الخبر المنشور على بوابة الأهرام يوم الخميس يقول: استطاع الإعلامى وائل الإبراشى، أن ينفرد بتسجيل أول حوار للفريق أحمد شفيق بعد خسارته فى الانتخابات وسفره إلى الخارج، وذلك من خلال برنامجه "العاشرة مساءً" والذى سيقوم بتقديمه. الحوار سيذاع على حلقتين اليوم وغدًا. والسؤال: ماهو وجه الانفراد فى حوار طويل مع شخص صار مستهلكًا من كثرة ظهوره على الفضائيات دون أن يكون لديه جديد يقوله، فهو فى قضية أرض الطيارين ظل يتجول بين الشاشات بعد أن وضع قاضي التحقيق المستشار أسامة الصعيدي اسمه على قائمة ترقب الوصول للتحقيق معه زاعمًا فى كل ظهور أن القضية مسيسة، وأنه من العيب التعامل معه بهذه الطريقة فقد كان ممكنًا أن يكون الآن هو الرئيس، هذا باعتبار أن أى مرشح رئاسى - من وجهة نظر سيادته - لابد وأن يأخذ حصانة ضد البلاغات والاتهامات والاستدعاء للتحقيق. تحدث شفيق للإبراشى، مثلما تحدث لمن سبقه من مقره السرى فى الإمارات حيث ذهب للعمرة ولم يعد لتأسيس الحزب الذى وعد أنصاره بإطلاقه، وبذلك تتأكد الاستنتاجات بأن سفره المفاجئ بعد خسارته الانتخابات كان هروبًا مما ينتظره من بلاغات فى قضايا فساد نائمة فى درج مكتب النائب العام فى ظل حكم المجلس العسكرى، وبعد التحقيق فى بلاغ واحد فقط منها فإنه صار مطلوبًا خصوصًا بعد شهادة رئيس جمعية الطيارين التى أكد فيها موافقة شفيق على بيع الأرض بثمن بخس لجمال وعلاء، وهو إذا كان يدعى أن هناك تسييسًا للقضية فإن منحهما الأرض دون وجه حق هو إجراء سياسى قبل أن يكون جنائيًا لأنهما ابنا الرئيس. شجاعة الطيار الذى "قتل، واتقتل" لا تظهر على الشاشات، بل فى سرايا النيابة أولاً فى قضية لا يبدو أن لها علاقة بعداء الإخوان له كما يروج، فهى سابقة على الانتخابات وقبل أن يُعرف من سيكون الفائز وكان ممكنا أن يكون هو الرئيس الآن، ولذلك كان حريًا به أن يطالب بتسريع التحقيق لحظة تقديم عصام سلطان البلاغ ضده ليبرأ ساحته ويطهر سمعته حتى يواصل التنافس على نظافة وحتى لما يفوز يكون جديرًا بالمنصب الرفيع ولا تحوطه شبهات. أين الانفراد وأين الضرورة فى مثل هذا الحوار أستاذ وائل بينما اليوتيوب مليء بمقاطع له وهو يتحدث بإسهال للقنوات المصرية والعربية عن قضية الأرض وعن غيرها من الموضوعات منذ مغادرته سرًا للبلاد؟!. كان الحوار سيكون له معنى لو كان أُجرى بعد أن عاد وواجه القاضي ورفع رأسه أمام أنصاره وأمام المصريين جميعًا وأثبت أنه كان ينافس عن جدارة ولم يكن مجرد واجهة للنظام القديم للعودة للحياة. لوكان الجنرال يقدر دقة الموقف الذى هو فيه لما اتخذ الإعلام منبرًا يدافع به عن نفسه ويتهم الآخرين بالكيد له بل كان استقل الطائرة فورًا ومن المطار إلى النيابة وليس على الشاشات للتأثير فى البسطاء وإهانة سلطة التحقيق والعدالة. ولذلك فمهما قال فى ظهورات سابقة أو فيما سيقوله مع الإبراشى فإن الاحترام مازال معلقًا حتى يواجه بشجاعة أسئلة القاضى كما واجه العدو فى الحروب. أمر عادى أن يتم التحقيق مع مرشح رئاسى مهزوم، ففى أوروبا والدول المتقدمة يتم التحقيق والإحالة للقضاء للرؤساء وهم فى الحكم أو بعد مغادرته، هناك نيكسون وكلينتون فى أمريكا، وهناك جاك شيراك الذى خرج من الإليزيه ليحال فى اليوم التالى للقضاء ليس في عهد رئيس من خصومه الاشتراكيين إنما فى عهد حزبه اليمينى ورئاسة تلميذه ساركوزى، كما حوكم دوفيلبان رئيس الوزراء السابق فى عهد ساركوزى أيضًا وكلاهما من نفس الحزب والاتجاه السياسي. يظن الإبراشى أنه "جاب الديب من ديله"، شفيق ليس هو الشخص الذى ينتظره الملايين والذى لأجله تتحمل عناء السفر إلى حيث هو موجود وتسجل معه ساعات لتكون بداية غير موفقة لك وأنت تعتلى صهوة "العاشرة مساءً" أشهر برنامج "توك شو" فى مصر. الإبراشى فى بحثه الدائم عن الإثارة بأى ثمن يساهم فى خداع فئات من المصريين باستضافة شخص يتعمد التهرب من مواجهة العدالة حيث سيمنحه فرصة طويلة ليواصل التضليل، وتوقعاتى وقبل أن إذاعة الحلقة فإن وائل لن تتوفر له حرية تفنيد كلام ضيفه، قد يطرح عليه أسئلة تبدو شائكة لكنه لن يكون قادرًا على إدارة حوار جدي حر مفتوح دون أية قيود فى مجادلة الجنرال كما يشاء لأن مثل هذا الحوار لم تكن تتم الموافقة عليه إلا بشروط شفيق وباختياره للأسئلة وصياغتها بطريقة معينة ثم بموافقته على الحوار الذى سيذاع بعد تسجيله والذى سيكون دعائيًا فجًا حتى لو تمت زركشته ببعض الأسئلة المحرجة المتفق عليها. [email protected]