انتشار كبير للمنتمين للطائفة فى المهندسين وشارع المعز.. ومسجد الحاكم بأمر الله الأبرز لديهم عبد الناصر كرمهم.. والسادات سمح لهم بالانتشار يحتفلون سرًا بأعيادهم الدينية ولا يصلون الجمعة.. ولا يتزوجون من خارج الطائفة شركات ضخمة وتجارة الذهب مملكتهم الاقتصادية.. ويتعاملون بحذر مع المصريين بجلابيب بيضاء والرداء الهندي المميز، يجتمع مجموعة من المصلين في ركن خاص بمسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز بوسط القاهرة، كل يوم خميس عقب صلاة المغرب؛ للاستماع إلى خطبة أشبه ما تكون بخطبة الجمعة، حيث يختلط الرجال والنساء من دون أن تفرق بينهما ستائر أو حواجز، للاستماع إلى خطبة الداعي بعد الوضوء من بئر في ساحة المسجد يعتقد من خلالها المصلون أنها ماء مقدسة كماء زمزم. ينتشر أبناء طائفة البهرة بشكل كبير في شارع المعز، حيث يحتلون مسجد الحاكم بأمر الله، ومسجد الأنور الذي رمموه قبل ذلك بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات، وسموه باسمه، كما تنتشر تجارتهم بالشارع العريق ومعظمها في تجارة الذهب. للبهرة طقوس خاصة، فهم لا يتزوجون إلا من أبناء الطائفة، لهم مدارسهم الخاصة واقتصادهم المتشعب، إضافة إلى شعائرهم الدينية التي يتميزون بها عن باقي فرق الشيعة الأخرى في مصر. الهند معقل البهرة تعتبر الهند معقل طائفة البهرة، حيث يظهر أكبر تجمع للبهرة هناك، إضافةً إلى انتشارهم القوي في باكستان واليمن والإمارات. وتعنى الكلمة بالهندية "التاجر"، وقد أصبح لهم تنظيم عالمي، تقع المكاتب المركزية له فى "بدرى مهال" فى بومباى بالهند، حيث يوجد كبار أفراد الهرمية الخاصة بالدعوة، وفيهم إخوة الداعى وأبناؤه. ويأتى "الداعى المطلق" على رأس هذا التنظيم، وهو من يختار ويعين كافة مساعديه بدرجاتهم المختلفة بدءًا من المأذون، فالمكاسر، فالمشايخ، ثم الوكلاء والملا. وكل جماعة من البهرة يزيد عددها على المائة فى أى دولة من دول العالم لابد من أن يرأسها وكيل للداعى المطلق. "المهندسين وشارع المعز".. أبرز أماكن تجمعهم فى مصر بدأ توافد البهرة إلى مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات؛ نظرًا لارتباطه القوي بشاه إيران في ذلك الوقت، وزادت أعدادهم في الثمانينيات، ومنذ وصولهم إلى أرض مصر أقاموا فى منطقة القاهرة الفاطمية، بعدها أصبحوا يفضلون الإقامة في أحياء محددة من مدينة القاهرة في مقدمتها حي المهندسين. أما البُهرة غير المقيمين فى مصر فيُخصص لهم اثنان من الفنادق هما فندق الفيض الحاكمى الذى بُني حديثًا على الطراز "الفاطمى"، والثاني مبنى بسيط فى الجهة الشرقية من مسجد الحاكم، وتفتح أبوابه إلى صحن الجامع. يوجد للبهرة مكتب فخم في حي بالمهندسين، يدعى مكتب سلطان طائفة البهرة وهو مكتب خدمي لرعاية شئون البهرة، والاهتمام بكل احتياجات الطائفة، ومتابعة وإذلال العقبات التي تواجه الطائفة في مصر. مليون شخص ينتمى للطائفة تتراوح أعداد طائفة البهرة حول العالم بين 900 ألف ومليوني نسمة، يقطن أربعة أخماسهم في الهند بجوجارات وبومباي، ويتوزع الباقي في باكستان، واليمن (5 آلاف)، وسيريلانكا، وشرق إفريقيا (20 ألفًا موزعون بين تنزانيا وكينيا وأوغندا)، والإمارات العربية المتحدة، وفي أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، أما أعدادهم في مصر فتتراوح بين ألف و15 ألف نسمة. ولغة البُهرة الرسمية هي اللغة الجوجاراتية المُعربة، وهي لهجة خاصة من الجوجاراتية ممزوجة بكلمات عربية وفارسية، أما في مصر فيتحدثون العربية أو الإنجليزية، وتُكتب مؤلفاتهم بالأحرف العربية لكن بلا نقاط، كالخط النبطي الذي كُتب به القرآن عند نزوله. عيد البهرة السنوي للبهرة عيد سنوي يحتفلون به في 18 من شهر ذى الحجة بمناسبة إحياء ذكرى "غدير خم"، فيصومون هذا اليوم ويغتسلون ويصلون ركعتين عند الغروب، ويأتى عامل الداعى لأخذ العهد والميثاق من كل بهرى للاستمرار على عقائد المذهب، ثم يقوم كل فرد بتقديم ما يستطيع من النذور والصدقات إليه، كما يعتبر يوم 11 مارس من كل عام من أبرز أعيادهم التي يحتفلون بها في مصر، وهو موعد ظهور الحاكم بأمر الله بحسب اعتقادهم، حيث يجتمعون من كل أنحاء العالم للاحتفال في القاهرة. السلطان ال53 للبهرة وقد أصبح مفضل سيف الدين سلطانًا للبهرة عقب وفاة والده الدكتور محمد برهان الدين، وهو السلطان الثالث والخمسون من سلسلة الدعاة المطلقين الفاطميين، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين. ووالده كان من أغنياء العالم، ويحمل إقامة دائمة في مصر، وله قصر كبير في المهندسين بالقاهرة، عدد أتباعه يزيد على مليون ونصف المليون، يتواجدون في عدة دول منها الهندوباكستان واليمن وعدة دول أخرى. وتخرج السلطان مفضل سيف الدين في معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وهو يعد حافظًا للقرآن الكريم، والعلوم الشرعية وفقًا للمذهب الإسماعيلي. ويعد مفضل سيف الدين واحدًا من 500 مسلم أكثر تأثيرًا في عام 2014، كما حصل على "جائزة السلام العالمي" لعام 2015؛ تقديرًا لمساهمته البارزة في تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. المملكة الاقتصادية للبهرة للبهرة مملكتهم الاقتصادية الخاصة، حيث يمتلكون عدة محلات في نطاق شارع المعز ومنطقة الأزهر والحسين، يرتكز نشاطهم التجاري في مجال تجارة الذهب والإكسسوارات والمنتجات الغذائية وصناعة الورق والرخام. ويمتلك البهرة شركة إنتاج مواد غذائية هي من كبرى الشركات في مصر ولها عدة أفرع في القاهرة والجيزة، وتعتبر واحدة من أكبر تجارتهم في القاهرة ويعمل بها آلاف المصريين، ولها نسب مبيعات مرتفعة. وقد أسس سلطان البهرة الثاني والخمسون مشروعًا خيريًا للقرض الحسن سماه ب"المشروع البرهاني للقرض الحسن"، وهو مشروع تمويل إسلامي لمواجهة القروض القائمة على الربا. وفي العالم، اشتهرت البهرة بالتجارة والاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، وتعد من أكثر الطوائف الإسماعيلية ثراءً. ويُعد محمد برهان السلطان السابق من كبار أثرياء الهند، إذ كان يُقدر دخله في السنة بنحو 220 مليون دولار، ويفرض على أفراد طائفته تبرعات ضخمة "خمس الأموال"، استطاع من خلالها شراء وإنشاء أكثر من عشرين مصنعًا كبيرًا في الهندوباكستان وغيرهما، وله فنادق ضخمة، واشترى مشروعًا للمياه الغازية في بومباي. أبرز مساجد البهرة فى مصر يعتبر مسجد الحاكم بأمر الله أو مسجد الأنور هو أبرز المساجد الأثرية وأفخمها هو المسجد الأهم للبهرة، وقد تراجعت الكثير من المنظمات عن ترميمه، وطلبت الطائفة ترميمه فوافق الرئيس الراحل أنور السادات. ويعتبر البهرة مسجد الحاكم بأمر الله مساحة الحرم المكي، ويعتقدون أن ماء البئر الموجود في ساحة المسجد له قدسيته كماء زمزم، فهم لا يشربون أو يتوضئون إلا من خلاله. كما يعتبر مسجد اللؤلؤة من أهم المساجد لدى البهرة، فهو يعود بناؤه إلى عهد الدولة الفاطمية، حيث كان الحاكم بأمر الله واليًا على مصر، وعندما علم بأن هذا المكان مستجاب فيه الدعاء بأسفل جبل المقطم بنى عليه مسجدًا عام 406 هجريًا، وسماه بهذا الاسم لأنه كان فى السابق له قبة وعند إضاءته مساءً يصير مثل اللؤلؤة وسط الجبل. على بعد دقائق من مسجد الحاكم بأمر الله يظهر مسجد الأقمر الذي لديه قداسة خاصة عند البهرة، حيث تهتم الطائفة بالمسجد بشكل خاص، إضافةً إلى مسجد الحسين، ومسجد السيدة فاطمة الذي تم ترميم أجزاء منه من طائفة البهرة. من الآثار التي تخص طائفة البهرة في مصر، ضريح الملك الأشتر الواقع في حي المرج بالقاهرة، والذي يشتهر بين سكان الحي بالشيخ العجمي. قام البهرة بترميمه وشراء الأراضي المحيطة به، بل إن عم سلطان البهرة الحالي أوصى بدفن جثته بجوار الضريح وهو مأتم. ويقول أحد أفراد الطائفة، في تصريحات إلى "المصريون"، إنهم يحتفلون بأعيادهم سرًا عقب صلاة الفجر؛ نظرًا لصعوبة المشهد في مصر، وخوفًا من الملاحقات الأمنية. وأضاف أن "طائفة البهرة لا تهتم بالسياسة؛ وكل همها فقط إقامة الشعائر الدينية والاحتفالات بالأعياد الخاصة، إضافة إلى الانشغال التام بالتجارة". خطبة الجمعة يوم الخميس يجتمع رجال البهرة بزيهم المعروف، الجلباب الأبيض القصير والسروال من تحته وعمامة فوق الرأس، كل يوم خميس عقب صلاة المغرب للاستماع إلى خطبة أشبه بخطبة الجمعة؛ بحجة أن ليس لهم إمام يصلون جماعة مع بعضهم على اعتبار أن "الإمام غائب". ولا يصلي أتباع طائفة البهرة صلاة الجمعة ويكتفون فقط بصلاة الظهر، يجتمع الرجال والنساء في جانب واحد من مسجد الحاكم بأمر الله؛ للاستماع للخطبة بعد الوضوء من البئر الخاص بالماء وبعد صلاة المغرب، والتي دائمًا يصلونها عقب صلاة باقي المصلين الذين لا ينتمون لطائفتهم. علاقة البهرة بالحكام تحتفظ طائفة البهرة بعلاقات وثيقة بعدد من الحكام المشهورين بعدم الود مع الفرق الشيعية الأخرى مثل الإمارات والبحرين ومصر. وحول تاريخ علاقتهم مع الرؤساء، فقد شهد عام 1966 منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين، درجة العالمية الفخرية في العلوم الإسلامية؛ تقديرًا لجهوده الخيرة في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين. وقام الرئيس محمد أنور السادات، بمنحه وشاح النيل عام 1971، وافتتح معه الجامع الأنور بالقاهرة، عام 1981 بعد ترميمه من قبل "البهرة". وفي عام 2005 التقى الرئيس الأسبق حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ. وفي مايو 2007 قام بزيارة خاصة لمصر زار خلالها مزارات آل البيت، وتفقد أحوال الطائفة ومشروعاتها في مصر، واختتم الزيارة بلقاء مبارك، والذي كرمه بمنحه وشاح النيل للمرة الثانية. وقد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة الجديد بعد تبرعه ب10 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر". البهرة والمصريون.. علاقة تجارية للبهرة في مصر وضع خاص، فعلى الرغم من قلة أعدادهم إلا أنها لا تتوفر معلومات كثيرة عنهم، هم يحاولون التقرب إلى المصريين عن طريق التجارة ولا يهدفون إلى نشر مذهبهم داخل مصر. وقال أكثر من شخص بشارع المعز التقت بهم "المصريون"، إن "أفراد طائفة البهرة منغلقون على أنفسهم لا يحبون الاختلاط بأحد، والهم الأساسي للطائفة هي التجارة فهم يمتلكون عددًا كبيرًا من المحلات داخل الشارع أغلبها محلات لتجارة الذهب والإكسسوارات". وأشاروا إلى أن البهرة لهم زيهم الخاص المعروف، وأنهم لهم مملكتهم الخاصة التي لا يريدون إدخال أحد فيها. وأكد الدكتور منصور مندور، كبير أئمة بوزارة الأوقاف، أن طائفة البهرة أتت مع الفاطميين الشيعة، وأقاموا في مصر وقتها وتفرقوا عقب سقوط الدولة الفاطمية إلى عدة دول. وأضاف ل "المصريون"، أن "الطائفة وددت علاقاتها بالرؤساء منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرورًا بالسادات ومبارك وانتهاءً بالرئيس عبد الفتاح السيسي".