إخواني وأخواتي من الجيل العاشر، أنتم أبناء الجيل إكس (X)، أنتم أطفال المفاتيح، أنتم جيل نكسة المواليد. لكن ما هو الجيل إكس؟؟!! طبقا لتقسيمات الأجيال في دول الغرب، الجيل إكس (X) هو الجيل الذي ولد ما بين عامي 1960 و1980، وهذا الجيل له أسماء عديدة، لأسباب مختلفة، مثل جيل أطفال المفاتيح وجيل نكسة المواليد. اللقب إكس جاء من استخدام الحرف إكس (X) في الرياضيات ويرمز إلى متغير مجهول وغير معروف. مهلاً. لا تصرف ناظِرَيْك وأكمل القراءة للنهاية حتى لو كان أول علاقتك بكوكب الأرض بعد العام 1980. لكل حكاية بداية، وحكايتنا تبدأ عندما أراد المهتمين بالديموغرافيا، أو علم السكان، دراسة التصنيفات والتقسيمات المختلفة للأجيال ودراسة سلوك كل جيل منفرداً، مما قد يفيد في مجالات أخري مثل علم الاجتماع والتسويق. ومن هنا جاءت فكرة "وَضْع حدود زمنية وصفات مُتَفَرِّدَة لكل جيل عن الأجيال الأخرى"، مما يساعد على تقليل الفجوة المتواجدة دائما بين الأجيال. على سبيل المثال، إذا كنت ممن يتصادم كثيرا مع أفكار وآراء والدَيْك، فما عليك إلا دراسة جيليهما ومعرفة الظروف التي مروا بها وكيف ترسخت أفكارهم ومعتقداتهم، مما يساعد في إيجاد طريقة أسهل للتواصل والتفاهم بين جيل الآباء والأبناء. أما إذا كنت ممن تعمل في مجال التسويق فدراسة تقسيمات وتصنيفات الأجيال سوف تساعدك على التسويق المباشر لكل جيل على حِدَه ومعرفة الطريقة التي يتلقى بها كل جيل المنتج الذي تقوم بتسويقه. وبعد دراسة مستفيضة، تم تقسيم الأجيال الاجتماعية في دول العالم الغربي إلى: - الجيل الضائع (Lost Generation): وهو الجيل الذي بلغ منتصف العشرينات حتى الثلاثينيات أثناء الحرب العالمية الأولى. - الجيل الأعظم (Greatest Generation): وهو الجيل الناشئ في فترة الكساد الكبير والمشارك في الحرب العالمية الثانية. - الجيل الصامت (Silent Generation): وهو جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية المولود بين فترتي الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية. - طفرة المواليد (Baby Boomers): هو الجيل من المواليد بين عامي 1946 و1964. - الجيل إكس (Generation X): هو الجيل المولود بين أوائل الستينات وحتى أوائل الثمانينات. - جيل الألفية (Millennials): هو الجيل الذي يقع مواليده بين أوائل الثمانينات والألفية. - جيل ما بعد الألفية (Generation Z): الجيل المولود بين عام 2000 وحتى الآن. من هذه التقسيمات يمكنك بسهولة أن تستنتج أن آباء جيل الألفية هم جيل طفرة المواليد، وآباء جيل طفرة المواليد هم الجيل الأعظم وهكذا.... إلخ. بالطبع التسميات المختلفة للأجيال لها دوافعها وأسبابها ولكن لا مجال لذكرها هنا. هذه التقسيمات تخص نطاقات جغرافية وأحداث تاريخية معينة، لكن المبدأ الذي بُنِيَت عليه هذه التقسيمات متشابه في معظم الدول على مستوى العالم ويمكن تطبيقه في أي مكان مع تغيير عامليْ التاريخ والجغرافيا. فإذا ما طبّقنا هذا التقسيم علي مصر مع اختلاف الأحداث التاريخية والبيئة الجغرافية، سنجد أنه من الممكن أن نقوم بترحيل فئة مواليد الجيل إكس لتمتد من منتصف السبعينات بعد حرب أكتوبر لأواخر الثمانينات (1988-1989) أو ما نطلق عليه غالبا جيل الثمانينات. هذا الجيل نشأ بعد جيل آخر كان هناك طفرة في عدد مواليده (جيل طفرة المواليد) حيث كان أجدادنا وأباءنا ينجبون بالستة والسبعة أطفال. هذا الجيل عانى من عدم وجود رعاية كاملة طوال اليوم من الآباء نظرا لانشغالهم في العمل ولذلك سمي بجيل "أطفال المفاتيح" لأن الآباء كانوا كثيرا ما يتركون أبنائهم في البيوت بدون عناية ويغلقون عليهم الباب بالمفتاح. على النقيض، الجيل العاشر يسبق جيل الألفية الذي يعاني من انتكاسه في عدد المواليد فالمعظم الآن ينجب طفلين أو أحيانا ثلاثة على الأكثر. هذا الجيل نشأ على برامج ومسلسلات تلفزيونية وأغاني موسيقية شَكَّلت الكثير من وجدانهم. كما يمكن القول إن الجيل العاشر من أفضل الأجيال في جودة التعليم ومن بدأ منهم في تكوين عائلات كانوا ناضجين بنسبة أفضل من آبائهم في شئون الأسرة. الجيل العاشر مثل الجيل الصامت عانوا كثيرا من مقصلة الظروف الاقتصادية الطاحنة في فترة ما بعد عام 2000 والتي استمرت لوقتنا هذا، مرورا بالكساد المالي عام 2008. الجيل إكس يتداخل كثيرا مع جيل الألفية الذي ولد في أوائل التسعينات ولديهم نقاط كثيرة مشتركة أهمها على الإطلاق هو وجود وسائل التواصل الاجتماعي وما تخلقه من حالة عد الرضا الدائم عن النفس نتيجة للمقارنات المستمرة مع الأصدقاء على هذه الشبكات سواء كانوا شخصيات حقيقة أو إلكترونية. بالطبع هناك خصائص أخري كثيرة نعيشها في تفاصيل حياتنا اليومية وفي قراراتنا الحياتية، من حيث لا ندري أنها صِبغة الجيل العاشر لأبنائه.