شهدت بعض محافظات الجمهورية أمس، سقوط أمطار غزيرة؛ مع استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي، والتوقعات باستمرار هطول الأمطار خلال الأيام القادمة. وأصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بيانًا تحذيريًا للمحافظات؛ للتأهب للتحولات الجوية، وفي مقدمتها الأمطار الرعدية التي تصل لحد السيول. وأهابت الهيئة، المحافظين والمسئولين بالمحافظات، باتخاذ كل التدابير والاستعدادات اللازمة مبكرًا؛ لمجابهة هذه الظاهرة بهدف تأمين وسلامة أرواح المواطنين والمنشآت، وللمحافظة على شبكة الطرق وعلى تأمين حركة السياحة، وانتظام حركة المرور داخل جميع المحافظات. وقال النائب رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب ل"المصريون"، إن "مجلس النواب يتمنى من الحكومة أن تكون لديها خطة للتعامل مع الأمطار, نظرًا لأنها لا تتحرك إلا بعد حدوث الأزمة". وأضاف تمراز ل"المصريون"، أن "الوزارات المعنية أشارت إلى أن هناك استعدادات لمواجهة الأمطار والسيول، عن طريق وسائل عدة؛ مثل عربات شفط المياه, المخرات والسدود". وطالب الدولة ب "أن تستفيد من مياه السيول كما في الدول المتقدمة، وألا تعتبرها كارثة, خاصة أننا نواجه فقرًا مائيًا، وهناك تصحر ببعض الأراضي الزراعية نتيجة قلة المياه". وأشار إلى أن "هناك عوائق بناء السدود والمخرات أمام السيول؛ من خلال إقامة منتجعات سياحية عليها". وطالب تمراز، الحكومة، بأن "تتخذ العبرة من سيول العام الماضي، ومواجهتها بطرق علمية عن طريق بناء سدود وآبار ومخرات مائية؛ حتى لا تكون عائقًا أمام المواطنين، ولا تكون سببًا في إزهاق الأرواح". في السياق، قال النائب أشرف عزيز إسكندر, عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب, إن "موسم الأمطار والسيول لم يبدأ بعد لكي نحكم هل نجحت الحكومة في مواجهة الأزمة أم لا". وأضاف ل"المصريون"، أنه "يجب على الحكومة عدم انتظار وقوع الكارثة لكي تتحرك، ثم تعجز عن مواجهتها، بل يجب عليها الاستعداد لمواجهة الأمطار والسيول؛ حتى لا تتسبب في تشريد المواطنين". وطالب المحليات بأن تمنع إنشاء مبانٍ بالقرب من مخرات السيول, وتوفير بديل لأصحاب المنازل المتضررة, والعمل على تجهيز المخرات وأماكن تجمع المياه، حتى أنه يمكن الاستفادة منها خاصة أننا نعاني عجزًا مائيًا. وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن "على الدولة تطوير شبكة الصرف؛ لأنها غير كافية وأغلبيتها لا تعمل بشكل جيد، ولا تتحمل الزيادة السكانية من الأساس". وأوضح إسكندر, أنه "يجب تدعيم الأماكن التي تعرضت للسيول بعربات لشفط المياه الناجمة عن الأمطار"، لافتًا إلى أن "هناك بعض المحافظات تعاملت مع المياه المتجمعة من خلال عربات الشفط، ونأمل أن تكون كافية، وجاهزة لمواجهة السيول, خاصة أن هناك أماكن عشوائية وشبكة الصرف الصحي غير جاهزة، فنراها قد تحولت لبركة من الطين". وقال عضو لجنة الإدارة المحلية, إن "هناك قصورًا في بعض المحافظات مثل الإسكندرية، حيث تراكمت المياه في الشوارع". وأكد الدكتور سعيد حساسين، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطي بمجلس النواب، أن هطول الأمطار بكثافة على مدن المحافظات خاصة محافظات الدلتا والقاهرة الكبرى؛ كشف عن عدم جاهزية الحكومة للحد من الآثار السلبية. وقال في طلب إحاطة قدمه للدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إن محافظاتالقاهرة الكبرى "القاهرة والجيزة والقليوبية" غرقت في "شبر مية". وأكد أن جميع المواطنين في القاهرة الكبرى عانوا أشد المعاناة بسبب تراكم المياه بمختلف الشوارع، خاصة أن بلاعات الصرف الصحي مسدودة، ولا تعمل مما أدى إلى تراكم مياه الأمطار. وقال إن الواقع، أكد عدم جاهزية المحافظات للتعامل مع حالات سقوط الأمطار والسيول ومعالجة الآثار المترتبة عليها، واستمرار وجود معوقات تواجه حركة تدفق مياه الأمطار، وعدم تطهير شبكات الصرف والمجاري المائية.