قال ناجح إبراهيم المفكر والداعية الإسلامي إن الدول تستمر عشرات أو مئات السنين, فالخلافة الأموية عاشت مئات السنين وكذلك العباسية والعثمانية, وكذلك الدولة الأيوبية والمماليك حتى الجمهوريات المصرية الثلاث التي قادها ناصر والسادات ومبارك عاشت عشرات السنين رغم كثرة السلبيات فيها. وتساءل إبراهيم في مقال له بالمصري اليوم لماذا لم تستمر دولة الإخوان في مصر سوى عام واحد, وهذا استثناء من أعمار الدول فلم هذا الاستثناء, رغم أن الجماعة فيها الكثير من الصالحين والعلماء والمئات من أساتذة الجامعات؟ وأضاف أن سنن الله لا تحابي مؤمنًا لإيمانه ولا تجامل أحدًا, ولا تختلف السنن عن تطبيق قواعدها فمن أخذ بأسباب النصر والغلبة انتصر حتى لو كان غير مسلم, ومن أخذ بأسباب الهزيمة انهزم حتى لو كان مسلماً مؤمناً. وأوضح أن أهم الأسباب التي جعلت عمر الإخوان قصيرًا عدم القدرة علي الانتقال من مرحلة الجماعة وفقهها وطريقتها إلى مرحلة الدولة وفقهها, وكلاهما يختلف عن الآخر جذريًا، بالإضافة إلي أنهم تناسوا القاعدة الإستراتيجية "الجماعة لا تستطيع ابتلاع الدولة ولكن العكس ممكن, وإذا حدثت الأولى حدث انسداد معوى ثم الوفاة, وهذا ما وقع. كما أن إصرار الجماعة على الترشح للرئاسة ومخالفة وعودها بذلك وتفويت فرص كثيرة لترك الحكم بطريقة سلمية مثل فرصة الانتخابات الرئاسية المبكرة, دون دماء، كان من أهم أسباب انتهاء دولتهم. وأشار إلى أن الإخوان ارتكبوا خطأ معيبا بالخلط بين الشريعة والشرعية, وترسيخ المبدأ الخاطئ, الشرعية أو الدماء, فضاعت الشرعية وسالت الدماء معًا, وعدم الاستنان بسنة الحسن بن علي التي كانت أنسب ما تكون لحقن الدماء وتحقيق كل المصالح ودرء كل المفاسد. وتابع: أن الجماعة تحولت عن مشروعها الدعوى والتربوي والاجتماعي المتفق عليه تقريبًا وتحولها طواعية إلى مشروع سياسي يريد ويسعى ويضحي من أجل السلطة بأعز أبنائه, ففي مشروع السلطة لهم آلاف الخصوم والأعداء الذين اجتمعوا عليهم ورموهم عن قوس واحدة. كما أن اعتصام رابعة بخطابه الحربي والتكفيري, واحتلاله للشوارع وتمدده بالمظاهرات وإغلاقه لشوارع أساسية في أماكن حساسة بالعاصمة وعدم تجاوبه مع كل محاولات الفض الطوعي السلمي فضلاً عن طريقة فضه المتعجلة والغير رحيمة, كله كان مأساة بحق أضرت بالوطن وبالإخوان, وكان يمكن تفادي ذلك كله لو تم تحكيم العقل. كما أشار إبراهيم إلى عدم فهم الحركة الإسلامية عامة للدولة المصرية العميقة عمق البحر, والتي تظهر أحياناً بمظهر الصامت الضعيف وهي تنوي داخلها وثبة الأسد الجبار, وأن لها ظاهر وباطن, ولها صبر الجمل ووثبة النمر.