أمريكا ترصد 420 مليون دولار و3300 خبير لتدريب جيش من الدولفين النحل لديه كفاءة عالية فى اكتشاف المخدرات ومتعاطيها.. والفئران أقل تكلفة من الكلاب لكشف الألغام الحمام والصقور والنسور للمسح الجوى.. والغربان ساعدت فى كشف مكان «بن لادن» اتهامات لإسرائيل بتدريب أسماك القرش لمهاجمة السياح فى شرم الشيخ استغل الإنسان الحيوان فى مجالات عديدة، منها العلمية، ومنها الحياتية، فى الزراعة وصناعة الملابس والحصول على الطعام من لحوم بعض هذه الحيوانات. ولكننا أمام نوع جديد من الاستخدام لمثل هذه الحيوانات، وهو تدريبها واستغلالها فى الحروب والتجسس؛ فمنذ قديم الأزل وفى المجالات الحربية تم استخدام الخيول والفيلة وغيرها، وفى العصر الحاضر الذى اتّسم بالثورة العلمية والتقدم فى مجالات البحث والتطور والابتكار، والذى استفادت منه مراكز البحوث العسكرية، وتمكنت من استخدام الحيوانات المختلفة فى الأغراض العسكرية، وشمل ذلك جميع أنواع الحيوانات بما فى ذلك الكلاب والطيور والحشرات والكائنات البحرية مثل الدلافين وأسماك القرش. من جانبها ترصد "المصريون"، استخدام بعض الأساليب العلمية الحديثة لمثل هذه الحيوانات والطيور، واستغلالها فى الكشف والاستخبار عن المفرقعات والتجسس لصالح هذه الأجهزة. للنحل فوائد أخرى إن الأبحاث ذات العلاقة بتطويع سلوك الحيوانات من طيور وحشرات وأسماك وغيرها أصبحت تحظى بدعم مادى ولوجستى كبير، فعلى سبيل المثال تقوم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بتقديم دعم كبير لعدد من مراكز الأبحاث فى الجامعات الأمريكية، بالإضافة إلى وجود عدد من المراكز المتخصصة التابعة للجيش الأمريكى. هذا وقد استغل العلماء هذا الدعم فى متابعة قدرة الحشرات على التصرف لدى البحث عن طعامها أو عند مواجهتها للخطر؛ فقاموا بغسل أدمغتها بأشعة الليزر وتسخيرها للقيام ببعض الأعمال العسكرية التى يرغبونها، ومن خلال تلك الأبحاث وغيرها أصبح من الممكن التحكم بواسطة أجهزة الليزر فى الملايين من جموع "النحل" الإفريقى القاتل، وجعله يهاجم قاعدة عسكرية أو مدرسة أو مستشفى وإلحاق الضرر بالأرواح والممتلكات، ليس هذا وحسب بل إن "البنتاجون" يقوم بدعم أبحاث تجنيد النحل للكشف عن المتفجرات والألغام، والهجمات الإرهابية بواسطة المواد الكيميائية، وقد تلقت كل من جامعة مونتانا وجامعة جورجيا مثل ذلك الدعم، هذا وقد طالت تلك الأبحاث استغلال حاسة الشم المتميزة لدى الزنابير، وتم تجنيدها للكشف عن التهديدات الكيميائية. ويمتلك النحل كفاءة عالية فى اكتشاف المخدرات ومتعاطيها والألغام والجثث لاسيما بالقرب من المياه. الدولفين وأسماك القرش أما الدلافين وأسماك القرش فإنها قد سُخرت لكى تقوم مقام الجنود المجهولين فى تجربة الدول المختلفة، مثل أمريكا وروسيا والصين وبالتأكيد إسرائيل، والدليل أنه تم اتهام إسرائيل فى بعض وسائل الإعلام بأن لها دورًا فى حوادث مهاجمة أسماك القرش للسياح فى شرم الشيخ فى السنوات الماضية، والتى لم يذكر لها مثيل من قبل فى تلك المنطقة. الجدير بالذكر أنه يوجد لدى البحرية الأمريكية قسم أو معمل متخصص بعلوم المحيطات تصل ميزانيته إلى 420 مليون دولار وعدد العاملين فيه من المدنيين والعسكريين يبلغ 3300 ما بين عالم وخبير وفنى، هذا وقد أصبح من المعروف استخدام الجيش الأمريكى للدلافين منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم وذلك إثر تمرد مدير معمل أبحاث البحار، "جرين وود"، على عمله حيث أرسل خطابًا إلى الكونجرس وإلى الرئيس كارتر إبان فترة رئاسته؛ يعترض فيه على صدور قرار طلب منه تدريب الدلافين وتحويلها إلى كتائب مقاتلة، ومع ذلك استمرت الأبحاث وذهب الرجل إلى منزله. كما كان لسقوط الكتلة الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتى دور فى كشف المستور حول التدريبات العسكرية للدلافين من قبل الجيش الأحمر، والتى حولت بعد انهيار الشيوعية إلى الاستخدام السلمى، حيث إن تلك الدلافين اليوم تستخدم فى عمليات الترفيه والعلاج. الغربان و«بن لادن» كانت قد كشفت صحيفة "ينى شفق" التركية، عن تفاصيل جديدة فى حادث مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، موضحة أن الجيش الأمريكى استعان بغربان محلية للعثور على مكان "بن لادن" والتعرف على وجهه. وبدوره، قال الدكتور جون مارزلوف، أحد العلماء المشاركين فى دراسة مدتها خمس سنوات فى جامعة واشنطن بشأن ذكرى الغربان، إنه اتصل به الجيش الأمريكى حول تدريب الغربان على العثور على "بن لادن". وقال البروفيسور مارزلوف: "أحد فروع الأبحاث التجريبية التى استخدمت لمحاولة العثور على "بن لادن" هو أن تكون الغربان من المنطقة المحلية مدربة على التعرف على وجهه". وأضاف "أن الغربان لديها ذاكرة طويلة المدى، وقدرات تمييزية حادة للغاية، وإذا عرفت مجموعة من الغربان "بن لادن" كعدو، فإنهم بالتأكيد سيشيرون إلى وجوده عندما يرونه بعد ذلك". وأشارت الصحيفة، إلى أن الباحثين الأمريكيين قاموا بتدريب الغربان على التعرف على مكان "بن لادن" باستخدام الأقنعة. الفئران بديلًا للكلاب فى الكشف عن المفرقعات انضمت الفئران فى تنزانيا إلى طاقم وكوادر اكتشاف المتفجرات والألغام الأرضية، ويتم فى هذا البلد الإفريقى تدريب تلك الفئران على اكتشاف الألغام اعتمادًا على حاسة الشم القوية التى تمتلكها تلك الحيوانات. وتقوم منظمة المجتمع المدنى البلجيكية "أبوبو" فى منطقة موروغور بتنزانيا، بتدريب الفئران البنية على اكتشاف الألغام الأرضية عوضًا عن الاستعانة بالكلاب؛ فهذه الحيوانات تتمتع بحاسة شم قوية تفوق الكلاب، علاوة على أن وزنها أقل بحوالى كيلوجرام واحد على الأقل من الوزن الذى يتسبب عادة فى تفجير اللغم. ومنذ الصغر، يتم تدريب الفئران على التعرف إلى مادة "تى.إن.تى" المتفجرة، ومنذ سنة 2000 بدأت منظمة "أبوبو" عملها داخل مبنى معهد الزراعة الجامعى فى تنزانيا، وفى سنة 2006 باشرت الفئران عملها رسميًا ضمن كوادر كسح الألغام فى موزمبيق، وقبل أن يتم الاستعانة بالفئران، يتم إخضاعها إلى اختبار، الذى يتم على ضوئه تحديد مدى جاهزيتها لتولى المهمة. وتتعلم الفئران طريقة بحث ممنهجة وشاملة عن الألغام، ويتم ربطها بأوانٍ مشابهة للأوانى المنزلية، فيما يقف مدربان على طرفى الحبل، وتبحث الفئران فى الأرض بشكل أفقى منتظم، لتنتقل بعد ذلك إلى الجهة الأخرى، وفى مراحل التدريب الأولى، تتعلم الفأرة التعرف إلى مادة "تى.إن.تى" داخل إناء لتحضير الشاى. وبعد انتهاء التدريب، يتم نقل الفئران إلى حقول بها ألغام غير قابلة للانفجار، وعندما تكتشف الفئران لغمًا، فإنها تظهر ذلك للمدربين، تمامًا مثل الكلاب، إذ تحفر الأرض بحوافرها، ويستمر التدريب ستة أشهر، كما أنه يكلف حوالى ستة آلاف يورو. جوائز تحفيزية وفى حال نجحت الفئران فى مهمتها، يتم تحفيزها عبر جوائز مثل قطع الموز، وتحتاج الفأرة المدربة إلى يوم واحد لمسح قطعة أرض بمساحة 400 متر مربع، ويحتاج الإنسان إلى أسبوعين لمسح نفس المساحة. وما يميز الفئران عن الكلاب أنها تعمل بشكل مستقل ولا تعول على مدربيها بشكل كامل، كما أنها تعمل بكدّ ويمكن الاعتماد عليها فى أى وقت وأى مكان، فالفئران التى تلقت تدريبها فى تنزانيا يمكنها بسهولة العمل فى موزمبيق أيضًا. الحمام الزاجل قديمًا هذا وقد تم استخدام الحمام الزاجل فى المراسلات العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تم استغلال أكثر من 120 ألف حمامة. الكلاب أما تدريب الكلاب على اكتشاف المتفجرات والمخدرات والمواد الكيميائية فهو معروف ومنتشر فى جميع أنحاء العالم، وقد استفادت منه كثير من القطاعات مثل الجمارك والقطاعات الأمنية وفي المطارات؛ للكشف عن المخدرات والممنوعات الأخرى فى عفش المسافرين. الحمام والصقور النسور كما أن استخدام الطيور مثل الحمام والصقور والنسور فى عمليات التجسس والمسح الجوى أصبح يحظى بأهمية بالغة؛ بسبب عدم قدرة الرادار على اكتشافها وعدم إلقاء البال عليها، واستبعاد استغلالها فى مثل تلك الأمور، إلا أن المحادثة التى وقعت فى قرية ضميد فى منطقة حائل والتى نشرت تفاصيلها صحيفة "الجزيرة" قبل عدة سنوات، والتى مفادها أن أحد المواطنين تمكن من اصطياد طائر جارح ضخم مدجج بالأجهزة التى شملت جهازًا محملًا على ظهر الطائر مزود بلاقط (أريل)، كما وضع على جناحه ملصق يحمل رمز X36 وعلى أحد ساقيه حجل معدنى يحمل الرمز H05 وعلى الساق الأخرى حجل آخر يحمل الرمز IN بجواره كلمة إسرائيل isrial . كما زرع داخل جسم الطائر جهاز آخر متصل بالجهاز الخارجى، وقد لوحظ وجود عدد من الطيور المشابهة مرافقة للطائر الذى تم اصطياده إلا أنها غادرت المكان دون التحقق فيما إذا كانت مزودة بأجهزة أم لا.