أثارت وفاة رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي تساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية بشكل خاص وعلاقات مصر مع دول حوض النيل بشكل عام وكذلك حول إمكانية حدوث انفراجة فيما يتعلق بالخلافات حول الاتفاقية الإطارية الشاملة لدول حوض النيل، وذلك بعد أن تصدرت إثيوبيا فى ظل حكم زيناوى قائمة دول المنبع المطالبة بتوقيع وإقرار هذه الاتفاقية والتى تضع قواعد جديدة بشأن مياه حوض النيل. وبالرغم من إعلان المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بيريكيت سيمون أمس الأول عن أن سياسات الحكومة الجديدة -التى سوف يشكلها رئيس الوزراء الجديد هيلا مريام ديسالين والذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فى عهد زيناوي بعد أدائه اليمين القانونية خلال أيام أمام البرلمان- لن تتغير بعد وفاة زيناوى، إلا أن خبراء توقعوا أن تحرك وفاة زيناوي ملف المفاوضات الجامد حول مياه النيل بين دول المنبع والمصب. وقال هانى رسلان الخبير فى شئون حوض النيل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" إن المفاوضات الخاصة بالمياه ستتأثر كثيرًا بوفاة زيناوى، مشدداً على ضرورة أن تراقب مصر ما يحدث فى إثيوبيا فى الفترة القادمة وبدقة للوصول إلى توازن مختلف ليحفظ الحقوق الاساسية لمصر من المياه، فعلينا المراقبة لأن الفترة القادمة ستشهد عدم استقرار فى إثيوبيا وعلينا الاستفادة منها. مع ذلك قللت مصادر دبلوماسية متابعة لملف مياه النيل من احتمالات حدوث تغيير يذكر فى سياسات رئيس الوزراء الجديد ديسالين عن سياسات سلفه زيناوي فيما يتعلق بملف مياه النيل، مشيرة إلى أن تصريحات ديسالين فى عهد سلفه زيناوى تشير إلى تمسكه بنفس الموقف ولا تنبئ بإمكانية حدوث تغيير كبير علاوة على أنه ينتمى لنفس الحزب الحاكم فى إثيوبيا وتصريحاته التى تشير إلى أنه سوف يواصل سياسات زيناوى. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المصادر، أن ديسالين طالب مصر والسودان فى تصريحات سابقة متكررة بقبول الاتفاقية الإطارية بشأن استخدام نهر النيل والتى يفترض أنها ستحل محل اتفاقيتى 1929 و 1959، قائلاً إنه لن يكون هناك أى تعديل بها. كما يتبنى ديسالين فكرة "تحقيق مكاسب للجميع من مياه النيل دون الإضرار بأى طرف"، حيث قال فى تصريحاته إن هناك تفاهمًا مقبولاً على نطاق واسع بأن مياه النيل يمكن تقاسمها بدون التأثير فى مزايا الطرف الآخر. وقال "يتعين على (بعض الدول) التخلى عن سياسات الأزمنة القديمة التى تقول "إذا كسب طرف، يخسر الطرف الآخر". والعالم قد تغير ويمكننا أن نستفيد جميعًا. كما أن قبول اتفاقية مبادرة حوض النيل سيكون حلاً مفيدًا للجميع".