افتتح الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف نائبا عن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فعاليات المسابقة العالمية الثالثة عشر للقرآن الكريم والتى تقيمها وزارة الأوقاف سنويا بالتعاون مع الأزهر الشريف تحت رعاية الرئيس حسنى مبارك. تشتمل المسابقة خمسة فروع تبدأ بحفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد والترتيل وتفسير الجزء ال21 منه, وتنتهى بحفظ 6 أجزاء منه وذلك بالنسبة لأبناء الدول الناطقة بغير العربية ومن غير الدارسين بالأزهر. ويشترك فى المسابقة هذا العام متسابقون من 65 دولة من العالم الإسلامى بالإضافة إلى المشاركين من الأقليات الإسلامية فى بقية دول العالم.. وقد شهد الافتتاح وزراء الصحة والتموين وشئون مجلس الشعب كما شهدها عدد من سفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة وجمهور كبير. وأكد شيخ الأزهر أن المتعمق فى فهم القرآن يدرك أنه ما من شك فى أنه ينهى عن الإرهاب والتطرف وكافة صور الانحراف ويجعل من الانسان كائنا صالحا مفيدا لدينه ومجتمعه. وقال شيخ الأزهر فى كلمته إن هداية الخلائق جميعا من إنس وجن تأتى على رأس المقاصد التى جعلها الله للقرآن مشيرا إلى أن رسالة القرآن تمتاز بأنها تامة وأنها جمعت خيرى الدنيا والآخرة إلى جانب عموميتها ووضوحها بعيدا عن التعقيد والغموض.. موضحا أن الرجل العامى إذا تليت عليه آيات القرآن فإنه يتأثر بها. وأضاف أن المؤسسات الدينية فى مصر والتى تتمثل فى الأزهر الشريف وجامعته ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء تتعاون فيما بينها لخدمة مقصد واحد هو خدمة الدين, معربا عن تقديره لوزارة الاوقاف لاقامة مثل هذه المسابقات التى تهدف إلى حفز الكثيرين على التنافس فى هذا المجال بشكل ملحوظ وجعل دائرة هذه المسابقات تتسع لتشمل العالم الإسلامى قاطبة. وأوضح شيخ الأزهر أن القرآن الكريم والذى نزل منجما متفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدار 23 عاما فى مكة والمدينة وخلال الهجرة إنما أنزله الله لمقاصد متعددة أهمها كونه هداية إلى الحق ومكارم الأخلاق وتعمير الكون بالكلمة الطيبة وبالعمل الصالح بما يعود بالخير والنفع. وأشار الى أن المتمعن فى آيات القرآن يلاحظ أنه اشتمل على جملة من التوجيهات وإيراد العديد من الأمثلة والقصص ما يؤكد على أن الله جعل الدنيا دارا للمنافع للناس جميعا على اختلاف عقائدهم.. للمؤمنين ويشاركهم فيها غيرهم وذلك بخلاف الدار الآخرة والتى جعلها الله خالصة للمؤمنين جزاء لهم على صدق أفعالهم وأقوالهم. ومن جانبه, أكد وزير الأوقاف أن كافة محاولات الطعن فى القرآن الكريم قد باءت كلها بالفشل الذريع مشيرا إلى أن هذه المحاولات اليائسة لم يكن لها, قديما أو حديثا أى تأثير على هذا القرآن العظيم الذى تكفل الله بحفظه ولا على حقائق الدين الواضحة وضوح الشمس فى وسط النهار ولا على المؤمنين بهذا الكتاب الكريم. وطالب وزير الأوقاف المسلمين أن يدركوا جيدا أن الغرض من هذه المحاولات الفاشلة هو شغل المسلمين بهذه المزاعم الباطلة التى يرددها خصوم الإسلام بين الحين والآخر حتى لا يتفرغ المسلمون للعمل الجاد من أجل تحقيق أهدافهم فى التقدم العلمى والحضارى، لافتا إلى أن أبلغ رد على هذا الباطل يتمثل فى تقرير الحقائق الإسلامية والتعريف بالقرآن الكريم بأسلوب علمى سليم. وأكد وزير الأوقاف أن مصر من منطلق مسئوليتها التاريخية إزاء عالمها الإسلامى وبوصفها بلد الأزهر الشريف - قلعة الإسلام الحصينة- ستظل وفية لهذه المسئولية حامية لتراث أمتها الإسلامية راعية للقرآن الكريم. ولفت وزير الأوقاف إلى أن المسلمين لن يكون لهم شأن فى عالم اليوم إلا إذا بادروا بتوحيد جهودهم والتعاون والتنسيق فيما بينهم فى جميع المجالات والمشاركة فى صنع مستقبل هذا العالم الذى أصبح يتجه إلى التكتلات الكبرى القوية فى كافة المجالات وذلك حتى يفرضوا على الجميع احترامهم واحترام حقوقهم وحتى يتمكنوا من تخليص المسجد الأقصى من ذل الأسر الذى يعانيه.