أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، السبت، إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع الحكومة العراقية المرتقبة برئاسة محمد توفيق علاوي لإرساء الاستقرار في البلد. وأجبرت احتجاجات شعبية، مستمرة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي. والسبت، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية نبأ تكليف رئيس البلاد برهم صالح لوزير الاتصالات الأسبق، علاوي (65 عاما) بتشكيل حكومة جديدة، وهو ما أكده علاوي في مقطع فيديو نشره عبر صفحته على "فيسبوك". وقالت السفارة الأمريكية في بيان، اطلعت عليه الأناضول: "تتطلب الظروف الراهنة في العراق والمنطقة وجود حكومة مستقلة ونزيهة ملتزمة بتلبية احتياجات الشعب العراقي". وأضافت أن "ترشيح علاوي كرئيس وزراء جديد للعراق يجب أن يتم متابعته بجهود حقيقة لضمان تحقيق هذا الهدف". وأردفت السفارة أن "الولاياتالمتحدة تعتبر أن أمن العراق أمر حيوي، وستعمل مع الحكومة الجديدة فور تشكيلها لتهيئة الظروف لعراق مستقر ومزدهر وذو سيادة". وتوترت العلاقات بين بغدادوواشنطن عقب اغتيال الولاياتالمتحدة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني الماضي. وطلبت بغداد من واشنطن سجب قواتها، وعددها نحو 5 آلاف جندي، من العراق، لكن الولاياتالمتحدة رفضت ذلك.وعلاوي ليس من السياسيين الشيعة المرتبطين بعلاقات وطيدة مع طهران، وتعهد بتشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلة عن الأحزاب، وبحماية الاحتجاجات، وإجراء إصلاحات، بينها محاربة الفساد، وصولا إلى انتخابات برلمانية مبكرة. وضمن قائمة انتخابية لإياد علاوي، وهو سياسي شيعي علماني، دخل محمد علاوي معترك السياسة، عام 2005، وفاز بعضوية البرلمان لدورتين متتاليتين 2006 و2010.وتم تكليف علاوي بحقيبة الاتصالات مرتين (2006-2007، 2010-2012)، لكنه استقال في المرتين؛ احتجاجا على ما قال إنه تدخل سياسي في شؤون وزارته من جانب رئيس الوزراء، آنذاك، نوري المالكي. لكن علاوي لا يحظى بدعم الحراك الشعبي، الذي يدعو إلى اختيار رئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة مسبقا وبعيد عن تبعية الأحزاب ودول الخارج وخاصة إيران.