رصدت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم السبت المشهدين الميداني والسياسي في سوريا، حيث ذكرت صحيفة(واشنطن بوست) الأمريكية أنه على الرغم من نجاح قوات الرئيس السوري بشار الأسد في اعادة السيطرة على اجزاء واسعة من دمشق إلا أن سكان المدينة اعربوا عن خيبة أملهم في الحكومة التي طالما ايدوها من جهة وثقتهم بحتمية سقوطها في نهاية المطاف من جهة أخرى. وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- أن الهجوم الموسع الذي شنته قوات الرئيس الأسد خلال الأسبوع الماضي لطرد الثوار من المدينة من خلال عمليات قصف واسعة النطاق استمرت على مدار اليوم طيلة الأسبوع قد أدت في الحقيقة إلى زعزعة استقرار العاصمة التي طالما نأت بنفسها عن أجواء الثورة السورية التي عمت كافة أرجاء البلاد لأكثر من 16 شهر . وأضافت الصحيفة انه لوحظ خلال الأسبوع الماضي أن سكان العاصمة الذين استضافوا غيرهم من السوريين الذين فروا من أماكن متفرقة من البلاد على خلفية استمرار القتال على أشده بين الحكومة والمعارضة قد اضطروا إلى مغادرة منازلهم . وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد عن مليون مواطن سوري قد نزحوا من بلادهم منذ بدء الاحتجاجات بالعام الماضي نظرا لدموية الهجمات التي تشنها القوات الحكومية على المدنيين، وذلك وفقا لاحصائيات صادرة عن الاممالمتحدة والهلال الاحمر السوري . وحول الوضع الميداني في دمشق، نقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله"لدينا مشاعر كراهية تجاه النظام الان لن يمحوها الزمان ابدا ". وذكرت الصحيفة أن بعض سكان دمشق الذين عادوا إلى منازلهم وجدوا انفسهم مضطرين إلى مواجهة النتائج المميتة للعنف، مشيرة إلى انه فى حى الميدان الذي سيطرت القوات الحكومية عليه بعد حوالى اسبوع من القتال تم اعدام اسرتين فى ميدان عام حسب ما قاله احد السكان وتم هدم المنازل ونهبت المحال التجارية، مشيرة إلى ان قوات الامن السورية كانت تداهم المنازل . وقال احد سكان الميدان " لا يمكننا البقاء في الميدان .. لم تعد هناك حياة ". وقال احد سكان دمشق يبلغ من العمر 30 عاما انه تلقى اموالا من قبل الحكومة للاندساس وسط الاحتجاجات المناهضة للاسد وتفريق المتظاهرين بواسطة الصواعق الكهربائية لكنه قال ان اى مشاعر للولاء تجاه الحكومة قد تبددت الان وتساءل " كيف تعمل لحساب حكومة قصفت ودمرت الحي الذي تسكنه؟ ". ومضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقول إن مقاتلي الجيش السوري الحر يتمتعون بدعم شعبي كبير في انحاء عدة من العاصمة، مشيرة إلى ان الشباب السوريين يقابلونهم بالتهليل لدى دخولهم احيائهم ويعطونهم الطعام والماء لدى مرورهم بها. لكنه ومع دخول المقاتلين الاحياء وخروجهم منها بعد ذلك يشعر الناس بان العالم قد تخلى عنهم ، ونقلت الصحيفة عن ساكن - 62 عاما - قوله " يواجه السوريون المأساة وحدهم حتى جماعات حقوق الانسان ابتعدت وتخلت عنهم .. عار على المجتمع الدولى باسره ان يشاهد المذابح الجارية فى سوريا ويتوقف ولا يفعل شيئا حيالها ". وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية في موقعها الالكتروني أن مسؤولين دوليين عبروا عن مخاوفهم من أن المعركة التى تلوح فى الافق فى حلب بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات الاسد في حلب قد تشهد جرائم حرب كثيرة بين طرفي النزاع. وعبرت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان عن قلقها العميق حيال ما قالت انه تعاظم للقوات المدعومة بالدبابات والمروحيات الهجومية بل والطائرات فى المناطق السكنية السورية . وقال قائد المقاتلين الذين اقتحموا احد مراكز الشرطة في حلب هذا الاسبوع بعد معركة بالاسلحة اعطى تقييما قاتما عن مصير القوات الموالية للاسد حيث قال عبد الجبار العكيدي وهو قائد الجيش السوري الحر في حلب " هؤلاء الذين استسلموا تمت معاملتهم كاسرى حرب وهؤلاء الذين قاوموا نالوا العقاب "، وقال فى مقابلة عبر الهاتف " تم اعدام الشبيحة على الارجح ". ويقول ناشطون ان 19 شخصا من القوات الحكومية قتلوا في مركز الشرطة وانه ليس من الواضح عدد الذين قتلوا او اعدموا فى الاقتحام.