لم تكن واقعة توقيف الدكتور محمد محسوب، وزير شئون المجالس النيابية الأسبق، والمعارض البارز في إيطاليا، والمدرج على القائمة الحمراء للشرطة الدولية "الانتربول" هي الأولى من نوعها، فقد سبق توقيف اثنين من المعارضين المصريين في الخارج، هما: الإعلامي أحمد منصور والناشط عبد الرحمن عز. وتحاول السلطات المصرية، التواصل مع "الانتربول" لتسليم بعض المعارضين في الخارج ، والمحكوم عليهم في عدة قضايا في مصر. منصور.. البداية البداية كانت في 20 يونيو 2015، حين أوقفت السلطات الألمانية أحمد منصور، الإعلامي بقناة "الجزيرة" في مطار تيجيل ببرلين، بينما كان في طريق العودة إلى الدوحة بعد أن قدم من ألمانيا حلقة من برنامج "بلا حدود"، وذلك بناء على مذكرة توقيف مصرية. وعقب توقيفه، قال منصور في اتصال هاتفي مع "الجزيرة"، إن السلطات الأمنية في المطار أبلغته أن القضاء هو من سيقرر في مسألة توقيفه على خلفية تهم ذات طبيعة جنائية. وأعلن متحدث باسم الشرطة الاتحادية الألمانية وقتها، أن المدعي العام يفحص هوية الرجل بالإضافة إلى احتمال تسليمه لمصر، في الوقت الذي احتشد فيه عدد من المؤيدين والصحفيين أمام سجن برلين حيث تم احتجازه، قبل أن تقرر النيابة الألمانية رفض طلب القاهرة تسليمه. عز .. الثاني في 15 سبتمبر 2017، أوقفت الشرطة الألمانية الصحفي والناشط عبد الرحمن عز، في مطار برلين، على خلفية قرار "الانتربول" بناء على أحكام من القضاء المصري. وكتب عز وقتها، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الشرطة الألمانية قامت باحتجازي في مطار Berlin Schoenefeld Airport بسبب قرار من الانتربول الدولي بناء على بلاغ من النظام المصري". وقال عبدالرحمن عز في فيديو منشور على صفحته على موقع فيس بوك، إنه تم توقيفه لمدة ساعة ونصف بمطار برلين شين فورد، بناءً على مذكرة رسمية من الإنتربول المصري. ولاحقًا، أعلن عز، إطلاق سراحه، مرجعًا ذلك إلى أن السلطات المصرية لم تقدم الأدلة على اتهامه. وقال إن السلطات الألمانية طالبت السفارة المصرية بتقديم أدلة ضده في الجرائم الجنائية التي قالت إنه ارتكبها، ولكن السفارة لم تقدم أدلة مادية لمساعدة السلطات الألمانية. وأوضح أنه أبلغ سلطات المطار الألماني بأنه صحفي مصري وأن البلاغ المقدم ضده بلاغ كيدي سياسي لمعارضته النظام في مصر، متقدمًا بالشكر لكل من سانده وخاطب المنظمات الحقوقية والصحفية. محسوب .. الأخير ومساء الأربعاء ألقت الشرطة الإيطالية، القبض على محمد محسوب، وزير شئون المجالس النيابية الأسبق، قبل الإفراج عنه في وقت سابق اليوم. وكتب محسوب في تدوينة عبر موقع "تويتر"، أن الشرطة الإيطالية احتجزته منذ 3 ساعات، قرب مدينة كاتانيا بطلب من السلطات المصرية، وذلك من أجل تسليمه. وفي وقت لاحق اليوم، أخلي سبيل محسوب. وكان محسوب مصر عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، حيث عاش في فرنسا، وفق أحاديث سابقة له. وكان يشغل منصب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية لعدة أشهر، قبل أن يستقيل في نهاية 2012، وكان عضوًا بالهيئة العليا لحزب الوسط. وفي 2016، أدرجت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول" محسوب على القائمة الحمراء، وفق تقارير محلية سابقة، عقب صدور حكم من محكمة مصرية بمعاقبته في أبريل 2015 بالحبس غيابيا 3 سنوات، لاتهامه ب "النصب على مستثمر سعودي"، وهو ما نفاه محسوب آنذاك.