سلطت صحيفة "المونيتور" الأمريكية، الضوء على استعدادات الحكومة المصرية لتنفيذ العديد من المبادرات الصحية التي تستهدف المرضى الأفارقة، حيث قام وفد من وزارة الصحة والسكان بزيارة دولة تشاد بالفعل، كما تتزامن الجهود مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير الماضي. وتستعد القوافل الطبية المصرية بمعالجة المرضى السودانيين المصابين بالتهاب الكبد الوبائي "سي" في الأسابيع المقبلة بموجب اتفاق مع وزارة الصحة السودانية. من جانبه، قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي عددًا من التوصيات في الجلسة الختامية التي عقدت في 17 مارس لمنتدى الشباب العربي الأفريقي، والتي عقدت في أسوان، من ضمنها مبادرة مصرية للقضاء على التهاب الكبد الوبائي بين مليون أفريقي ومرحلة جديدة من حملة 100 مليون صحة تركز على اللاجئين الذين يعيشون في مصر. وفي بيان مشترك في 9 أبريل، أشادت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية بهذه المبادرة، ويصل عدد اللاجئين في مصر 280 ألف لاجئ، من دول إريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان والسودان وغيرها من دول عربية مثل العراق وسوريا واليمن. وفي حديثه إلى "المونيتور"، أوضح مصدر بوزارة الصحة والسكان في مصر أنه "كجزء من مبادرة القضاء على التهاب الكبد الوبائي بين مليون أفريقي، يجري تصميم نظام إلكتروني حاليًا لتسجيل بيانات عن الأفارقة المصابين بالتهاب الكبد الوبائي". وتابع نفس المصدر أنه: "يجري إعداد نظام إلكتروني آخر لتسجيل اللاجئين المقيمين في مصر كجزء من حملة 100 مليون شخص لحياة صحية". وأشار المصدر إلى أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية لاختيار الدول الأفريقية حيث ستبدأ المبادرة، ووضع خطة وجدول زمني في هذه الدول والتواصل مع سفاراتهم في القاهرة لجمع المعلومات عن المرضى الذين يحتاجون إلى علاج، وفي مقر منظمة الصحة العالمية في سويسرا في 14 مارس، ناقشت وزيرة الصحة هالة زايد ومدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تطبيق الدروس المستفادة من تجربة مصر الناجحة لالتهاب الكبد الوبائي في بلدان أفريقية أخرى. واتفق الجانبان على أن منظمة الصحة العالمية ستوفر المساعدة الفنية والتدريب بينما ترسل مصر فرقًا طبية وأدوية لعلاج فيرس سي، وأعربت "زايد" عن استعداد مصر للمساعدة في علاج مرضى الملاريا في عدد من البلدان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. ويعتقد بعض المحللين في الشئون الأفريقية أن مثل هذه المبادرة ستدعم الجهود المصرية لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية الأخرى. وقالت منى عمر، مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، للمونيتور عبر الهاتف: "تدعم هذه المبادرات الصحية الدور الذي تلعبه مصر في أفريقيا وتعزز نفوذها، كل هذه العوامل تتكون من جهود متضافرة لتقريب الشعب المصري من بقية الشعب الأفريقي لأنها تنطوي على أساسيات التنمية المستدامة". وأشارت إلى أن مصر تدعم دائمًا الدول الأفريقية الأخرى بالعديد من القوافل الطبية، ما ينقذ مواطنيها من عبء دفع تكاليف علاجهم وسفرهم.