استدعى السودان، السفير المصري بالخرطوم، اعتراضًا على مشهد في مسلسل "أبو عمر المصري" الذي يعرض في شهر رمضان المبارك على القنوات المصرية. ويظهر بطل المسلسل "أحمد عز" في بعض المناطق التي يشار إليها علي أنها داخل الأراضي السودانية، وهو الأمر الذي اعتبره السودان "عكس إصرار البعض علي اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان". وتشهد العلاقات بين السودان ومصر بين الحين والآخر توتراً ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية عدة قضايا خلافية، أهمها النزاع حول المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات. وفي يناير الماضي، استدعى السودان سفيره في مصر للتشاور، قبل أن تعيده بعد نحو شهرين على استدعائه للتشاور، ردًا على خلافات بين العاصمتين في ملفات كثيرة، في مقدمها تناول الإعلام القضايا ذات السخونة بين البلدين، وإن لم تعلن الخرطوم سبب الاستدعاء في شكل مباشر، كما رفضت القاهرة الرد بخطوة مماثلة كما هي الحال في الأعراف الدبلوماسية. وقال الدكتور عباس شراقي، خبير الشئون الإفريقية، إن "سد النهضة لايعد العامل الأساسي في الخلاف مع السودان، وإنما يتعلق بأن لكل نظام منهما فكر سياسي مخالف بشكل كبير عن الآخر، ومن ثم يطفو الخلاف علي السطح علة الرغم من التصريحات الدبلوماسية المستمرة حول العلاقات التاريخية بين البلدين". وأضاف شراقي ل"المصريون": "لا يمكن استدعاء سفير، وحلحلة العلاقات بين بلدين كانا لفترة طويلة بلد واحد، وبينهما روابط أسرية عميقة، من أجل خطأ لفظي في أحد الأعمال الفنية كما أعلنت الخارجية السودانية في بيانها حول استدعاء السفير المصري لديها". وأشار إلى أنه "على الرغم من ذلك يجب أن تتعامل الخارجية المصرية بشيء من ضبط النفس، خاصة وأن البلدين لا يمكنهما أن يبتعدا عن بعض، أو أن يقطع العلاقات بينهما"، واصفًا سحب السفير أو استدعاء لسفير المصري بشكل دائم من قبل السودان، بأنه "أمر مستحدث لم يحدث على مدار التاريخ بين البلدين". وفي سياق احتجاجه على المشاهد التي تضمنها مسلسل "أبو عمر المصري"، قال المتحدث باسم الخارجية السودانية: "سعى القائمون على المسلسل لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحًا لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل لهذا الغرض، كلوحات السيارات، التي تعد رمزًا سياديًا لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة". وأضاف: "هذا العمل المسيء للشعبين أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين بالسودان، الذين هم موجودون بعلم السلطات المصرية وفقاً لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين". ولفت إلى أنه على خلفية عرض هذا المسلسل "استدعت الوزارة يوم 16 مايو الجاري، السفير المصري بالخرطوم، أسامة شلتوت، وأبلغت سفارته احتجاجًا رسميًا كما سلمته مذكرة بذلك لسلطات بلاده". وأضاف: "الخارجية تطلب من السلطات المصرية المعنية المبادرة لاتخاذ قرار مناسب يضع حداً أمام محاولات البعض العبث بمصالح ومكتسبات البلدين". وكان السودان قد اتهم مصر في العام الماضي بالتدخل في شؤونه الداخلية وأوقف واردات المنتجات الزراعية المصرية.