عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 4-10-2025 بعد آخر ارتفاع    بعد إعلان إسرائيل بدء تنفيذها، تفاصيل المرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن غزة    قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيين اثنين من مخيم العين غرب نابلس    اليوم.. محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في بولاق الدكرور    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في الأسواق المصرية    شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا 2025؟    المتخصصين يجيبون.. هل نحتاج إلى مظلة تشريعية جديدة تحمي قيم المجتمع من جنون الترند؟    هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل    سيناريوهات تأهل منتخب مصر ل ثمن نهائي كأس العالم للشباب 2025    يتطلع لاستعادة الانتصارات أمام المحلة| الزمالك ينفي رحيل عواد.. وينهي أزمة المستحقات    الأهلي يسعى لصعق «الكهرباء» في الدوري    أسعار الفراخ اليوم السبت 4-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    «شغلوا الكشافات».. إنذار جوى بشأن حالة الطقس: 3 ساعات حذِرة    رغم تحذيراتنا المتكررة.. عودة «الحوت الأزرق» ليبتلع ضحية جديدة    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    في ذكرى حرب أكتوبر 1973.. نجوم ملحمة العبور والنصر    في الدورة ال 33.. أم كلثوم نجمة مهرجان الموسيقى العربية والافتتاح بصوت آمال ماهر    مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. بين البدايات المشوقة والنهايات المرتبكة    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.. وشبابنا في قلب التنظيم    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف    مصرع فتاة وإصابة آخرين في حادث تصادم سيارة بسور خرساني بمنشأة القناطر    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري بالفيوم    "بالرقم الوطني" خطوات فتح حساب بنك الخرطوم 2025 أونلاين عبر الموقع الرسمي    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق المركز الثقافي بالقاهرة الجديدة    كأس العالم للشباب.. أسامة نبيه يعلن تشكيل منتخب مصر لمواجهة تشيلي    «نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)    "أحداث شيقة ومثيرة في انتظارك" موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع على قناة الفجر الجزائرية    مستشفى الهرم ينجح في إنقاذ مريض ستيني من جلطة خطيرة بجذع المخ    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    اليوم، الهيئة الوطنية تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    الخولي ل "الفجر": معادلة النجاح تبدأ بالموهبة والثقافة    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    حمادة طلبة: التراجع سبب خسارة الزمالك للقمة.. ومباراة غزل المحلة اليوم صعبة    النص الكامل ل بيان حماس حول ردها على خطة ترامب بشأن غزة    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    الرد على ترامب .. أسامة حمدان وموسى ابومرزوق يوضحان بيان "حماس" ومواقع التحفظ فيه    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير أمني:حادث رفح دبرته أجهزة إسرائيلية للإطاحة بمرسى
نشر في المصريون يوم 17 - 08 - 2012

اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران الخبير الأمنى والمحلل الإستراتيجى فى حوار خاص ل"المصريون"
- إسرائيل نفذت حادث رفح بالاستعانة بعملاء من سيناء وغزة وقامت بالتخلص منهم بمجرد دخولهم الحدود بالمدرعة للقضاء على الأدلة.
- حركة حماس فى غزة لن تغلق باب الرحمة عليها بتكدير أمن سيناء وإلا ستكون حمقاء.. ووسائل الرد المصرى لن تطول أبدًا المجرمين الحقيقيين لعدم وجود دليل واحد.
- العناصر الجهادية، التى أفرج عنها الدكتور مرسى بريئة من حوادث سيناء التكفيرية.. وبعضهم ظل فى السجون دون جريمة وبأمر من النظام لأن أفكارهم لا تعجبه.
- شروط كامب ديفيد المجحفة كانت السبب فى ابتعاد مصر عن أرض الفيروز.. وعلينا أن نلجأ إلى الأمم المتحدة وأمريكا لتعديل الاتفاقية وإلا سنخسر سيناء للأبد.
- مصر أجبرت للتوقيع على اتفاقية السلام كمرحلة لإخراج الصهاينة من سيناء وكانت تخطط فى تعديلها لاستعادة السيادة المنقوصة.. وإسرائيل ستوافق على تعديل كامب ديفيد فى حالة التوازن العسكرى على الأرض بين الدولتين.
- قصف سيناء بشكل عشوائى يهدد سلامة أهل سيناء ويخلق توتراً وعداء إضافيًا بين الجيش والبدو.. والنظام السابق ألصق تهمة الخيانة والعمالة بأبناء سيناء، وعلى النظام الجديد أن يعتذر لهم رسميًا.
- أرض سيناء بأكملها تمثل أهدافًا سهلة لمن يريد أن ينفذ عملية عسكرية أو إرهابية وتحتاج إلى قوات مدربة وأسلحة حديثة.. وتدمير الأنفاق لن يحقق الاستقرار لأن أغلب الأسلحة تأتى من المعابر الليبية.
- سنظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية نتيجة اختلال ميزان القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل.. والوضع لن يتغير إلا بامتلاك قوة ساحقة يخشاها الجميع ويعملون لها ألف حساب.
أكد اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران، الخبير الأمنى والمحلل الإستراتيجى، أن حادث رفح الذى أودى بحياة 16 من جنود وضباط القوات المسلحة دبرته أجهزة الأمن الإسرائيلية للإطاحة بالدكتور محمد مرسى، لأنه وصل إلى عرش مصر رغمًا عن أنفهم، موضحا أن إسرائيل نفذت حادث رفح بالاستعانة بعملاء من سيناء وغزة وقامت بالتخلص منهم بمجرد دخولهم الحدود بالمدرعة للقضاء على الأدلة التى تثبت تورطها.
وقال اللواء عمران، فى حواره مع "المصريون"، إن حكومة حركة حماس فى غزة لن تغلق باب الرحمة عليها بتكدير أمن سيناء بحادث جبان وإلا ستكون حمقاء، مبينًا أن وسائل الرد المصرى فى سيناء لن تطول أبدًا المجرمين الحقيقيين لعدم وجود دليل واحد، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن العناصر الجهادية، التى أفرج عنها الدكتور مرسى بريئة من حوادث سيناء التكفيرية، خاصة أن بعضهم ظل فى السجون دون جريمة وبأمر من النظام لأن أفكارهم لا تعجبه.
وأوضح عمران أن شروط كامب ديفيد المجحفة كانت السبب فى ابتعاد مصر عن أرض الفيروز، وإنه آن الأوان للجوء إلى الأمم المتحدة وأمريكا لتعديل الاتفاقية وإلا سنخسر سيناء للأبد، مؤكدا أن أرض سيناء بأكملها تمثل أهدافًا سهلة لمن يريد أن ينفذ عملية عسكرية أو إرهابية، وإنها تحتاج إلى قوات مدربة وأسلحة حديثة، مبينًا أن تدمير الأنفاق لن يحقق الاستقرار لأن أغلب الأسلحة تأتى من المعابر الليبية.
وإلى نص الحوار:
** فى البداية.. كيف تصف حادث رفح؟
حادث حدودى كثيرًا ما يتكرر على الحدود المشتركة بين الدول ذات العلاقات المتوترة، والتى يدور بينها صراعات مستمرة.
** هل تعتقد أن ما حدث هو مجرد حادث إرهابى؟
أنا لا أظن أنه حادث إرهابى على الإطلاق، لعدم وجود مستفيد منه، سواء فى العرب الموجودين فى سيناء أو الفلسطينيين الموجودين فى قطاع غزة، إنما هو حادث مدبر بعناية بواسطة أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولا يخدم سوى مصالح إسرائيل فى النهاية، وإن كان هذا لا يمنع أن تكون إسرائيل قد استعانت فى التنفيذ ببعض العملاء سواء من سيناء أو غزة، ثم قامت بالتخلص منهم بعد إتمام العملية بقصف العربة المدرعة بواسطة الطائرة أباتشر بغرض القضاء على جميع أدلة الجريمة.
** البعض يقول إن الحادث مجرد مؤامرة لإحراج موقف رئيس الجمهورية؟
هو كذلك طبعًا.. فعندما فشل الإسرائيليون فى إجهاض الثورة فى مراحلها الأولى، يحاولون الآن إسقاط المؤسسات الدستورية للدولة، بدءًا من مجلس الشعب الذى انتخبه سبعة وعشرون مليونًا، وانتهاء بالرئيس محمد مرسى، الذى نجح ووصل إلى عرش مصر رغما عن أنفهم، وهم يعلمون طبعًا أن مصر غير قادرة على الرد عليهم عسكريًا، وأنها ستصب جام غضبها على الطرف الأضعف، الذى لم يفعل شيئًا، يضاف إلى ذلك أن هذه العملية سيترتب عليها حدوث شرخ بين رجل الشارع والرئيس مرسى، الذى سوف يقع عليه اللوم باعتباره مسئولا عما لحق بالجيش من هزيمة.
** هناك رأى آخر يقول إن من قاموا بهذه العملية كانو يستهدفون إسرائيل؟
لا أظن ذلك فإسرائيل هى التى خططت وأعدت لهذه الجريمة واستعانت فى تنفيذها ببعض العملاء.
** ولماذا إسرائيل تحديدا؟
بالنسبة إلىّ لا يوجد أى مشكلة فى تحديد الجانى، الذى هو بطبيعة الحال المستفيد الأول من هذه العملية، ولا أدرى لماذا يدفن البعض رؤوسهم فى الرمال تجنبًا وربما خوفًا من توجيه أصبع الاتهام إلى إسرائيل.
** لكن البعض يرى أن خروج بعض الجماعات الإسلامية من السجون سبب فى الحادث؟
لا أدرى لماذا نهوى دائمًا إشعال النيران، إن من أفرج عنهم من الجماعات الجهادية هم أحد نوعين، أما من شارك فى أعمال مسلحة، وهؤلاء ظلوا فى السجون للسنوات التى حكم عليهم بها وفوقها بضع سنوات كضريبة مبيعات بأمر وزير الداخلية، أى أنهم دفعوا دينهم كاملا للمجتمع مقابل ما شاركوا فيه من أعمال، أما هم أصحاب عقائد معينة لم يرض عنها النظام الحاكم واعتقلوا لعشرات السنين دون محاكمات، أى أنهم دفعوا ثمن ما لم يرتكبوه، فلا أعتقد أن خروج بعض الجماعات الجهادية من السجون كان سببًا فى الحادث.
** وماذا عن قرار فتح الأنفاق مع غزة؟
لا أعتقد أن حكومة حماس فى غزة من الحمق بحيث ترتكب مثل هذا الفعل الذى يحرمهم من أبواب الرحمة، التى فتحت لهم بعد رفع الحصار الخانق عن القطاع، لا يوجد أى منطق فى هذه الفرضية.
** هل تعتقد أن إسرائيل قامت بتنفيذ هذه العملية لكى تبرر الهجوم العسكرى على مصر؟
ربما كان هذا واردًا على المدى البعيد، ولكنه لن يتم إلاّ بعد إحداث الوقيعة بين النظام الحاكم متمثلا فى الرئيس مرسى، وبين فلول النظام السابق المعوقين دون استقرار الثورة، وبينهما المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
** ما الوسائل المتاحة للرد على أحداث سيناء؟
للأسف فإن وسائل الرد المتاحة حاليًا لا تطال المجرم الحقيقى وراء العملية، وهى إسرائيل، لعدم وجود أى دليل يدينها، وعلينا أن نلجأ إلى الأمم المتحدة أو أمريكا لطلب تعديل الاتفاقية، وليس لطلب معاقبة إسرائيل.
** معنى هذا أن القيود التى فرضتها معاهدة السلام على مصر هى السبب فيما حدث؟
طبعًا.. فاتفاقية كامب ديفيد تمثل عقد إذعان أملى فيه أحد الطرفين شروطه على الطرف الآخر، الذى قبل هذه الشروط المجحفة مرحليًا، لكى يتمكن من إخراج القوات الإسرائيلية من أراضينا، على أن يتم التفكير فى تعديلها واستعادة السيادة المنقوصة فيما بعد، لكن لا يجب أن ندين الاتفاقية ولا من وقعوها لأنها كانت الممكن الوحيد فى هذا الوقت.
** بما أنها كانت الممكن الوحيد وقتها، فهل هناك ضرورة حاليًا لتعديل معاهدة كامب ديفيد؟
نعم.. من الضرورى تعديل اتفاقية السلام لأنها تنص على وجود مقيد للقوات والسلاح المصرى فى المناطق المختلفة فى سيناء، مما يعرض أمننا القومى لمخاطر كثيرة.
** لكن هل ستوافق إسرائيل على تعديل المعاهدة؟
إسرائيل ستوافق تدريجيًا على قدر ما تتقدم مصر فى إصلاح الخلل فى التوازن الإستراتيجى، أى أن تصبح قواتنا المسلحة نداً حقيقيًا لها لا تستطيع أن تتجاهله.
** هل تملك إسرائيل أن تسمح أو لا تسمح ألم نستعد سيناء بالحرب؟
تسمح أو لا تسمح هذا موضوع يتوقف على التوازن العسكرى على الأرض بين الدولتين، وما استعدناه بالحرب هو الجزء الذى احتلته قواتنا فى بداية العمليات العسكرية، والذى يصل إلى ما قبل الممرات الجبلية بقليل، أما باقى سيناء فقد كان محل مفاوضات شاقة بين مصر وإسرائيل بمساعدة وإشراف الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية السلام، وطبعًا كان لابد لإسرائيل أن تحصل على بعض المزايا منها ماهو عسكرى ومنها ما هو سياسى مقابل تخليها عن الأرض، التى تحتلها، وهذه طبيعة الأمور.
** الرئيس مرسى قال إنه سيتم نشر القوات المسلحة داخل سيناء، هل يمكن تنفيذ ذلك؟
أحيانًا ما تكون التصريحات السياسية غير دقيقة، فهذا القول يمثل ما يسعى الرئيس مرسى لتحقيقه، وهو ما يتوقف على قبول الطرف الآخر فى المعاهدة لذلك.
** هل تعتقد أن الإسرائيليين سيقبلون بنشر الجيش الثانى الميدانى فى سيناء؟
لا تستطيع مصر أن تنشر قوات الجيش الثانى الميدانى فى سيناء إلاّ بعد تعديل اتفاقية السلام وقبول إسرائيل بذلك وإلاّ فهى الحرب.
وماذا عن قيام الجيش المصرى بشن صورة من حرب شاملة فى سيناء؟
مقاطعًا.. أنا أرى أن هذا الإجراء غير صائب لعدم توافر أى دليل عن مسئولية البدو عن هجوم رفح، وهو ما يخلق توتراً وعداء إضافيًا بين الجيش والبدو، وهو أحد أهداف إسرائيل من العملية، وقد ترتب على ذلك تعرض ثلاثة مواقع حدودية للجيش المصرى للهجوم مجددًا، حيث قام مسلحون مجهولون فى ساعة متأخرة من المساء بالهجوم فى توقيت واحد على ثلاثة كمائن ونقاط أمنية للجيش المصرى رغم التعزيزات الأمنية وانتشار الجيش المصرى فى سيناء عقب هجوم رفح، وكان الأسلم من ذلك تقدم القوات البرية لتمشيط هذه المنطقة مع الاستعانة بالقوات الجوية فى حالة تعرضها لمقاومة مسلحة أو هجوم مضاد، أما القصف المساحى فهو يؤدى إلى إزهاق أرواح كثيرة بالجملة ربما لا يكون لها علاقة بما حدث، وهو يشبه قصف بشار المجنون للمدن السورية، فهو لا يبالى بمن يقتله ويبرر ما يفعله بأنه حرب على الإرهاب، فأهل سيناء مواطنون مصريون فى مجملهم ولهم علينا حق الأمن والأمان، وأنا لا أتخيل أبدًا أن تقوم طائرات الجيش المصرى بقصف حى مصر الجديدة لوجود بعض العناصر الإرهابية فى أحد المبانى.
** أليس غريبًا أن يتهم بدو سيناء بأنهم خونة أو جواسيس أو تجار مخدرات أو سلاح رغم بطولاتهم ضد العدو الصهيونى طوال 15 عامًا؟
هذا هو شعور الشرطة نحوهم، وليس شعور المواطن العادى، لكن من كثرة ما رددته وسائل الإعلام المنافقة والمعادية لمصلحة الوطن أصبحت صفة ملازمة -بدون وجه حق– لبدو سيناء، تمامًا مثلما دأب النظام البائد وبعض العلمانيين بوصف جماعة الإخوان المسلمين بالمحظورة نكاية بها وبأنها تتبنى الإرهاب رغم عدم صدور عمل إرهابى واحد عن الجماعة منذ أكثر من ستين عامًا، لكنهم فى الحقيقة، البدو والإخوان يتمتعون بالمصداقية والأمانة والإخلاص فى العمل، وإذا وجدت بعض الاستثناءات فهى لا تؤثر على القاعدة العريضة.
** معنى هذا أن الشرطة أخطأت فى التعامل مع بدو سيناء وكان هذا سببًا فى فقد الأمن فى سيناء؟
قد يكون هذا صحيحاً.. وهذا أمر بالغ التعقيد ويتطلب تطهرًا واعتذارًا ممن أساءوا إليهم إذا كنا نبتغى وطنًا واحدًا متصالحًا.
** لذلك السيناويون لا يفضلون التعامل مع الشرطة...؟
مقاطعًا.. لقد كان تعامل الشرطة معهم فى حقبة مبارك كما كانت تعاملاتها مع كافة أبناء الشعب حافلة بالتجاوزات وتتصف بالصفاقة والغطرسة خاصة من قوات الأمن المركزى، التى دأبت على الاعتداء المهين على شيوخ القبائل، مما ترك الكثير من المرارة فى نفوس شباب البدو، وربما كان هذا راجعًا إلى اعتياد أفراد الشرطة على التعامل مع البلطجية والخارجين على القانون مما ترك أثره فى طبيعة سلوكهم، أما أفراد القوات المسلحة فهم يقضون جل عمرهم فى الصحراء والخنادق، وهم بعيدون كل البعد عن المجرمين واللصوص، وبالتالى فهم لم يعتادوا ضرب المواطنين أو استخدام الألفاظ البذيئة فى تعاملاتهم، من أجل هذا احترمهم البدو وأحبوا التعامل معهم لوجود الاحترام المتبادل.
** قبل حادث سيناء صرح المشير بأن الوضع فى سيناء 100%، فما أسباب ذلك التدهور؟
المشير ذكر أن الوضع فى سيناء 100%، وحين راجعه أحد الصحفيين وقال "يعنى الوضع مطمئن" نظر إليه المشير وعاود تأكيده قائلا "موش مطمئن فقط.. أنا قلت 100%"، ولا يوجد لدى تعليق.
** هل تعتقد أن الجيش غير قادر على حماية الحدود فى ظل حكومة الرئيس محمد مرسى؟ وأن الدولة المصرية يجب أن يحكمها حاكم عسكرى وليس مدنيًا؟
إن القول بأن الجيش لم يعد قادراً على حماية حدوده فى ظل حكومة الرئيس محمد مرسى، فيه افتراء كبير على الرئيس مرسى، فهذا عمل عسكرى بحت على المستوى التكتيكى البسيط، ولا يحتاج إلى قرار إستراتيجى، وكان يمكن للقوة الموجودة بالموقع أن تتعامل معه دونما حاجة للرئيس إذا أُحسن تدريبها وتم إبلاغها فى وقت مبكر عن طريق وحدات الاستطلاع والمخابرات الحربية، وليس المخابرات العامة بالمعلومات الوافية عن احتمال تعرضها للهجوم والتوقيت المحتمل.
** من خلال رؤيتك الإستراتيجية أى المواقع أكثر عرضة للهجمات الإرهابية؟
أرض سيناء بأكملها تمثل أهدافًا سهلة لمن يريد أن ينفذ عملية عسكرية، ومما يزيد من فرص نجاحه أنه مجهول الهوية والمكان، فى حين أن الموقع معروف الهوية ومحدد المكان، ويمكن للمهاجم أن يختار الوقت المناسب فى فترات ارتخاء الاستعدادات.
** مع انتشار الأسلحة المهربة والأنفاق، هل غلق المعابر يعتبر حلا منطقيًا؟
مع استبعاد فرضية أن تكون العملية قد تمت بتهريب الأسلحة ودخول الجناة عبر الأنفاق، فإن معظم الأسلحة المهربة من ليبيا استقرت فى سيناء ولم تعبر إلى غزة، وبالتالى فإن تدمير الأنفاق وإغلاق المعابر لن يحول دون تكرار عمليات مماثلة، وإنما فقط سيضيق على الإخوة الفلسطينيين المقيمين فى قطاع غزة وسيحول حياتهم إلى جحيم دون مبرر.
** ما الحلول الإستراتيجية حتى لا يتكرر مثل هذا الهجوم مرة أخرى؟
لا يوجد طريقة سهلة لمنع تكرار هذه العملية، لكن بتعديل بنود اتفاقية السلام الخاصة بحدود المناطق أ، ب، ج، بالإضافة إلى تعديل نوعية الأسلحة المسموح بها فى كل منطقة مع السماح لطائرات الاستطلاع بمسح سيناء جوا بصورة منتظمة يوميًا، فإن الوضع يمكن أن يتحسن جزئيًا، لكننا سنظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية نتيجة اختلال ميزان القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل، والذى لن يتغير حتى تبدأ مصر فى تنفيذ برنامجها النووى السلمى لتخصيب اليورانيوم.
** عام 2009 طالبت بضرورة البدء فى برنامج نووى مصرى سلمى لتخصيب اليورانيوم، فما علاقة الأمن القومى بالبرنامج النووى؟
القوة النووية هى قوة ساحقة يخشاها الجميع ويعملون لها ألف حساب، وهى ليست وسيلة حرب نقوم بإطلاقها على العدو، بقدر ما هى وسيلة ردع تمنع العدو من العدوان علينا، ولكى نقرب تصور القوة الرهيبة للأسلحة النووية إلى الأذهان فإننا نذكّر أن القنبلة النووية، التى ألقيت على هيروشيما كانت قنبلة عيارية ذات قدرة تدميرية 20 كيلو طن، وهذا يعنى أن القوة التدميرية الناتجة عن انفجارها تعادل القوة التدميرية الناتجة عن تفجير عشرين ألف طن من مادة TNT شديدة الانفجار، بمعنى آخر تعادل القوة التدميرية الناتجة عن تفجير عشرين مليون كجم من مادة TNT شديدة الانفجار، من قنبلة وزنها ثمانية كيلوجرامات من قنبلة نووية تعادل عشرين مليون كيلوجرام من مادة شديدة الانفجار، ناهيك طبعًا عن الإشعاعات القاتلة من بيتا وجاما، والتى تجعل المكان مهجورا وغير قابل للإعمار لأكثر من ثمانين عامًا، والتشويه الخلقى الذى يصيب عدة أجيال متعاقبة من البشر، حديثنا السابق كله عن قنبلة هيورشيما وهى تعتبر قنبلة بدائية جدًا مقارنة بالقنابل النووية الحديثة عالية العيار، التى تتجاوز قدرتها التدميرية الميجا طن.
** وهذا ما فعلته إسرائيل؟
أتفق معك.. إسرائيل بدأت مشروعها النووى فى الخمسينيات بعد قيامها بعدة شهور، وذلك تحت إشراف شيمون بيريز شخصيًا، وهى تمتلك الآن ما يقرب من ثلاثمائة رأس نووى من النوع عالى العيار، بالإضافة إلى دانات مدفعية نووية يمتد تأثيرها إلى عشرات الكيلومترات لاستخدامها فى المعارك البرية، لذلك لا أمن قومى لمصر دون برنامج نووى مصرى.
** ولماذا لا يكون الحل بتعمير سيناء بدلا من تأمينها عسكريًا وهى أرض خصبة وغنية بالموارد؟
تعمير سيناء وحده لايكفى بدون تأمينها عسكريًا، وإلا كنا كمن يستصلحها ليقدمها مستصلحة ومعمرة هدية للعدو، ناهيك عن المنتجعات السياحية القيمة التى تم إقامتها فى شرم الشيخ ونويبع وخليج نعمة وذهب والتى تساوى مليارات الدولارات، يضاف إلى هذا ما سبق أن طالب به أهل سيناء وجميع عقلاء الوطن بضرورة تعمير سيناء وتوفير سبل العيش الكريم والتعليم والصحة وتملك الأراضى وقبل هذا وذاك الاحترام، وليت المسئولين يعلمون كم يساوى ذلك عند البدو.
** ما تعليقك على عدم حضور الرئيس لجنازة الشهداء..؟
أرى أن للرئيس الحرية الكاملة فى أن يحضر أو لا يحضر جنازة الشهداء رغم أنهم أبناؤنا وإخواننا وتاج رؤوسنا ورأس الرئيس، ولكن لماذا لا نترك للرئيس الحق فى اتخاذ ما يراه لصالح الوطن، لقد اخترنا الرئيس لكى يدير الوطن لحساب الشعب، لكن ليس معنى هذا أن نسيطر عليه ونملى عليه رغباتنا فى كل صغيرة وكبيرة، ومع كل فقد زار الرجل بوحى من ضميره موقع الحدث يرافقه المشير طنطاوى، وزير الدفاع والفريق سامى عنان رئيس الأركان وقتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.