اختلفت طقوس وديانات الحضارات القديمة في تقديم القربان إرضاءا للآلهة ، والتي تجاوزت حد المعقول بذبح الأطفال كنوع من القربي وطقوس المعتقدات الثابتة لإرضاء الآلهة. ففي نهاية أبريل الماضي، أعلن أثريون، الكشف عن رفات أكثر من 140 طفلًا، في أكبر عملية تضحية بالأطفال عبر تاريخ البشرية؛ إذ عثر قرب مدينة تروخيو بالمنطقة الشمالية الساحلية في بيرو، والتي كانت تقع في قلب حضارة تشيمو القديمة، على رفات الأطفال ، بالإضافة إلى بقايا 200 من حيوان اللاما، أُجريت عليهم جميعًا الطقوس نفسها، قبل 550 سنة. وتتراوح أعمار الأطفال المعثور على رفاتهم ، بين خمسة و15 عامًا، ويستدل الباحثون، بالكسور الموجودة في عظام القفص الصدري والضلوع، والتي تعني أن قلوبهم قد تم انتزاعها، على أن هؤلاء الأطفال، قُدموا باعتبارهم أضاحي بشرية،، بحسب ساسة بوست. بينما تعرضت حيوانات اللاما للطقوس ذاتها، وتشير الدلائل إلى أن أعمار الحيوانات أقل من 18 شهرًا، ودفنت باتجاه جبال الإنديز ناحية الشرق. ويعتقد الباحثون، أن هؤلاء الأطفال قُدموا قرابين للآلهة كي يتدخلوا لوقف الأمطار الغزيرة والفيضانات . التضحية بالأطفال أو قرابين بيرو تكررت ، في العديد من الحضارات السابقة ، من أجل نيل رضا الرب. "الإنكا" شراب المخدر للأطفال قبل الذبح قبل 500 عام، في الأرجنتين، خرج بعض كهنة حضارة الإنكا، بصحبة ثلاثة أطفال أصحاء (فتاتين وصبيّ) وبعض كنوز شعب الإنكا من أوان فخارية وتماثيل ذهبية وأقمشة مزخرفة، وتجولوا بهم مسافة بلغت مئات الأميال، حتى وصلوا إلى قمة جبل «لولايلاكو» حيث البركان النائم، وهناك؛ على قمة الجبل، أعطوا هؤلاء الأطفال شراب «الشيشا» المخمر والمُستخرج من الذرة، حتى غابوا عن الوعي، ثم وضعوهم في حفرة، وتركوهم ليتجمدوا حتى الموت. وقام الكهنة بفعل ذلك على أمل أن تمنع تلك التضحية الهائلة غضب الآلهة الجبلية، وأن يبقى هؤلاء الأطفال فوق قمة الجبل إلى الأبد، كي يُراقبوا قُراهم في صمتٍ أزلي، ويحرسونها كالملائكة من غضب البركان. وقد اكتشفت جثث أو مومياوات هؤلاء الأطفال في عام 1999، وتبين بتحليل البصمة الكيمائية والحمض النووي، أنه قد تم تغذيتهم لشهور طويلة، على أوراق الكوكا المخدرة قبل التضحية بهم، وأظهرت البيانات الأثرية والإشعاعية أيضًا، أن الفتاة الكبيرة التي كانت عذراء، عوملت على نحو مختلف وراقٍ، وبالرغم من أنها أتت من أصول ريفية هي والطفلان الآخران، إلا أنهم قد عوملوا في العام الأخير قبل طقس التضحية، على نحوٍ آخر، يليق بأبناء النخبة، إذ تم تغذيتهم على اللحم والذرة. الصين ..تقطيع الأوصال لبث الرعب قبل 4 آلاف سنة في الإمبراطورية الصينية القديمة ، وخلال عهد أسرة شانج، الذي استمر 500 عام، انتشر طقس التضحية بالبشر لثلاثة أسباب؛ إحكام السيطرة على البلاد وإظهار القوة وبث الرعب في قلوب الأعداء، ومن أجل التقرب إلى الآلهة. وكشفت المقابر الأثرية التي عُثر عليها في الفترة من 2008 وحتى 2015 في شمال غرب الصين، عن مدافن جماعية، لأشخاص غير محليين، يُعتقد أنهم أسرى حرب، استُخدموا باعتبارهم عبيدًا، ثم قُتلوا، ومدافن أخرى تحتوي على بقايا أضاحي وقرابين بشرية، لأطفال تبلغ أعمارهم 13 عامًا، قُطّعت أوصالهم وأطرافهم، ووضعت بجوارهم جزءًا من طقس التنبؤ بالمستقبل الذي شاع في العديد من الحضارات السابقة ومن بينها الصين القديمة. الإسرائيليون القدماء.. تقديم الأطفال قرابين لإله الشر ساد لدي اليهود معتقد قديم أن إله الشر - مولوخ، أو موردوخ - ينتشي لرائحة اللحم المحترق، ولا يرضى بغير القرابين البشرية، وتحديدًا الأطفال منها. وتؤكد الدراسات، أن الإسرائيليين القدماء الذين عبدوا الإله مولوخ، قدموا مواليدهم البكر، وهم رُضع إلى هذا الإله القاسي، من أجل أن يُنعم على أُسرهم بالرخاء والازدهار ويمنح أطفالهم المستقبليين حمايته ورضاه. حضارة المكسيك..ذبح الأطفال لجلب المطر كانت التضحيات البشرية في حضارة الأزتك التي ازدهرت خلال القرنين الرابع عشر، والخامس عشر الميلادي في المكسيك تحدث بصورة ة في "تيمبلو مايور" ، أحد أكبر المعابد في المدينة، حيث عُثر على أرفف مكدسة ببقايا جماجم الأضاحي البشرية. وعثر علماء الآثار على رفات 42 طفلاً، يُعتقد أنه تم تقديمهم في عام 1499 إلى تلالوك، إله المطر، من أجل وقف فيضانات النهر . فيما يرى مؤرخون أن التضحية البشرية كانت ممارسة شبه يومية في المدينة الأزتكية، إذ كان يُعتقد أن دموع الأطفال عند التضحية بهم، ستجلب المطر. قرطاج "تونس القديمة" .. الأطفال هدايا للرب كانت دولة قرطاج القديمة التي تعرف اليوم بتونس، مستعمرة فينيقية، امتد تاريخها ما بين عامي 800 و 146 قبل الميلاد، وانتهت على يد الرومان. وبحسب الروايات التاريخية والأدلة القطعية التي وجدها العلماء، فقد كان يتم تقديم الأطفال الرضع في الأسابيع الأولى من حياتهم، قرابين بشرية في مكان يعرف ب«توفة»، وكانت تتم ممارسة هذا الطقس أيضًا في دولٍ مجاورةٍ وتحديدًا في صقلية وساردينيا ومالطا. وفي محاولة لطمس هذه الوقائع التاريخية، قال البعض إن توفة كانت مقبرة للأطفال، وأن البقايا التي عُثر عليها في جرار فخارية، كانت لأطفال مرضى أو لأجنة مجهضة،ثم عادوا واعترفوا أنها كانت قرابين قُدمت بالفعل للآلهة، لكن ذلك حدث بعد وفاة هؤلاء الأطفال بفعل المرض أو الضعف.