رجّح مصدر أمريكي، اليوم الجمعة، أن يتم الكشف عن خطة السلام الأمريكية المعروفة ب "صفقة القرن"، يوم 15 مايو المقبل، أي بعد مرور خمسة أسابيع على الانتخابات الإسرائيلية، وتزامنًا مع الذكرى ال 71 لنكبة فلسطين، وما يُعرف بيوم "استقلال إسرائيل". ووفقًا للمصدر، بحسب صحيفة "القدس"، "إنه لمن المنطقي من وجهة نظر الإدارة الأمريكية التي تحبّذ ربط قراراتها بمناسبات تاريخية مهمة أن تختار يوم الاستقلال الإسرائيلي في هذه الحالة، كما فعلت العام الماضي عندما تم إكمال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب وتدشين السفارة الأميركية الجديدة في العيد السبعين لاستقلال إسرائيل". وأشار المصدر إلى أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان يعطي أهمية كبيرة للمناسبات الإسرائيلية، فهو الذي كان وراء نقل السفارة للقدس يوم 14 مايو الماضي بعد أن كان من المقرر أن يتخذ ذلك على الأقل بعد أربع سنوات من إعلان دونالد ترامب قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017. ويضيف المصدر أن الإدارة الأمريكية أشارت سابقًا إلى أنها ستعلن الخطة بعد الانتخابات الإسرائيلية (9 أبريل الجاري)، مشيرًا إلى أنّ خمسة أسابيع بعد الانتخابات تعني أن يتم خلالها تشكيل وتثبيت الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وفيما يقر المصدر أن فريق ترامب (كوشنر، غرينبلات، فريدمان) يأس من فكرة ضم الفلسطينيين بشكل أو بآخر لمراسم كشف الخطة (صفقة القرن)، فإنّ هناك دلائل على أن الفريق أبلغ الدول العربية التي يعوّل عليها في تأييد الصفقة، بشأن توقيت إعلانها. ولا يتوقع الخبراء أيضا أن تحظى خطة ترامب بتأييد واحتمالية نجاح، بسبب رفض الفلسطينيين حتى هذه اللحظة أن يكونوا جزءًا دون تراجع إدارة ترامب عن قراراتها، خاصة الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل "رغم فشل نقل سفارة الولاياتالمتحدة من تل أبيب إلى القدس في إثارة الاحتجاجات في العالم العربي الأكبر التي توقعها كثيرون" بحسب قول مايكل سينغ، وهو مدير سابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي والمدير الإداري ل"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" المقرب من إسرائيل. ويقول سينغ "أكيد أن عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات هو ما ترغب فيه الإدارة وهو هدف يتسق مع السياسات الأميركية، لكن إلغاء المساعدات الأميركية للفلسطينيين لن يحقق هذا الهدف على الأرجح، بل يُحتمل أن يؤدي على المدى البعيد إلى تقويض المصالح الأميركية والإسرائيلية. فلا يعتقد كثير من المراقبين أن عباس مهتم بالتفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس ترامب، أو أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام في هذا الوقت حتى إذا تم استئناف المفاوضات". ويصف سينغ قطع المساعدات الأمريكيةللفلسطينيين بسياسة قصيرة النظر "لأن المساعدات لا تقتصر على الدولارات فحسب، بل تشمل التواصل الذي يولِّد النفوذ. إذ تجعل برامج المساعدات المسؤولين الأميركيين على اتصال مع شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني، وهو ما يمكنه المساعدة في ضمان أن دوام النفوذ الأميركي حتى بعد رحيل القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية". ويشرح موضحًا "لقد كان للمساعدات الأميركية تأثيرًا محققًا للاستقرار في كل من الضفة الغربية وغزة. فقد نشأت العديد من برامج المساعدة الأميركية في أعقاب الانتفاضة الثانية وتم تصميمها لمنع العودة إلى مثل هذه الاضطرابات. وعلى مدار ال15 عامًا الماضية، ساعدت برامج المساعدة الأمنية في بناء قوات الأمن الفلسطينية لتحل محل الميليشيات شبه الرسمية التي أججت العنف خلال الانتفاضة الثانية"، وفق وصفه، مضيفًا: أن "قوات الأمن الفلسطينية تقوم بالتنسيق الفعّال مع الجيش الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية، ومن خلال الحد من العنف ورفع مستويات المعيشة وإبقاء الأطفال في المدارس، ساهمت المساعدات الأميركية في خلق فترة طويلة من الهدوء النسبي، إن لم يكن السلام".