الأربعاء الماضى فقط، بدأ الفصل الأول لحكم الدكتور مرسى لمصر، وذلك بعد أن فوجئنا جميعا بالقرارات الجريئة للرئيس بإقالة مدير المخابرات وقائد الشرطة العسكرية، وكذلك قائد الحرس الجمهورى والعديد من القيادات الأخرى، وقتها بدأنا نشعر أن مرسى بدأ يمتلك زمام الأمور فى يده، واستطاع أن يخطو أول خطوة على الطريق الصحيح، هذا الشعور كان للأغلبية العظمى من الشعب المصرى، ولكن كان لا بد من تعكير صفو هذه القرارات بخروج (نخبة الخيبة) بنقد قرارات الرئيس وتوجيه اللوم له على ذلك وكان رأس هؤلاء "توفيق عماشة" الذى قام بتوجيه رسالة صوتية لمحبيه عن طريق القناة متقمصا شخصية الرئيس عبد الناصر قائلا "يا بنى الأمة أنقذونى وأنقذوا مصر من حكم الإخوان". وفى ظل حالة عدم الرضا من هؤلاء وقبل أن يأتى موعد الإفطار الخاص بيوم الأحد الماضى قام الرئيس بتوجيه الصفعة الثانية لهم بإصدار قراراته التى ستظل خالدة فى تاريخ "مصر الجديدة" بإقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان وتعيين قيادة جديدة من داخل المؤسسة العسكرية حتى يقطع كل الألسنة التى تحاول أن تتحدث عن أخونة القوات المسلحة، ولكن وعلى الرغم من هذا خرج علينا هؤلاء منتقدين لقرار الرئيس وكأنهم غير مصدقين أن حكم العسكر انتهى وأصبح لمصر رئيسا فعليا لا يشاركه أحد فى حكم مصر، لأنهم كانوا يريدون أن تظل مصر فى صراع على السلطة حتى تظل الأمور مشتعلة وترتفع نسبة الإعلانات وتظل "سبوبة قنواتهم قائمة". على كل الأحوال، موتوا بغيظكم فقد تم ما أراد الشعب المصرى بفضل الله ثم بقوة شخصية مرسى فى مشهد يعيد الأذهان إلى ما حدث فى 1971 من قائد الحرب والسلام الراحل "أنور السادات" عندما قام بإزالة كل مراكز القوى التى كانت تشاركه فى حكم مصر، هذه القرارات وحدها لم تكن هى مصدر سعادة الشعب المصرى ولكن أيضا خبر إغلاق قناة الفراعين وسحب جريدة الدستور وتحويلهم للنيابة وتوجيه تهمة إهانة الرئيس ومحاولة التحريض على قتله، وقال المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمى للنيابة العامة - فى بيان له - إن النيابة قد أسندت إلى توفيق عكاشة تهمة التحريض على قتل الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية، والتعدى بالإهانة وتوجيه عبارات تحمل عيبا لشخصه. كما أسندت إلى إسلام عفيفى قيامه بنشر بيانات وأخبار وشائعات كاذبة فى أعداد من جريدة الدستور، تنطوى على إهانة رئيس الجمهورية من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة وزعزعة استقرار البلاد وإثارة الفزع بين الناس، وأوضح المستشار السعيد أن النيابة قد باشرت إجراءات التحقيق خلال الأيام الماضية فى البلاغات العديدة المقدمة إليها من بعض المواطنين فى هذا الشأن، وما ورد فى تحريات الشرطة، مشيرا إلى أن التحقيقات قد أسفرت عن توافر أدلة قولية ومادية وفنية تؤكد وقوع الجرائم سالفة البيان وارتكاب المتهمين لها لينتهى بذلك عصر عكاشة وأمثاله وليعلم الجميع أن مصر دولة قانون. وفى نهاية حديثى، أحب أن أوجه رسالة للزميل جمال فهمى وكل من كانوا معهم فى مؤتمر الأحد الماضى الخاص بحرية الصحافة لأنه يبدو أن الأستاذ جمال يفهم معنى حرية الصحافة خطأ، فيا سيدى الفاضل ليست حرية الصحافة والإعلام أن يقوم شخص بسب الناس والتهكم عليهم والكذب وترويج الشائعات ونقول فى النهاية إنه لا يجوز تكميم الأفواه فما تعلمته طوال حياتى أن آداب الصحافة "الأخلاق – الأمانة – المصداقية"، فلو راجعت نفسك يا أستاذ جمال ستجد أن كل من تم توجيه اتهامات لهم لم يلتزموا بهذه الآداب بل وصل الحد من بعضهم إلى "قلة الأدب"، وأعتقد أن هذا لن يرضى أحدا، فكل ما أتمناه أن تراجع نفسك أنت ومن على شاكلتك وعلى رأسهم نجم السياسة الجديد المخرج "خالد يوسف"، واتقوا الله فى مصر حتى نستطيع بناء دولة قوية تنافس كل دول العالم.