لم يكن تفجير "انتحاري" نفسه اليوم بمنطقة مسطرد بالقليوبية، بعد أن أحبط الأمن وصوله إلى كنيسة "العذراء" على بعد 200 متر فقط، هو أول حادث إرهابي يستهدف المنطقة ذاتها. ففي 15 مارس 2014، هاجم مسلحو, وحدة للشرطة العسكرية بمنطقة ترعة الإسماعيلية في مسطرد ما أسفر عن استشهاد 6 مجندين. وفي 25 مايو 2015، أعلنت وزارة الداخلية، أن قطاع الأمن الوطني نجح في رصد وكشف مرتكبي عدد من الوقائع والأعمال التخريبية بأبراج الضغط العالي، ومحطات ومحولات الكهرباء وسيارات ضباط الشرطة، والقضاة بالقليوبية ومحافظات أخرى؛ بهدف تعطيل مرافق الدولة، والعمل على إثارة سخط المواطنين ضد النظام القائم بالبلاد. وفي تفاصيل الحادث الذي وقع اليوم، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية إن الانتحاري الذي فجّر نفسه بالقرب من كنيسة العذراء بمنطقة مسطرد، يدعى أشرف محمد أحمد. وقال إنه مت أحد سكان منطقة مصر الجديدة، وفقًا لما كان مكتوبًا في بطاقته، وأنه كان يحمل "كارنيه" شركة بترول - اتّضح أنه مزور - ويرتدى زي عمال الشركة. وأضاف المصدر الأمني، في تصريحات صحفية، أن قوات الأمن بدأت الكشف عن بطاقة الانتحاري، مما أظهر بعض المعلومات الأولية عنه. واختلفت الروايات بين شهود العيان، بأنه كان يستهدف مولد "العدرا" داخل الكنيسة وفشله فى الدخول بسبب التشديدات الأمنية، بينما قال آخرون إنه كان يستهدف خزانات تكرير البترول. وفى تصريحات صحفية، نفى القمص عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد في مصر، وقوع أي إصابات أو ضحايا في صفوف أبناء الكنيسة، بعد إحباط محاولة تفجيرها، اليوم السبت، من قبل أحد المتطرفين. وقال إن الحادث أسفر عن مقتل منفذ محاولة التفجير على بعد أمتار من باب الكنيسة، إثر انفجار الحزام الناسف الذي يحمله. وأوضح كاهن الكنيسة، أن "منفذ التفجير ارتدى زيًا يشبه زي العمال والموظفين بشركة (أوراسكوم) التي تمتلك مقرًا لها في الجهة المقابلة للكنيسة، في محاولة منه لخداع أمن الكنيسة والمحتفلين بها، إلا أنه تم رصده ومطاردته وإفشال محاولة التفجير التي كانت على بعد قرابة 10 أمتار من باب الكنيسة". وذكر كاهن الكنيسة، أن "قوات الأمن عثرت على قنبلة أخرى كانت بحوزة المتطرف بعد عملية التفجير، وتهتك النصف الأسفل من جثته"، مشيرًا إلى أن "النيابة العامة بدأت معاينة الحادث عبر تواجد مكثف لرجال الأمن". وعن هوية منفذ محاولة التفجير، قال القمص عبد المسيح: "لم يتم التوصل لهويته حتى الآن، والأمر متروك لجهات التحقيق". وفى تصريح إلى "المصريون" قال اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني, إن "المتطرفين يستهدفون عادة هذه الأماكن التي تضم أكبر تجمع من المواطنين قادمين من أماكن مختلفة من محافظات الجمهورية", موضحًا أن "الأمر متوقع طالما لازال هناك جماعات إرهابية تريد زعزعة أمن واستقرار البلاد". وأشاد "أبو ذكري"، بدور الأجهزة الأمنية في التصدي للعملية الإرهابية الفاشلة ومنع الانتحاري من الوصول للهدف الذي كان يسعى إليه لتفجير نفسه وحصد أكبر عدد من الأرواح. وأشار إلى أن "جميع المنشآت الكبرى في الدولة خاضعة للتأمين بشقيه الظاهري والسياسي, والأجهزة الأمنية تكثف من تواجدها أمام تلك المنشآت خاصة في الأعياد, بجانب الدوريات المستمرة, والتشديد الأمني لمنع دخول تلك الأماكن".