مؤيدو نائب رئيس «الدعوة السلفية»: الشيخ أبو إسحاق يؤيده فى مواقفه السياسية.. ونجل الأخير: غير صحيح من وقت لآخر تشتعل الأزمات داخل التيار الإسلامي، وما تلبث أن تهدأ أزمة حتى تشتعل أزمة جديدة، خاصة داخل الجناح السلفي، الذي شهد العديد من المعارك والأزمات خلال السنوات الأخيرة. وتفجرت أحدث المعارك، بعد أن روَّج سلفيون من أبناء "الدعوة السلفية"، وذراعها السياسية، حزب "النور" لمزاعم بأن الشيخ الداعية السلفي أبوإسحاق الحوينى، يشيد بمواقف الدكتور ياسر برهامى، نائب "الدعوة السلفية"، الأمر الذي كذبه نجل الحوينى، الذي تعرض لهجوم واسع من المنتمين ل "الدعوة السلفية". ويقول خبراء في الحركات الإسلامية، أن الصراع داخل التيار السلفي ليس على الفكر، لكن دائمًا يكون على الزعامة، إضافةً إلى أن البعض منهم يسعى للتقرب للسلطة، للحصول على مكاسب من ورائها، فالصراع الدائر حاليًا بين أنصار التيار السلفي، هو نوع من "الغيرة والنفسنة"، ويأتي في إطار الصراع على الزعامة والانتشار. كان مؤيدو برهامي نسبوا إلى الحوينى، قوله: "وردت أخبار تفيد بأن الشيخ أبو إسحاق الحوينى اجتمع ب10 من خواصه معلقًا على الأحداث الأخيرة، بأن السياسة هي فن الممكن، وأن ما عليه الشيخ ياسر برهامى هو الصواب، وأن الله سبحانه وتعالى حقن بهم كثيرًا من الدماء، وجعلهم سببًا فى منع محرقة جماعية للسلفيين فى مصر، وحفظ بهم الدعوة، وهم يعلمون قدرى عندهم ومكانتهم عندى، مشيرًا إلى قادة حزب النور والدعوة السلفية". وعلق حاتم نجل الحويني، مكذبًا ما هو منسوب إلى والده، قائلًا: "هذا الكلام كذب ودجل ولم يحدث.. فأرجو تحري الصدق والأمانة قبل نقل أي كلام عن الوالد أحسن الله عافيته". ورد الداعية السلفي سامح عبد الحميد، عضو مجلس شورى "الدعوة السلفية" بشن هجوم على نجل الحوينى، قائلاً: "نجل الحوينى سيئ الأدب مع الشيخ ياسر برهامى، ومواقف هذا الشاب مُريبة ومُلتوية، وهو يبتعد عن التصريح بقناعاته حول الأحداث المصرية ولا يُورط نفسه، ولكنه لا يستطيع أن يستر حقده على الشيخ برهامي وحزب النور، ونجده دون مناسبة يفتح المجال للسفهاء لسب الشيخ ياسر". وأضاف: "حاتم الحوينى يتكلم وكأنه المتحدث الرسمي باسم الشيخ الحوينى، ونحن سكتنا كثيرًا احترامًا لوالده، ولكن ابنه يتمادى في السوء، فعلى الشيخ الحوينى أن يكف لسان ولده الذي يُسيء للشيخ الحويني، وإذا أراد الشيخ شيئًا فليُصرح به مباشرة دون واسطة، وإلا فإننا مضطرون إلى الأخذ على يد هذا الشاب المتطاول". وأكد عبدالحميد، أن "الشيخ ياسر برهامي لا ينتظر المدح والثناء من الشيخ الحويني، فالشيخ ياسر أمة وحده، وقد شهد الدانى والقاصى بعلم برهامى وبذله وحكمته، ووجدناه مناصرًا لبلده فى كل الأحداث العصيبة التى مرت بها، وساند الدولة المصرية ضد مخططات التخريب، وحمى شباب الدعوة السلفية وحزب النور من الانزلاق فى "رابعة، والإخوان، وحازمون"، والمصادمات الدامية، فهل بعد كل هذه السنوات منذ 2011 ينتظر برهامى أن يمدحه الشيخ الحوينى..؟ ولكن حاتم يفتعل معركة وهمية، وينال من الشيخ ياسر بوقاحة، وتوقيرنا للشيخ الحوينى لا ينسحب بالوراثة على ابنه". في المقابل، شن مدحت أبوالدهب الداعية السلفي، هجومًا شرسًا على حزب "النور"، واصفًا فى تصريحات عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الدعوة السلفية وحزب النور ب "الكاذبين"، إذ أن "الدعوة السلفية يروجون بأنه يعملون تحت شعار مصلحة الدعوة". وقال حسين مطاوع، الداعية السلفي، إن "التراشق بين أتباع حزب النور السكندري من جهة، وحاتم أبو إسحاق الحويني من جهة أخرى، لا أرى له تفسيرًا إلا أنه يطبق عليه القول القائل: "من خالف السنة واتبع هواه فلابد له من التخبط والانحراف". وأضاف مطاوع ل"المصريون"، أن "ما حدث بين الطرفين من تراشق وتطاول كل منهما على الآخر ليس الهدف منه الانتصار لدين الله من أي منهما، ولكن كل منهما ينتصر لشيخه، وكل منهما ينتصر لمنهجه، وإن كانا لا يختلفان في المنهج". وتابع: "ويا ليتهما اختلفا مثلًا في قضية علمية قدم فيها كل منهما دليله ليستفيد من ذلك من يتابعهما، لكن للأسف كان خلافهما حول شيوخهما". وأكد مطاوع، أن "حزب النور يزعم أن الشيخ الحويني يثني على الدكتور ياسر برهامي، فيقابل ذلك ابن الحويني بالنفي وبالطعن في حزب النور وشيوخه، فتثور ثائرة أتباع هذا الحزب فينتصرون لشيخهم ويصفون ابن الحويني بأنه سيئ الأدب فيرد عليهم ابن الحويني". واعتبر أن "هذا التراشق المستمر لا لشيء إلا لاتباع أهوائهم ونصرة لشيوخهم، دون النظر عن الفائدة المرجوة من هذا الخلاف الذي انطلق بدون داعٍ". من جانبه، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "الصراع الدائر حاليًا بين أنصار التيار السلفي، هو نوع من "الغيرة والنفسنة" كما يُقال، إضافةً إلى أنه نوع من الصراع على الزعامة والانتشار". وأضاف ل"المصريون"، أن "السلفيين ليسوا كالإخوان، فهم متفقون في الفكر أو القواعد الأساسية، غير أنهم لا يمتلكون وحدة تنظيمية، ومن ثم طبيعي أن يظهر الصراع بينهم من وقت لآخر". واعتبر أن "الصراع بين أبناء التيار السلفي ليس على الفكر ولكن دائمًا على الزعامة، إضافةً إلى أن البعض منهم يسعى للتقرب للسلطة، للحصول على مكاسب وفوائد من ورائها". وتابع: "حزب النور أخذ خطوة استباقية، حيث رشح أعضاء له بمجلس النواب أثناء حكم الإخوان، وعندما استحسن الأمر، وأنه يمكن أن يحقق من خلاله أن يحقق مزيدًا من المكاسب كرر الفكرة، على اعتبار أن التقرب من السلطة أمر جيد ويسهل أمورًا كثيرة، فيما ظل فريق آخر من التيار السلفي كما هو، ما خلق نوعًا من الغيرة بين الاثنين". وشدد عيد على أن "الصف الثاني أو التلامذة في التيار السلفي هم دائمًا ما يقودون الصراع، فيما يحاول المشايخ الكبار أن يبتعدوا عن الصراع؛ حتى لا تهتز صورتهم". وأشار إلى أن "أتباع برهامي هناك منهم المنخرط في السياسة، وفي العمل الخدمي والدعوي".