترامب    إصابة 14 شخصا في حادث انقلاب ميكروباص على طريق طنطا إسكندرية الزراعي    نشرة أخبار الطقس| أجواء خريفية تسيطر علي الجمهورية مع اضطراب في حركة الملاحة    مأساة في المنوفية| وفاة 3 شقيقات اختناقًا بالغاز داخل حمام المنزل    بالأرقام.. ننشر نتيجة انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء بقنا    المرجان ب220 جنيه.. قائمة أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم السبت    سقوط 20 شهيدا وانتشال جثامين 135 آخرين في غزة خلال 24 ساعة    كرم سامي يكتب: من شرم الشيخ إلى العالم .. القاهرة تُعيد السلام في الشرق الأوسط    ريال مدريد يضع شرطًا ضخمًا لبيع فينيسيوس    القنوات الناقلة مباشر ل مباراة عمان ضد الإمارات في ملحق آسيا ل كأس العالم 2026    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 11 أكتوبر 2025    بدء تعديل تشغيل بعض قطارات السكك الحديدية (تفاصيل)    الجمعية المصرية للأدباء والفنانين تحتفل بذكرى نصر أكتوبر في حدث استثنائي    مصرع شخص أسفل عجلات القطار بالغربية    اليوم.. نظر ثاني جلسات محاكمة المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة بالمنيا    إصابة 14 شخص في انقلاب سيارة ميكروباص علي طريق طنطا - كفر الزيات    إلهام شاهين تهنئ إيناس الدغيدي بزواجها: «ربنا يسعدك ويبعد عنك عيون الحاسدين» (صور)    فأر يفاجئ مذيعة الجزيرة أثناء تقديم النشرة يثير الجدل.. حقيقي أم مشهد من الذكاء الاصطناعي؟    مواقيت الصلاه اليوم السبت 11اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    أسعار الفاكهة اليوم السبت 11-10-2025 في قنا    تعرف على فضل صلاة الفجر حاضر    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 11 كتوبر 2025    30 دقيقة تأخر على خط «القاهرة - الإسكندرية».. السبت 11 أكتوبر 2025    «علي كلاي» يجمع درة وأحمد العوضي في أول تعاون خلال موسم رمضان 2026    انخفاض كبير تخطى 1000 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم السبت 11-10-2025    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    ملك زاهر: ذهبت لطبيب نفسي بسبب «مريم»| حوار    فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    النيل.. النهر الذي خط قصة مصر على أرضها وسطر حكاية البقاء منذ فجر التاريخ    أطباء يفضحون وهم علاج الأكسجين| «Smart Mat» مُعجزة تنقذ أقدام مرضى السكري من البتر    محمد سامي ل مي عمر: «بعت ساعة عشان أكمل ثمن العربية» (صور)    الموسيقار حسن دنيا يهاجم محمد رمضان وأغاني المهرجانات: «الفن فقد رسالته وتحول إلى ضجيج»    عمرو أديب: شيء ضخم جدا هيحصل عندنا.. قيادات ورؤساء مش بس ترامب    أولياء أمور يطالبون بدرجات حافز فنى للرسم والنحت    رسمياً.. التعليم تعلن آلية سداد مصروفات المدارس الرسمية والمتميزة للغات 2025/ 2026    «الوزراء» يوافق على إنشاء جامعتين ب«العاصمة الإدارية» ومجمع مدارس أزهرية بالقاهرة    تصفيات كأس العالم 2026| مبابي يقود فرنسا للفوز بثلاثية على أذربيجان    مع برودة الطقس.. هل فيتامين سي يحميك من البرد أم الأمر مجرد خرافة؟    برد ولا كورونا؟.. كيف تفرق بين الأمراض المتشابهة؟    وصفة من قلب لندن.. طريقة تحضير «الإنجلش كيك» الكلاسيكية في المنزل    بمشاركة جراديشار.. سلوفينيا تتعادل ضد كوسوفو سلبيا في تصفيات كأس العالم    والدة مصطفى كامل تتعرض لأزمة صحية بسبب جرعة انسولين فاسدة    من المسرح إلى اليوتيوب.. رحلة "دارك شوكليت" بين فصول السنة ومشاعر الصداقة    غادة عبد الرحيم تهنئ أسرة الشهيد محمد مبروك بزفاف كريمته    العراق: سنوقع قريبا فى بغداد مسودة الإتفاق الإطارى مع تركيا لإدارة المياه    وزارة الشباب والرياضة| برنامج «المبادرات الشبابية» يرسخ تكافؤ الفرص بالمحافظات    وزارة الشباب والرياضة.. لقاءات حوارية حول «تعزيز الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد»    13 ميدالية حصاد الناشئين ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة البحرين وديًا    د. أشرف صبحي يوقع مذكرة تفاهم بين «الأنوكا» و«الأوكسا» والاتحاد الإفريقي السياسي    15 أكتوبر.. محاكمة أوتاكا طليق هدير عبدالرازق بتهمة نشر فيديوهات خادشة    صحة الدقهلية: فحص أكثر من 65 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية    انفجار بمصنع ذخيرة بولاية تينيسى الأمريكية.. قتلى ومفقودون فى الحادث    أصحاب الكهف وذي القرنين وموسى.. دروس خالدة من سورة النور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو. "المصريون" داخل أنفاق رفح المصرية
نشر في المصريون يوم 27 - 09 - 2012

"حالة من الحزن ممزوجة بالعتاب" كان هذا هو حال المشهد المسيطر على أهالى مدينة رفح، وخاصة أصحاب الأنفاق والعاملين بها هناك بعد توجيه أصابع الاتهام إليهم فى الحادث، الذى وقع فى شهر رمضان الماضى وراح ضحيته 16 جندياً مصرياً، مما جعلهم يستميتون فى درء الاتهامات عنهم وعن أنفاقهم التى تمثل لهم شريان الحياة
.
ولا يجد أهالى رفح كلمات كافية لوصف الحادث سوى أنه غادر وأليم ولا يمت لبنى البشر بصلة وبمجرد رؤيتهم لأى شخص ممن يعملون بمجال الإعلام يبادرون بتوجيه اللوم والعتاب على سيل الاتهامات التى عجت بها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المسموعة والمرئية والمطبوعة.
وليس فقط تلك الاتهامات هى التى أثارت غضبهم وعتابهم وإنما الدعوات التى أطلقتها تلك الوسائل بضرورة سرعة غلق الأنفاق التى تمثل شرياناً حياتيًا لهم ولعائلاتهم
.
"المصريون" زارت مدينة رفح المصرية وأنفاقها فى محاولة لنقل ما يحدث داخل الأنفاق وخارجها صوتاً وصورة وجلست مع أصحابها والعاملين فيها كما تحدثت مع سكان المدينة وما تسببه تلك الأنفاق من مشاكل لهم، الجميع يؤكدون أنها أنفاق استثنائية لجأوا إليها لمساعدة أشقائهم فى رفح الفلسطينية بعد الحصار الشديد الذى لحق بهم، بالإضافة إلى أنها مصدر رزقهم الوحيد بعد فشلهم فى إيجاد فرصة عمل.
عبد القادر: بعد اكتفاء غزة بالسلاح اتجهنا لتهريب الزلط ومواد البناء
عبد القادر "صاحب نفق" فى العقد الثلاثين من العمر يقول: أعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 6 أعوام، وقبل الثورة كنت أقوم بتهريب السلاح لأشقائنا الفلسطينيين عبر تلك الأنفاق لمساعدتهم فى مواجهة العدو الصهيونى، ولكن بعد اكتفاء غزة بالسلاح أصبحت تلك التجارة غير مجزية لذلك اتجهت حالياً للعمل فى أنفاق الحصمة وهى الخاصة بتهريب الزلط ومواد البناء، بالإضافة إلى تملكى نفقاً بمنزلى لتهريب الأفراد.
وعن الدافع الذى دفعه للعمل فى هذا المجال فيقول: أنا حاصل على دبلوم تجارة وأعلم جيداً أن العمل فى الأنفاق غير شرعى ومخالف للقانون، ولكن ظروف الحياة هى التى دفعتنى للعمل فيه فعلى مدار 13 عامًا من عهد مبارك تقدمت لوظائف كثيرة وسلمت أوراقى لجهات عديدة ولكننى لم أحظِ بأى فرصة عمل حتى تقدم بى السن "عاوز أقول إن لولا الأنفاق ما كان زمانى تزوجت ولا أنجبت ولا كونت أسرة وكنت مكثت أتعذب حتى تلك اللحظة"، وهذا حال كل العاملين فى سيناء.
ولكن للأسف بعد مقتل جنودنا فى رفح هذا الحادث جعل سيناء شبهة ونقطة سوداء فى مصر والحكومة سارت تشك فى كل فرد فيها والشعب كله سار يكره سيناء.
تكلفة أقل نفق 250 ألف جنيه يتحملها الجانب الفلسطينى
ويصف عبد القادر النفق: بأنه حفرة صغيرة أما تكون فى المناطق الفارغة أو الزراعية وتبدأ مسئوليتى عنه بتكليف من الطرف الفلسطينى لأن الحفر كله بيكون من عندهم وبيجيبوا علينا فيقولى مثلاً "خد حسلمك هنا نفق فأقوم بإمساك حاجة اسمها الإشارة، فنحن كلنا قرايب فى بعض ما بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وكلها عائلات مثل الشاعر والبراهما والزعنفة والبومبزن ويحدث أحياناً أن حد يكلمنى من فلسطين يقولى عاوز نفق عندك فحتى أنا لو ما عندى أرض أكلم له حد من قرايبى خالى أو عمى أو أى شخص آخر يعنى أكون ذى سمسار وآخذ نسبة منه ومن صاحب الأرض وتكون مصلحة واستفادة للجميع
.
وعن الطرف الذى يتحمل تكلفة إنشاء النفق يقول: كان زمان تكلفة حفرة تكون على صاحبه من الجانب الفلسطينى ودورى كان يقتصر فقط على تسلمى للعين هنا وأخذ نسبة على عمليات النقل، إنما حاليا إنشاء النفق أو أى تعطيل فيه نتقاسم فيه فبعد الثورة، الحكومة أصبحت تاركة لنا الفرصة عن أيام عهد مبارك، وأصبح لا يوجد خوف مثل ذى قبل.
بالإضافة إلى أن إنشاء النفق مكلف جداً يتراوح ما بين 30 أو 40 ألف دولا ر وهو ما يعادل بالمصرى 250 ألف جنيه كما توجد خطوط تكلفتها تصل لمليون جنيه حيث تكون على عمق من 10 إلى 15 مترًا، وتقل أو تزيد تكلفة إنشائه بناء على طبيعة الأرض التى سوف يمر بها فإذا طلع على أرض تربتها طينية تكلفته تقل، أما إذا طلع على أرض بها "برص" أى رملتها مثل رمل البحر تزيد تكلفته لأن هذه الأرض تتعبنى كثيراً وتحتاج كل يوم لعمال وممكن تخسرنى، وتلك النوعية من الأنفاق هى التى تستخدم فى تهريب الحصمة والزلط ومواد البناء والبضائع أيضاً، وكذالك المواشى، أما أنفاق تهريب السيارات فتكاليف إنشائها بتعدى بمراحل كبيرة فالنفق الواحد ممكن تصل تكلفته إلى 500 ألف دولار وهو ما يعادل بالمصرى 3 ملايين جنيه ولكن هى برضو بتكسب جامد خاصة بعد أزمة العربيات المسروقة التى انتشرت فى الآونة الأخيرة كما أن الأنفاق زادت كثيراً بعد الثورة والحكومة رفعت إيديها وأهملت الحدود.
حقيقة هدم الأنفاق على يد الجيش المصرى
وعن الأنفاق التى قام الجيش بهدمها يقول: الجيش هدم الكثير من الأنفاق ففى منطقة السرسارية والتى تقع غرب المعبر كان بها ما يقرب من 15 نفقاً قام الجيش بهدمها جميعاً بواسطة الجرافات والمعدات الثقيلة أى أنه هدم ما يعادل 90 % من الأنفاق الموجودة بالمنطقة، أما أنفاق الحصمة مازال العديد منها يعمل على مسمع ومرأى من الجيش فالسيارة بتيجى تكب الزلط أمامهم فى النفق.
ويستطرد عبد القادر فى الحديث قائلاً : أحب هنا أن أوضح شيئًا، كثير من ظباط الجيش بالمنطقة متعاطفين معنا فالظابط المسئول عن التأمين بالمنطقة يظل معنا لما يقرب من 3 أعوام فهو يعى حالنا جيداً ويعرف أن هذا العمل هو مصدر رزقنا الوحيد لذا يتركوا لنا الفرصة نسبياً ولا يضيقوا علينا خاصة أن ما نقوم بتهريبه عبر النفق أشياء لا تمثل خطورة كالبضائع ومواد البناء فهى ليست كتهريب السلاح.
سعر تهريب السيارة10 آلاف دولار
وعن الأجر الذى يتحصل عليه نظير عمله فى الأنفاق يقول عبد القادر: أنا بأخذ نسبة 10 % على نقلة الحصمة الواحدة يعنى ممكن أحصلى فى اليوم بتاع 100 أو 150 جنيه وهى نسبة غير ثابتة قد تزيد أو تقل حسب الكمية التى يتم تهريبها وأسعار السوق، كما أن أغلب العاملين فى تلك النوعية من الأنفاق وسطاء، أما نفق الأفراد بأخذ 25 دولارًا على الفرد أى ما يعادل 150 جنيهًا، أما أنفاق السيارات فلم أعمل بها ولكن أعلم أنها قبل الثورة بشهور قليلة كان يتراوح سعر تهريب السيارة الواحدة مابين 7 آلاف إلى 10 آلاف دولار.
ويضيف عبد القادر موضحاً: أما ما يشاع حول أن أنفاق الأفراد هى السبب وراء وقوع كارثة رفح فهو كلام غير صحيح لأن حكومة حماس بتقنن عملية العبور عندها من داخل الأنفاق وأى شخص قبل أن يمر يقدم لها أوراق وإثبات شخصية "يعنى مش أى حد بيعدوه"، ولكن إحقاقاً للحق مهما كانت حماس مسيطرة على الحدود فإن أى شخص يريد أن يهرب يقدر يهرب عبر الأنفاق لأنها أصبحت كثيرة وتوجد أنفاق سرية بداخل بيوت يستطيع أى شخص يتفق مع صاحب البيت الذى بداخله النفق ويعطيه مبلغًا من المال نظير تهريبه.
أما عن تواجد حارس على كل نفق يجيب: يوجد أشخاص يقومون بحراسة النفق ولكن على العين الموجودة فى فلسطين، وذلك لوجود معدات ومواتير وماكينات يخشون عليها من السرقة، أما العين المتواجد هنا فيتم قفلها نهاية اليوم بعد انتهاء العمل فيها.
وينتقل الحوار ل معاذ عجيبة الشاعر "عامل بنفق" يقول: مشكلتنا هنا إن مافيش مسئول بيقعد معانا ونوجه له مشاكلنا بشكل خاص، فالبلد هنا نظام قبائل ومعظم القبائل التى ظهرت فى الموضوع وتوجه الدولة اهتمامها بهم هى القبائل البدوية والبعيدة عنا فالقبائل فى رفح هنا شقين البدوية والإجلاعية والأخيرة هى التى تشمل عائلات الشعرة والجنابزة والبراهما وزعربا ونححنا، كما أننا هنا ليس لنا أى مصدر رزق فالبطالة موجودة هنا بوجه عام ومنتشرة بشكل رهيب جداً" الناس هنا مش لاقية تاكل عاوزين نشتغل إيه اللى يخلى واحد ذى حاصل على بكالوريوس كمبيوتر أفضل واقف فى الشمس طوال اليوم أراقب الطريق وأنا فى حالة قلق وخوف وترقب دائم لحد ما أقلب عربة الحصمة بداخل النفق ثم أجرى مختبئا خشية مجىء الحكومة للقبض علىَّ "إيه اللى يخلينى أبهدل نفسى بهذا الشكل وعرضة فى كل لحظه لضياع مستقبلى.
رفح تبكى شهداء الجيش المصرى
كما أنى أحب أقول شىء وقت وقوع حادث استشهاد جنودنا ما فى بيت فيكى يارفح إلا لما بكى فالحادث بشع وطظ فى الأنفاق كلها لو كانت هى السبب فى مقتل الجنود ولكن حتى الآن لا شىء مؤكد لكن بصفة عامة الحادث أثر كثيراً على مصدر رزقنا، وأن ما أثار ضيقنا أن الجيش هدم بعض الأنفاق وترك أنفاق أخرى شغالة وهذا ليس عدل ما هو يا يقفلها على كل الناس كلها يا يسيب الكل يشتغل ثم هو ليه يقفل أصلاً أنفاق الحصمة والزلط هى دى بتأذيهم فى إيه دى مواد بناء ثم البلد بتستفيد منها وبتدخل دخل لها لأن الزلط بيتكسر من الجبل ونقوم إحنا بشرائه من المكسرات ولو إحنا لم نشتريه حا يفضل متخلل عندهم، بالإضافة إلى أن الأنفاق حالياً ما أصبحتش مربحة ذى قبل الثورة فكان عددها قليلا جدا إنما بعدها زادت بشكل كبير فسارت غير مجزية وأصبحت باليوميات فأنا مثلاً بعد حرقتى ووقفتى فى الشمس طوال اليوم بتحصل على 100 جنيه بالعافية،
إحنا كل إللى عاوزينه نشتغل بس مش عاوزين حاجة أكتر من كدة فكل من بالأنفاق غير راضين عن هذا العمل ولو وفرت الحكومة لنا فرص عمل سنترك فوراً عملاً بها.
وخلال تحاورى مع عمال الأنفاق لاحظت مع العديد منهم جهاز لاسلكى يحملونه فى إيديهم مثل الذى يتواجد مع عناصر من الشرطة المدنية فسألت أحدهم مستفسرة لماذا تحملون ذلك الجهاز الخاص بالشرطة فأجابنى بأنه ضرورى جداً فى شغلنا فبعد أحداث ثورة 25 يناير الجيش قام بإسقاط كل شبكات المحمول من " فودافون وموبينيل واتصالات" عن مدينة رفح، مبرراً ذلك لدواعى أمنية، فقمنا بشراء هذا الجهاز لنتحدث فيه لبعضنا أثناء قيامنا بعمليات التهريب داخل الأنفاق فإذا شعرنا بحملة تفتيش من الحكومة قادمة نعطى إشارات لبعضنا عبر اللاسلكى لوقف العربة المحملة بالحصمة لتغير خط سيرها وتدور لتختبئ حتى تستقر الأمور ثم نعود لمزاولة نشاطنا مرة أخرى، كما أن أقصى مسافة نستطيع التحدث فيها لبعض عبر الجهاز لا تزيد على 10 أمتار.
أهالى رفح يروون مأساتهم مع الأنفاق
وينتقل الحوار إلى سكان رفح ليرووا لنا مأساتهم مع الأنفاق
سمير فارس ويعمل مدير عام بوزارة التربية والتعليم بشمال سيناء ومن قيادات العمل الاجتماعى الشعبى برفح
يقول: إن منزلى تأثر كثيراً بسبب الأنفاق فلا يوجد ركن فى جدرانه إلا وبه تشقق أو شرخ والبيت بصفة عامة به تصدعات كبيرة وتوجد بيوت كثيرة هنا بميدان صلاح الدين تحتها أنفاق وأصحابها لا يعلمون لأنها تحت أعماق
كبيرة وهذا أدى لانهيار العديد من البيوت مالا يقل عن 40 منزلاً انهار وتصدع أكثر من 30 عقارا على مدار 5 أعوام، كما أن خطورة الأنفاق تكمن فى أن إنشاءها تم بطريقة عشوائية وليس على أسس هندسية" يعنى واحد عاوز يفتح حفرة ارتفاع متر ونصف فى عرض مترين ليعدى منها وخلاص لذلك فهى غير آمنة على الإطلاق وتصلح أنسب لنقل البضائع فقط، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تمر الأنفاق على مناطق ضعيفة فى الأرض أو مناطق تسير المياه من فوقها أو أخرى قريبة من إسرائيل ولحظة ضرب إسرائيل بالصاوريخ الأرضية الاهتزازية بيحصل ارتجاج فى الأرض يؤدى إلى انهيارات أرضية تؤدى لتدمير الأنفاق ويفقد من بداخلها حياته فعشرات الفلسطينيين من العمال ماتوا تحت الأرض ثم يفحتوا الأهالى عليهم ويجيبوا جرافات لإخراج جثثهم ففى الفترات الأخيرة لا يمر شهر إلا يكون من 10 إلى 20 فلسطينيًا يموتون تحت الأنفاق.
ويضيف سمير فارس: بسبب ما تسببه الأنفاق من مخاطر تقدمنا بمشروع لحل تلك المشكلة وهو عمل منطقة تجارية حرة على أرض مصر بحيث يقوم كبار التجار والمستثمرين بشراء البضائع من كل المحافظات بالجملة ويدخلونها فى هذه المنطقة الحرة عبر بوابات عليها نظام أمنى معين وكل تاجر معه سجله التجارى ثم يأتى التاجر الفلسطينى يدخل بوابة الحدود أمام السوق نفسه بتصريح رسمى ويشترى حاجته تحت الإشراف المصرى ثم يعود لبلده، وذلك المشروع سهل جداً تنفيذه وهو يحتاج فقط لتنسيق ما بين الحكومتين المصرية والفليسطينية، كما أن مصر حتستفيد من جراء المشروع بفتح دخل لها من خلال فرض ضرائب ورسوم على دخول وخروج المواد العذائية.
وأهم من ذلك كل شخص يدخل أرضنا من الجانب الفلسطينى يكون تحت أعين الحكومة المصرية وإشراف أمنى، فيعتبر أكثر الأنفاق خطورة هى الخاصة بالأفراد فالخوف من أنه يعبر أى شخص يرتكب جريمة فى مصر، أما أنفاق البضائع فلا خطورة فيها.
ويستكمل الدكتور جلال شريف، صاحب صيدلية الأصدقاء بميدان صلاح الدين برفح الحديث، موضحاً أن جميع أنواع الأنفاق موجودة هنا بمنطقة رفح سواء أنفاق أفراد أو بضائع أو بترول، وكذلك السيارات وعلى الرغم من أن تلك الأنفاق تسبب لنا العديد من المشاكل إلا أننا نلتمس العذر لأصحابها فأشقاؤنا فى غزة محاصرون وفى أشد الحاجة للمأكل والمشرب فماذا بوسعهم أن يفعلوه فالأنفاق وسيلة نجاتهم الوحيدة، لذلك فنحن نطالب بمنطقة حرة تقنن تلك المسألة وتدفع فى ذات الوقت المخاطر التى تقع على الجانبى الفلسطينى والمصرى من جراء تلك الأنفاق.
ويؤكد الدكتور جلال بأن الجيش لم يهدم شيئًا من الأنفاق وأن ما قام بردمه أنفاق قديمة وثانوية غير فعالة وليست حيوية فالجيش فعلياً لا يستطيع هدم الأنفاق لأنه ذكى ويعى جيداً الكارثة التى ستحدث من جراء هذا العمل لأن تلك الأنفاق هى المنفذ الوحيد لأهالى غزة بعد الحصار الذى فرضه عليهم العدو الصهيونى وبهدمها يقطع عنهم شريان الحياة، وسيؤدى ذلك لحدوث اجتياح الملايين من الفلسطينيين للأراضى المصرية كما حدث ذلك عام 2007 ولن يستطيع وقتها لا شرطة ولا جيش التصدى لهم أو منعهم.
أما عن عدد الأنفاق فى رفح فهى ليست معلومة على وجه الدقة ومن يقول غير ذلك فهو كاذب لأنها لا توجد إحصائيات بها ولكن يقال إنها مابين 500 أو600 نفق، ويختتم حديثه قائلاً: نحن نناشد الرئيس مرسى بإنقاذ أهالى رفح من مخاطر تلك الأنفاق بالإسراع بتقنينها وعمل سوق حرة ليس فقط لما تسببه تلك الأنفاق من انهيارات فى منازلنا ولكن لما ينتج عنها من مخاطر صحية فأنفاق الحصمة الزلط يصل ارتفاعها لحوالى 6 أمتار، فتكون أشبه بالمحاجر وهذه الأكوام تتراكم أمام البيوت وهذا يتسبب فى حدوث أمراض كثيرة لأبناء المدينة، وخاصة الأطفال منهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.