صرصار البحر يشرد 3 آلاف صياد ببحيرة قارون

تحولت بحيرة قارون بمحافظة الفيوم إلى خرابة بعدما كانت مصدرًا للرزق للعديد من الأسر سواء من يعملون في مجال السياحة أو في حرفة الصيد، وأصبح هناك أكثر من 3 آلاف صياد مشردين حاملين أكفانهم على أيديهم بحثًا عن لقمة العيش في بحيرة ناصر بمحافظة أسوان.
يقول طه عشري عبد الله الشهير ب"طه الروبى" - صاحب مركب: "بحيرة قارون أصبحت خرابة بعدما هجرتها الأسماك عنوة وحلت محلها الديدان والحشرات التي لا تترك الأسماك إلا نافقة فبعض دود السمك ظهر هذه الأيام ما يعرف ب"صرصار البحر" وهو عبارة عن دودة بيضاء تتغذى على دماء السمك فتدخل في الخياشيم ولا تترك الأسماك حتى تقضى عليها فالبحيرة أصبحت خالية من أى نوع من أنواع الأسماك ما جعل أكثر من 3 آلاف صياد يتركون البحيرة بحثًا عن مصدر للرزق في مكان آخر.
وأضاف: "ندفع أرواحنا ضريبة البحث عن لقمة العيش فمنذ أسابيع شهدت القرية حادثًا مأسويا على طريق إدفو بأسوان عندما ذهب مجموعة من الصيادين للصيد ببحيرة ناصر فرجع أربعة منهم جثث و14 شخصًا مصابون، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 10 صيادين لقوا مصرعهم العام الماضي فسنويا ندفع فاتورة البحث عن لقمة العيش فالمراكب تعطلت والحياة توقفت والأسر تشردت.
ويقول رأفت محمود أحمد 27 عامًا حاصل على دبلوم: "أعمل فى مهنة الصيد منذ 15 عامًا وفى هذه الأيام نعانى أشد المعاناة نتيجة تقاعس المسئولين عن الثروة السمكية بالمحافظة وعدم توفير أقل الاحتياجات التي نحتاجها كصيادين، فقنديل البحر عجزت المحافظة عن تطهيره من البحيرة لأنه يمثل عائقًا بالنسبة لنا لأنه لا يسمح بنزول الشباك إلى قاع البحيرة، هذا بخلاف عدم اهتمامهم بالذريعة وعدم توفيرها بالبحيرة منذ عام 2014.
وتابع قائلاً: "في الماضي كنا نذهب بمراكب الصيد وكنا نصطاد أكثر من 200 كيلو سمك يوميًا بمختلف أنواعه من البوري والجمبري والموسى والبلطي دلوقتي بنرجع بالشبك فاضى لا يوجد به حتى سمكة واحدة لان البحيرة أصبحت خالية من الأسماك".
وأضاف حسنى أحمد كليب 56 عامًا: "أعمل في مهنة الصيد منذ عشرات السنين وزمان مش زى دلوقتي كنا زمان بنخرج بعدة البوري وكنا بنصطاد 3 أطنان بوري في اليوم أما هذه الأيام السوداء اللي ما يعلم بها إلا ربنا مش بنجيب ولا سمكة ومش بنشوفه نهائيًا لأنه انقرض نهائيًا من البحيرة والمراكب اللي كانت الناس بتأكل عليها عيش الشمس أكلتها لأننا لو طلعنا مش هنلاقي سمك فهناك أكثر من 650 مركبًا لا تعمل وموجودة على ساحل البحيرة وكل مركب كان بيطلع عليه 9 أفراد وكل فرد من هؤلاء يعول أسرة يعنى كده اتشردنا إحنا وأسرنا لأننا مش هنلاقى نأكل إلا لما نعرض حياتنا للخطر عن طريق البحث عن مصدر رزق في مكان آخر مثل أسوان والإسماعيلية وبحيرة ناصر والغردقة والسويس.
وأعرب عن أسفه قائلاً: "أبناؤنا لقوا مصرعهم من أجل البحث عن لقمة عيش ففقدنا أكثر من 30 شابًا في حوادث على الطرق السريعة عندما كانوا عائدين من رحلة صيدهم والتي تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة فهذا حرام وظلم لما يكون عندنا بحيرة قارون ونذهب نتسكع في المحافظات.
وأشار إلى أن البحيرة كانت غنية بأفخر الأنواع من الأسماك منها الدنيس والقروس، حيث كان يتم تصديره لإيطاليا والبورى والفحار والبلطى والجمبرى والموسى والثعابين واللوت، ودلوقتى مش بنلاقى فيها غير الروائح الكريهة والديدان الناتجة عن تحلل مياه الصرف الزراعي.
وفي ذات السياق يقول عطية عوض محمود: "أعمل صيادًا منذ أكثر من خمسين عامًا وكنت متزوجًا من زوجتين طلقت إحداها لعدم مقدرتي على المصاريف عليهما لأنني أعانى معاناة شديدة بسبب تدهور البحيرة وعدم الاهتمام من المسئولين ونزول مياه الصرف الصحي من جميع القرى المجاورة للبحيرة ونزول المرتجع الموجود في شركة الملاحات ورغم وجود المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد وبسبب تدهور الإنتاج تركوا البحيرة وسافروا إلى بحيرة ناصر بأسوان ومع كثرة الحوادث هناك أسر ماتت جميعًا.
من جانبه أكد وليد محمود أحمد 26 عامًا أنني أعمل في مهنة الصيد منذ عشر سنوات فبيوتنا هجرها الرجال والشباب بحثًا عن مصدر رزق في مكان آخر، لافتًا إلى أن المسئولين قاموا بجلب كراكات لتكريك البحيرة من الرواسب المتسببة في موت الزريعة وبالفعل جاءت الكراكات منذ سنوات ولكن لا تعمل وتم غلق جميع حلقات السمك التي كانت تأخذ السمك منا كصيادين مقابل عشرين قرشًا فى كل جنيه، أما الآن فقد احتلتها القطط والكلاب.