قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن الأشخاص الذين سمعوا تسجيلاً لمقتل الصحفي جمال خاشقجي، لا يعتقدون أنه يورِّط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عملية مقتله، كما تردد في الآونة الأخيرة، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج الأمريكية. وفي حديثه في سنغافورة حيث يحضر قمة إقليمية، قال "بولتون" إنه "لم يسمع التسجيلات بنفسه"، وردا على سؤال حول ما إذا كانت التسجيلات تورط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عملية القتل، أوضح "بولتون": "هذه ليست النتائج النهائية التي أعلنوا عنها الأشخاص الذين سمعوا التسجيلات، وبالتأكيد ليس موقف الحكومة السعودية". وقال بولتون للصحفيين اليوم الثلاثاء: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أنه يريد الوصول إلى حقيقة هذا الحادث" . وأشارت الوكالة، في تقريرها، أن تصريحات "بولتون" جاءت مغايرة لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن أحد أعضاء فريق قتل "خاشقجي" بالقنصلية السعودية بإسطنبول أمر أحد كبار المسئولين عبر الهاتف "بإخبار رئيسك" - يعتقد أنه بن سلمان– بأن المهمة قد أٌنجزت". وقال تقرير ال"نيويورك تايمز" إن "ضباط المخابرات ينظرون إلى التسجيل على أنه من أقوى الأدلة التي تربط بين السلطة في السعودية وبين عملية القتل، مشيرا إلى ثلاثة أشخاص مجهولين على دراية بالتسجيل". وبدوره، قال كبير ممثلي الادعاء بالولاياتالمتحدة إن "خاشقجي الذي كان معارضًا لبعض القرارات في المملكة، خنق حتى الموت في القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر وإن جثته قد تم تقطيعها إلى أشلاء"، متابعًا: "أن من جهة أخرى قد توقفت تركيا عن إلقاء اللوم يوما بعد يوم على الأمير محمد بن سلمان الذي يدير شؤون المملكة حاليًا". قتلة "خاشقجي".. متعاطون للمخدرات ولفتت الوكالة إلى أن مقتل الكاتب جمال خاشقجي، والتسريبات المثيرة حول عملية اغتياله، آثار غضباً عالمياً وشوه سمعة الأمير الشاب المتطرف، الذي سعى جاهدًا لإظهار نفسه كمصلح أكثر تفتحًا من سابقيه وتقديم نفسه على أنه حليف الولاياتالمتحدة الموثوق به. ومن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "جهاز المخابرات في بلاده لم يخف "أي شيء" عن نظرائهم الأجانب" و"أن مسئولين من العديد من الدول بما فيها المملكة العربية السعودية استمعوا إلى تسجيلات صوتية لعملية القتل". وبحسب التعليقات المنشورة في صحيفة حريت التركية، قال "أردوغان" إن "مكتب الاستخبارات السعودي الذي استمع إلى التسجيلات "صُدم"، حيث علقوا "أن المشاركين في عملية القتل يجب أن يكونوا متعاطين للمخدرات، فهم غير واعين بالمرة بما يفعلوه". ونقلت نفس الصحيفة عن "أردوغان" قوله، وهو في طريق عودته من باريس حيث التقى بالرئيس دونالد ترامب، إنه "من الواضح أن عملية القتل كانت متعمدة وأن الأمر جاء من أعلي سلطة في المملكة"، مضيفًا أن "هناك 18 شخصًا قيد الاعتقال في المملكة العربية السعودية، وبالتأكيد القتلة هم من بينهم، لذا يجب الكشف عن من أعطى الأمر بالقتل ". الضغط على اليمن ونوهت الوكالة بأن برغم كل ما يحدث فالولاياتالمتحدة ما زالت "مترددة" بشأن اتخاذ عقوبات صارمة ضد السعودية، حليفها القوي في المنطقة، حيث إنها تحتاج لإبقاء أسعار النفط تحت السيطرة لأنها تشدد العقوبات ضد إيران، لكن قد طالبت الولاياتالمتحدة أن تبدأ الرياض محادثات مع نهاية هذا الشهر لإنهاء الحرب في اليمن. وأعلن "ترامب"، في الوقت الراهن، أن "السعودية أساءت استخدام الأسلحة التي تزودها الولاياتالمتحدة في حملة القصف التي قادتها قوات التحالف بقيادة أمريكا في اليمن، والتي ساعدت على إطلاق أسوأ أزمة إنسانية في العالم". وكشفت مصادر مقربة من الرئاسة، السبت الماضي، أن "الولاياتالمتحدة سوف تتوقف أيضا عن إعادة تزويد الطائرات السعودية المشاركة في الحرب بالوقود"، لافتة إلى أن "مع فوز الديمقراطيين بالسيطرة على مجلس النواب الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي هذا الشهر، فمن غير المرجح أن يخف الضغط على اليمن".