قرر الأزهر الشريف تخفيض قيمة زكاة الفطر هذا العام، وذلك للعام الثاني على التوالي، من خمسة جنيهات (حوالي دولار واحد) إلى ثلاثة جنيهات، للتخفيف على الفقراء، الذين يدفعون هذه الزكاة، لأنها واجبة علي كل مسلم، فيما قال علماء إن الزكاة تختلف من منطقة سكنية لأخرى، بحسب ارتفاع أو انخفاض الأسعار فيها، وأنها قد تصل في المناطق الراقية الغنية إلى عشرة أضعافها في المناطق الفقيرة. وحدد مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، بحضور مفتي الجمهورية، قيمة زكاة الفطر هذا العام ب3 جنيهات، كحد أدنى عن الفرد الواحد، من دون حد أقصى لمن يستطيع، وذلك للعام الثاني على التوالي، حيث جرى تحديدها العام الماضي أيضا ب 3 جنيهات، ورفض القيمة التي حددها حينئذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ب7 جنيهات. وحول أسباب تخفيض القيمة، على الرغم من ارتفاع أسعار الحبوب هذا العام، قال الشيخ محمود عاشور عضو المجمع إن الاختلاف يرجع إلى أن المجمع أخذ هذا العام أيضا بمذهب الإمام أبو حنيفة، الذي يرى أن الكيلة تكفي لزكاة الفطر عن 6 أفراد، بينما كانت في العام الماضي تحدد على فقه الإمام مالك، الذي يرى أن الكيلة تكفي ل4 أفراد فقط، مشيرًا إلى اختلاف أسعار الحبوب من قمح أو أرز أو تمر، والمجمع أخذ بالسعر الأقل. وقال عاشور إن قيمة الزكاة تختلف من مكان لآخر داخل الدولة الواحدة، ومن دولة لأخرى، حسب أسعار الحبوب في هذه المناطق، فإذا كانت الأسعار مرتفعة في منطقة الزمالك أو غاردن سيتي، بينما هي منخفضة في بولاق مثلا، فيحدث الاختلاف في القيمة، فيما شدد علماء آخرون في المجمع على أن قيمة زكاة الفطر تختلف غالبا من دولة لأخرى ومن حي لآخر وفق حالة الغنى والفقر، وأنه يفترض في الغني أن يدفع أكثر من الفقير، فليس من المعقول مثلا أن يدفع إنسان فقير في الصومال نفس ما يدفعه مسلم غني في دبي أو في غيرها من البلاد الغنية. وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي يقرر فيه الأزهر التدخل لتخفيض قيمة زكاة الفطر المالية، التي يدفعها كل مصري في ختام شهر رمضان المبارك، حيث خفضها العام الماضي من 7 جنيهات (حوالي دولار وربع) إلى ثلاثة جنيهات فقط (حوالي نصف دولار) بهدف التخفيف والتيسير على دافعي الزكاة المصريين، بعدما قررت دار الإفتاء رفع هذه القيمة العام الماضي من خمسة إلى سبعة جنيهات، تماشيا مع ارتفاع أسعار السلع التي يجوز إخراج الزكاة منها، والتي يجري تقدير الزكاة على أساس أسعارها. وقد تدخل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر العام الماضي، لأول مرة، في مسألة تحديد زكاة الفطر، بعدما رفع قيمتها عن العام قبل الماضي الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في بيان نشرته الصحف، وقرر طنطاوي عقد اجتماع مشترك برئاسته بين مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، لتحديد قيمة الحد الأدنى لصدقة الفطر لهذا العام انتهى إلى تحديدها ب 3 جنيهات فقط.