لعبة "بابجي"، إحدى أهم الألعاب التى غزت عقول الشباب المصرى وأيضًا العربى خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لاعتمادها على العنف واستخدام السلاح خلال مهمات يقوم بها من يلعبها، الأمر الذي دفع الأزهر إلى التحذير من أن هذه اللعبة يستخدمها "داعش" لجلب الشباب إلى مرحلة العنف المجتمعي. لعبة "بابجى" التي انتشرت بين الشباب العربي، صدرت عام 2017 وتعنى: "هل يوجد عرب فى الطائرة"، وتعد هى اللعبة الأولى الأكثر شعبية، بعد أن أصبحت متوفرة على الهواتف الذكية وبشكل مجانى لتتصدر فى أسبوعها الأول قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً فى أكثر من مائة دولة. وترتكز فكرة اللعبة على البقاء، وتبدأ بصعود مائة لاعب على متن طائرة حربية تحط بعد ذلك على إحدى الجزر فى محاولة لجمع الأسلحة والدروع الواقية، الموزعة بالجزيرة بشكل عشوائى بهدف البقاء على قيد الحياة فى ساحات المعركة، حيث شريعة الغاب، كل شيء فوضوى، والجميع يريد قتلك. ثمة فائز واحد هو وحده من سيتمكن من البقاء حيًا، وكل شيء يبدو حقيقيًا جدًا فإن قتلت لم تحصل على فرصة أخرى لمتابعة اللعب كحال الألعاب القتالية الأخرى، كما أن جميع اللاعبين فيها أشخاص حقيقيون لا افتراضيون كذلك فإن الأسلحة المستخدمة فيها موجودة على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنها أصبحت منصة تعارف بين الكثير من الشباب. وقالت منة عبدالعزيز، التي تقبل كغيرها من الشباب والفتيات على ممارسة اللعبة: "أمارس اللعبة منذ أيام قليلة، وبالفعل هي تجذب قطاعًا كبيرًا من الشباب". وتابعت: "ألعب اللعبة مع العديد من الأصدقاء، ومن الممكن أن نصل إلى 10 أفراد داخل لعبة واحدة وفى نفس الوقت، بالإضافة إلى إننا نلعب مع أفراد كثيرين من جميع دول العالم". وتتذكر موقفًا أثناء اللعب، قائلة: "كنت ألعب ووجدت فردًا من إسرائيل يلعب معي، وقتلنى فى غفلة منى إلا أننى أسعى جاهدة من خلال اللعبة لقتله نظرًا لكونه إسرائيليًا". وقال الشاب أحمد محمود: "اللعبة تسعى للتقاتل والاقتتال، ولكن نحن لا نعتبرها إلا لعبة فى النهاية، فهى لا تتخطى أكثر من كونها ذلك"، متابعًا: "اللعبة تأخذ منا فى اليوم أكثر من 6 ساعات متواصلة لكنها فى النهاية لم تنته بشيء نظرًا لأننى لم أتحول إلى العنف". وأضاف آخر: "بابجى لعبة قوية جدًا وجميلة فى معظمها، نظرًا للمهمات التى يريد معظم الشباب أن يفعلوها، فهى تجمع الشباب ولا تفرقهم، لكنها فى نفس الوقت تجمعنا على العنف". وإثر انتشار اللعبة بهذا الشكل بين الشباب، أطلق الأزهر تحذيرًا من اللعبة، قائلاً إنها تبدو فى ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدم أساليب نفسية معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبى المغامرة وعاشقى الألعاب الإلكترونية؛ لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى . ووجه نصائح لجميع فئات المجتمع تساعدهم على تحصين أبنائهم وتنشئتهم تنشئة سوية واعية، "ومنها متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة، ومراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة، والتأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب، ومشاركة الأبناء فى جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم". وشدد البيان أيضا على "أهمية تنمية مهارات الأبناء، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعهم والاستفادة من إبداعاتهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة، وتدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع، وتخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة، وأخيرا، التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التى يمكن أن تصيب الإنسان بأى ضرر جسدي، له وللآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه". وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ل"المصريون"، إن "هذه اللعبة حرام شرعًا لأنها تخالف تعاليم الدين الإسلامى التي تقوم على التسامح والسلام، بينما هي تقوم على العنف ونهجه". وأضاف: "اللعبة يستخدمها المغرضون ممن يتبعون العنف من الجماعات حتى يستغلوا الشباب فى دائرتهم المنغلقة، هم يريدون أن يظل الشاب فى دائرة العنف حتى يتحول المجتمع بأكمله إلى نفس أفكارهم وعلى رأسهم داعش وما يماثله من تنظيمات". وتابع: "الأسرة عليها دور كبير فى التحذير من ذلك، وهى المنوط بها مراقبة الأولاد داخل المنزل، والدولة أيضًا ومؤسساتها عليها أن تراعى ذلك وتتخذ التدابير السليمة للحفاظ على شبابها من خطر تلك اللعبة". فيما قال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ل"المصريون": "لعبة بابجى من أسوأ الألعاب التى انتشرت فى مصر طيلة الآونة الأخيرة لما تحتويه من أعمال عنف مستمرة". وعن الخطوات المتبعة لحذف اللعبة، أضاف: "نسعى جاهدين لمحو تلك اللعبة من مصر نظرًا لما تحتويه من عنف، وننسق مع جهاز تنظيم الاتصالات لحذف اللعبة تمامًا، للحفاظ على شبابنا".