أشعل قرار وزارة الأوقاف بمنع الداعية محمد سعيد رسلان - أحد رموز السلفية المدخلية في مصر - من الخطابة، النار في الهشيم داخل التيار السلفي، في ظل الانقسام الذي يسيطر عليه. ففور مباركة "الدعوة السلفية"، وذراعها السياسي حزب "النور" لقرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بإلغاء تصريح رسلان من الخطابة، شن الداعية حسين مطاوع، أحد تلامذة الشيخ السلفي، هجومًا عليها، واصفًا إياها ب "الدعوة التخريبية وليست السلفية". وقال مطاوع في بيان له اليوم: "حزب النور السكندري الضال، الذي لا يدين أتباعه بسمع ولا بطاعة لولى أمرنا، وهذه العقيدة تفتح بابًا للخروج على الرئيس في الوقت الذي يراه هذا الحزب مناسبًا لما تقتضيه مصلحتهم، وهؤلاء يجاهرون بهذه العقيدة الفاسدة بل ويدرسونها لطلابهم وأتباعهم مما سيكون سببًا في نشأة أجيال قادمة تربت على منهج الخوارج وهذا من الخطر بمكان". وأشار إلى أن هذا "ما يجب الانتباه له جيدًا من المؤسسة الدينية الرسمية في بلادنا، وإلا سينشر هذا الفكر الخارجي بين الشباب وحينها قد لا ينفع الندم". وأضاف: "مطلوب أن ننتبه جيدا لهذه الأفكار التكفيرية، ولمن يروجونها قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه، وحزب النور السكندري أخطر من الإخوان، فلا يغرنك تحذيره منهم، فما ذاك إلا لمصالح حزبية فقط". وتابع: "ليس صحيحًا أن تسمى الدعوة الحزبية السكندرية بالدعوة السلفية.. الصحيح أن يطلق على هذه الدعوة ولسانها حزب النور "الدعوة التخريبية". وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "التيار السلفي في مصر ليس منظمًا كأفراد أو كقيادة كجماعة الإخوان المسلمين، إذ ينقسم إلى عدة تيارات سلفية أبرزها حزب "النور" و"الدعوة السلفية" بالإسكندرية". وأضاف ل "المصريون": "بعض الاتجاهات داخل التيار السلفي خاصة السلفية المدخلية التي يمثلها الشيخ رسلان، لديها شعور بأن حزب النور يستحوذ على الكتلة السياسية المخصصة للإسلاميين في مصر بعد إقصاء الإخوان، وأنه يوهم الدولة بأنه يمثل الإسلاميين فقط". وتابع: "حزب النور يستحوذ على كل المكاسب السياسية التي خصصتها الدولة للتيار الإسلامي، فمن هنا ترى بعض الاتجاهات السلفية أن الحزب ليس وحده ممثلاً للتيار الإسلامي السلفي في مصر". وقال عيد إن "السلفية المدخلية بقيادة الشيخ رسلان تحاول أن تظهر على الساحة الإعلامية، وأن تكون بديلاً سياسيًا لحزب النور، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات المحلية، واحتمالية إعلان النور أنه ممثل للإسلاميين فيها، فالصراع داخل السلفيين الآن هو صراع على المكاسب التي تهبها الدولة للإسلاميين، فالكل يريد أن يحصد هذه المكاسب ولا مانع لديه من أن يهدم الآخر أملاً في الحصول عليها".