"لا أحد يكسر له كلمة".. هكذا تحدث فنانو ولاعبو كرة وهوانم عن صبرى نخنوخ، إمبراطور دولة البلطجة السرية، الذى اكتشفنا أنه كان الجهاز الأمنى الأول لمصر، وأن الرئيس السابق وأركان نظامه على معرفة به واستفادوا من قوته وسطوته! قوة وسطوة نخنوخ التى جعلت وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى يعتمد عليه ويكلفه بالمهمات الخاصة والصعبة، وسهلت وصوله إلى الرئيس مبارك نفسه عن طريق رئيس ديوانه زكريا عزمى؟! الغريب أنه معروف للجميع وللمجلس العسكرى السابق، أثناء توليه الحكم، لكن أحدًا لم يقو على الإشارة إليه بكلمة.. واضح أنهم كانوا يخافونه ويدركون أسرار قوته.. مستحيل طبعًا ألا تكون له ملفات فى أمن الدولة السابق والأمن الوطن الحالي، وفى المخابرات العامة، وحتى فى المخابرات الحربية، لكنهم تركوه ليأمنوا جانبه، وعندما اعتقل ظهر فى التحقيقات واثقًا من نفسه لا يرهب شيئًا وهدد بكشف الملفات لشخصيات كبيرة فى النظام السابق. بعض المعلقين فى مواقع الإنترنت وخصوصًا فى موقع "المصريون" فهموا أكثر من غيرهم هدف تلك التصريحات، وخشوا من سيل تصريحاته الإعلامية مع أنه مقبوض عليه.. فالتهديدات قد تكون موجهة فى الحقيقة لدولة طره، أى لكبار رجال النظام السابق المحبوسين هناك ليتحركوا وينقذوه حتى لا يفضح أسرارًا خطيرة. الطريق إلى قصره كان معروفًا لبعض "هوانم" مصر، فما شكل العلاقة التى ربطته بهن وما الأرباح التى جنينها من سلطاته الواسعة؟! أيضًا فنانون ولاعبو كرة وهم أكثر المستفيدين والباكين على خلع مبارك ودخول جمال وعلاء السجن. المغنى الراقص سعد الصغير، قال إن نخنوخ هو أول من أدخله شارع الهرم، كلمته مسموعة، ولا يمكن لأحد أن يثنى كلمته! نخنوخ اعترف أمام النيابة بأنه كانت تربطه علاقة وثيقة بالفنان أحمد رزق، فقال الأخير إنه تعرف عليه عن طريق سعد الصغير، أثناء تصوير فيلم "لخمة راس"، عندما جاء غاضبًا بسبب أداء الفنان أشرف عبدالباقى لشخصية بلطجى يحمل اسم "نخنوخ". ولأن غضبه يعنى صاعقة لا ترحمهم فقد ذهب إليه رزق وأشرف والمؤلف ليشرحوا له العمل وأبعاد الشخصية، فتفهم الأمر وسمح لهم باستمرار التصوير.. إنه حقًا دولة وامبراطور! ذلك الفيلم تم عرضه عام 2006.. أى أن سطوة الرجل كان هائلة وقاصمة قبل 6 سنوات من الآن. المطرب والفنان مصطفى كامل، قال إنه كان علاقة به، وأن معظم الفنانين ولاعبى الكرة كذلك، وذكر منهم أحمد السقا وفيفى عبده ومحمد فؤاد ومدحت صالح، ولاعب الكرة، محمد زيدان، وعدد كبير من ضباط وزارة الداخلية. يقول أيضًا، إن نخنوخ مسيحى الديانة، وأقام حديقة حيوان فى قصره وكان العديد من الفنانين يصطحبون أطفالهم لزيارتها. فى دولة نخنوخ شخصيات كبيرة جدًا، وفى دهاليزها خفايا ما تعرضت له مصر من مذابح وكوارث وخطف وقطع طرق خلال التسعة عشر شهرًا الماضية. المهم أن يخضع لمحاكمة جدية وألا تحدث تدخلات سياسية تهون من أمره وتحصره فى قضيتى حيازة سلاح بدون ترخيص وخروج عن الآداب العامة. لقد تحدث البعض خلال الشهور الماضية عن ميليشيات من البلطجية دعمتها وزارة الداخلية فى زمن العادلي، وكانت تطلقها على من تريد ولأهداف معينة.. نتذكر خدش عرض الصحفيات أثناء مظاهرات واعتصامات الصحفيين فى عهد مبارك.. نتذكر أيضًا أعمالا غريبة لخطف أنظار الناس أثناء الأزمات الحقيقية والقرارات التى يتخذها النظام، فتاة العتبة مثلا.. هل يتذكرها أحد؟!.. أيضًا اختطاف الدكتور عبد الحليم قنديل، واختطاف عبد الوهاب المسيرى وزوجته وآخرين أثناء مظاهرة لحركة كفاية وتركهم فى الجبال.. لماذا لا توضع الكثير من الحوادث الخطيرة الماضية على طاولة نخنوخ فقد يكون هو كلمة السر، مثل الذبح الجماعى لأسر فى منازلها بقرية فى محافظة المنيا، ومقتل ابنة الفنانة ليلى غفران فى مدينة الشيخ زايد، وحرق المجمع العلمي، وتفجير كنيسة القديسين. دولة نخنوخ ليست مجرد هوانم وأسود وكلاب متوحشة.. إنها الأسرار الكبيرة لدولة الفساد والإفساد والتوريث. [email protected]