كان أحمد شفيق عصبيًا للغاية فى حديثه للأستاذ محمود الوراورى بقناة العربية، يوم السبت الماضى.. عصبية لا تتسق مع مرشح حصل على نحو 13 مليون صوت بنسبة أقل 2%، مما حصل عليه الرئيس محمد مرسى، لكنها تكشف أنه مهزوز للغاية فى مواجهة اتهامات جعلت النيابة العامة تضعه على قائمة ترقب الوصول فى المطارات والموانئ المصرية. شفيق رفض وصفه بالمتهم، وقال إن مكانته لا تسمح بتلك الصفة مع أنها توصيف قضائى لأى شخص يتم التحقيق معه، فهل تمنع مكانة الشخص رئيسًا أو خفيرًا من مقاضاته وذهابه إلى ساحة القضاء ليدافع عن نفسه. يبرر ابتعاده عن مصر بخروجه للعمرة.. لقد مضى وقت طويل على تلك العمرة، فما الذى يمنعه من العودة ليطمئن الثلاثة عشر مليونًا، الذين يفتخر بأنهم اقترعوا له بأنه مرشح يحترم سيادة القانون ولا يتعالى على القضاء. يقول إنه سيعود عندما يجد الفرصة مناسبة؟!.. هل هناك ما هو أنسب من اتهامات أصبحت أمام القضاء، ولذلك تم وضعه على قوائم ترقب الوصول؟! يضيف شفيق،"إن توجيه سيل من الاتهامات لمرشح ما بعد خسارته نتيجة لنفوذ الطرف الآخر يدفع للتشكيك، وإلا ما المبرر لتأجيل تلك الاتهامات".. لنعتبر تشكيكه صحيحًا مع أن بلاغ عصام سلطان ضده سبق قبول ترشحه، وقد هدده شفيق حينها بفضح "علاقته بأمن الدولة". قلت لنعتبر تشكيكه صحيحا، فليأت ليدفع عن نفسه، خصوصًا أن عصام سلطان دعاه أن يبلغ ضده، ويقدم ما عنده من وثائق اتهامه بالعمالة لأمن الدولة. والمدهش أن أحمد شفيق يعتقد أنه فوق الاستدعاء القضائى وفوق القانون، وذلك لم يفعله الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، الذى كان يستطيع أن يأخذ أى طائرة ويخرج من القصر ويرحل مع عائلته بعيدًا عن مصر.. على الأقل مبارك كان رئيسًا لثلاثين عامًا ولم يكن مجرد مرشح خاسر. يبرر شفيق ذلك بقوله على الهواء للوراورى: "إن مجرد الاستدعاء للسؤال فى أمر ما فيه إهانة، والانتظار يأتى من أجل ظهور أدلة فى الأوراق قبل عودتى، لأن الحفاظ على كرامتى مهم جدًا، فمن تُهدر كرامته ليس له ما يحافظ عليه بعد ذلك". منذ متى كان الاستدعاء القضائى إهانة وإهدارًا للكرامة!.. الإهانة وإهدار الكرامة يتحققان إذا رفض المثول أمام القضاء، وهذا لن يحدث وهو بعيد عن مصر، خصوصًا أن التهم ليست هينة وستنطبع فى ذاكرة الرأى العام إذا ظل متعاليًا عليها. [email protected]