سلطت عدة صحف ومواقع أجنبية الضوء على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس 2019، موضحة أن هذه الانتخابات شهدت عدة مفاجآت هذا العام، إذ سيطر الديمقراطيون بشبة أغلبية على الكونجرس، واضعين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والجمهوريين في مأزق. فضلاً عن اكتساح النساء هذه الانتخابات فمع وصول أول مسلمتين إلى الكونجرس، شغل اثنان من السكان الأصليين لأمريكا مقعدين في المجلس، بينهما امرأة مثلية الجنس. وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الديمقراطيين شاريس ديفيدز و ديب هالاند أول نساء أمريكيات من السكان الأصليين يفزن في انتخابات الكونجرس. وتابعت الشبكة، في تقريرها، أن في ولاية نيومكسيكو الجنوبية، سوف تحل هالاند محل النائب الديمقراطي ميشيل لوجان جريشام، الذي تخلى عن المقعد للترشح لمنصب حاكم الولاية، بينما فازت "ديفيدز" من ولاية كنساس على المرشح الجمهوري كفين يودر. وفي السياق، أوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن ديفيدز البالغة 38 عامًا محامية متمرنة ولاعبة فنون قتالية سابقة، كما أنها أعلنت سابقًا عن كونها مثلية جنسيًا في ولاية تعرف بأنها محافظة تقليديًا، ما يجعلها أول عضو مثلية في الكونجرس من ولاية كنساس. وأشارت الصحيفة إلى أن "ديفيدز" تعتبر واحدة من عدة نساء من السكان الأصليين في أمريكا يتطلعن إلى صناعة التاريخ في يوم الانتخاب. بينما تعد "هالاند" ناشطة مجتمعية معروفة في منطقتها الديمقراطية الراسخة في ولاية نيو مكسيكو، تعمل بلا كلل لتشجيع الأمريكيين الأصليين - الذين يشكلون اثنين في المائة من سكان الولاياتالمتحدة - على التصويت. تعتبر ديب هالاند سياسات إدارة الرئيس ترامب سياسة تمييز عنصري وجنسي، وتؤمن أنها لا تصب في مصلحة المواطنين الأمريكيين العاديين، وتريد أن تتخذ موقفًا ضدها في الكونغرس وأن تكون صوتًا صريحًا للنساء ولسكان أمريكا الأصليين. على الرغم من أن وجهات نظرها اليسارية الصريحة مثيرة للجدل داخل حزبها الديمقراطي، إلا أنها تمتعت بفرص جيدة لتفوز في ولاية نيو مكسيكو. وقالت "هالاند" في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في مقابلة أجريت قبيل الانتخابات التي شاركت فيها في المقر الأول للكونجرس في نيومكسيكو "نحتاج إلى أناس حقيقيين يتحدثون عن قضايانا ويعرفون ما الذي تشعر به". وتابعت: "لدينا الآن أشخاص في الكونجرس لا يعرفون أن تعيش بدون طعام أو رعاية صحية مناسبة". وقالت على الرغم من أن ازدرائها لسياسات الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة والرعاية الصحية وقضايا أخرى حفزها على الترشح، لم يكن هذا هو السبب الوحيد. وانضم "هالاند" و"ديفيدز" إلى عدد من الديمقراطيين الذين تغلبوا على مقاعد في مجلس النواب، وساعدوا حزبهم على السيطرة على مجلس النواب من الجمهوريين، وتوجيه تحذير شديد إلى ترامب، بحسب ما ذكرته "ديلي ميل". ويمثل الفوز النسبي للأمريكيين الأصليين علامة بارزة في النظام السياسي الأمريكي.