قرار حكيم الذي اتخذه اتحاد الجبلاية بتأجيل مباراة الأهلي والمصري دعما للفريق الأحمر في لقاء الذهاب بالنهائي الأفريقي السبت القادم في تونس، فجميع المصريين بكافة انتماءاتهم يجب أن يكونوا وراء الأهلي في هاتين المعركتين الفاصلتين لأنهما الطريق لبطولة قارية كبرى تدخل مصر بعد سنوات عجاف شهدت غياب البطولات والكثير من الهزائم والانكسارات. بالطبع لو لم يكن الأهلي، لما استجاب رجال الجبلاية ولتحججوا بأهمية انتظام المسابقة والاصرار على عدم تأجيل أية مباراة حتى يحافظ الدوري العام على قوته وينتهي الموسم في الموعد المقرر له! وحتى لا اتهم من بعض المتعصبين بالمبالغة أذكركم بحالة مماثلة تماما قبل موسمين عندما وصل الاسماعيلي لنفس النهائي وكان على بعد خطوة واحدة لا أكثر من الحصول على بطولة أبطال أفريقيا، خاصة أنه هزم الفريق الذي سيلتقيه "انمبا" النيجيري بنصف دستة أهداف في الاسماعيلية عندما كان يلعب في مجموعته التي صعد منها هذا الفريقان! قبل سفر الدراويش إلى نيجيريا لمباراة الذهاب أصر اتحاد الجبلاية على أن يلعبوا احدى مباريات الدوري رغم أن مجلس ادارته تقدم بطلب للتأجيل خوفا من الارهاق والاصابات وحتى يسافروا إلى نيجيريا قبل فترة كافية من المباراة للتأقلم على الجو! والأدهى والأمر أنهم حرموا بفرمان من شوقي غريب الذي كان مديرا فنيا للمنتخب الأولمبي من خيرة لاعبيه لأن منتخبه كان يلعب في التوقيت نفسه مباريات التصفيات الأولمبية رغم خروجه من سباق الصعود بهزائم مذلة على أرضه وخارجها بالثلاثة والأربعة، وبالتالي أصبحت باقي مبارياته شرفية لا تؤخر ولا تقدم، لكن الرجال المحترمين في الجبلاية بقيادة حرب الدهشوري ضربوا تعظيم سلام لغريب، وأقروا فرمانه ووقفوا خلفه بكل قوتهم وجبروتهم ونفوذهم. وعندما ذهب ابراهيم عثمان نائب رئيس الاسماعيلي في ذلك الوقت إلى معسكر المنتخب الاولمبي وأخذ لاعبيه بسيارته عائدا بهم إلى الاسماعيلية، أقاموا عليه الدنيا وحرضوا الجهة الادارية والصحافة واتهموه بارتكاب جريمة خطف مع سبق الاصرار والترصد مهددين بشطب اللاعبين نهائيا لو سافروا معه ولعبوا مباراة الذهاب! انتصر الجبروت والنفوذ ولم يجد عثمان سندا لا من الصحفيين ولا من الجهة الادارية، واضطر صاغرا للسفر مقصوص الجناح ليلعب نهائي بطولة لو حصل عليها لشرفت بها مصر كلها. يومها كان بوكير مدرب الاسماعيلي غاضبا مندهشا لهذه المعاملة التي يعامل بها الدراويش في بلادهم كأنهم فريق من كوكب آخر! لعب الاسماعيلي المباراة وهو لا يجد ما يكمل بهم قائمة البدلاء. اشترك لاعبون لم يلعبوا منذ فترة طويلة، وكانت النتيجة الطبيعية خسارته بهدفين نظيفين أمام فريق أقل منه مستوى بكثير! ورأيت كم كان لاعبوه ومسئولوه في غاية الاحباط وهم ينزلون أرض الملعب النيجيري بسبب ظلم قومهم لهم. لم يكن في استطاعتنا الدعاء لهؤلاء القوم بالهداية لأنهم لا يعلمون!.. فقد كانوا يعلمون كل شئ ويترصدون لهذه القوة الكروية القادمة من المدينة الهادئة "الاسماعيلية".. واستكثروا على أي ناد غير الأهلي، ثم الزمالك في أسوأ الأحوال، أن يسطع أفريقيا! ولما وقعت الواقعة التي أرادها عباقرة الجبلاية وأدركوا أن الاسماعيلي خسر البطولة، سمحوا للاعبيه بحضور مباراة الاياب في الاسماعيلية، ولم يحضر حرب أو أي من رجاله هذه المباراة، وهو واجب إن لم يكن فريضة على الاتحاد الذي يدير شئون اللعبة ويرعى الأندية. كان الاتحاد خائفا من ردود فعل الجماهير الاسماعيلاوية التي هتفت ضدهم بالفعل، خاصة أن الفريق خسر البطولة بسبب تعنتهم وتعصبهم الأعمى ضد أي ناد من خارج القاهرة يحاول خطف الأضواء! نسي هؤلاء أن الاسماعيلي كان أول ناد يأتي بهذه البطولة الأفريقية إلى مصر في مباراة النهائي الشهيرة أمام الانجلبير عام 1970 عندما حضر هذه المباراة أكثر من مائة ألف متفرج في استاد القاهرة في زمن التهجير! صدقوني.. المسئولون عن الكرة في بلادنا هم المتسببون في هذه الكراهية التي تشعر بها الأندية وجماهيرها نحو الأهلي، فهذه المحاباة والخوف من نفوذه الذي يسيطر على كل مناحي الحياة في مصر، ويجعل "طويل العمر" يحضر مبارياتهم النهائية من الاستاد والجماهير تحمل صوره!.. هذه المحاباة والفرمانات المساندة لزعيم كروي لا يحتاج لمجهود أحد، تجعل الاسماعيلاوية مثلا يكرهون الأهلي وسنينه ويتصورون العمى ولا يتصورونه! ولا تفتحوا - أرجوكم - اسطوانة قديمة مشروخة بأن استقرار ومبادئ وقيم الأهلي هو سر تفوقه على كل أندية مصر..! هذا ليس صحيحا والدليل أن ملفات الفساد التي تفتح حاليا تردد أن حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب قاما بتمويل الحملة الانتخابية لقائمتهما في انتخابات مجلس ادارة الأهلي بأموال منهوبة من مؤسسة الأهرام "الحكومية" قدرت بثمانية عشر مليون جنيه!.. وهذه الأموال دفعها بالطبع ممولو الضرائب في مصر بشتى انتماءاتهم الكروية، و من لا يشجعون الكرة أصلا! ولذلك لم أكن مندهشا وأنا أسمع كلام مرتضى منصور رئيس الزمالك في مؤتمره الصحفي أمس بأن سر الحرب التي تشن ضده أن هناك خلافا بينه وبين وكالة الاعلان التي يديرها حسن حمدي! أنا لا أعرف بالطبع ما هو هذا الخلاف وعلى مرتضى ألا يكتفي بالاتهامات العلنية وأن يثبت ذلك بالمستندات والأدلة حتى لا يستمر منتقدوه في القول بأنه رجل يتهم كل معارضيه بالفساد والنهب.. إنه رجل قانون وعليه ألا يصمت وألا يقف عند حد التهويش والاتهامات العلنية، فالناس تدرك أن الفساد وصل إلى الركب في كل مجال، وأنه في الرياضة وكرة القدم بالذات أغرقنا تماما! الملفات المفتوحة قابلها أحمد نظيف رئيس الورزء وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المالك للمؤسسات الصحفية الحكومية، بتجاهل ولا مبالاة بمبرر ترك هذه المؤسسات توفق أوضاعها، ولا أدري هل توفيق الأوضاع بمحاكمة اللصوص أما بتوسيع دائرة النهب والسلب! إن حسن حمدي والخطيب هما ضلعان رئيسيان في هذه الملفات المفتوحة، ويشكلان مع ابراهيم نافع ثلاثيا صعب المراس لا يمكن الوقوف أمامه بسهولة، وعلى من يتصدى لهم أن يواجه حربا ضروسا قد تحرقه تماما! لقد خدعنا طويلا بأن رجال الأعمال الأهلوية يدعمون صفقات شراء اللاعبين، وأن الأهلي ناد غني جدا، لدرجة أنه يصرف المليارات في شراء لاعبين من عينة بركات والشاطر والنحاس وابو تريكة وجلبرتو وفلافيو وافيلينو وحسن مصطفى ومحمد عبدالله.. وغيرهم.. ويشتري المنتخب الاولمبي بالكامل قبل ثلاث سنوات ثم يستغنى عنه ببلاش بعد موسم واحد فقط! ثم جاءت ملفات الفساد المفتوحة في الأهرام لتثبت أن زعيما الأهلي اللذين يعملان في الأهرام يتقاضيان مرتبات مهولة شهريا، وأن هناك ملايين خرجت من هذه المؤسسة التي يملكها كل الشعب لتمول انتخابات الأهلي وأشياء أخرى! [email protected]