كشفت دراسة حديثة، نشرتها الأمانة العامة للصحة النفسية والإدمان مؤخرًا، عن أن 25% من المصريين يعانون من اضطرابات نفسية، وهو ما يعني وجود حالة من بين 4 أشخاص من المفحوصين على مدار 12 شهرًا. الدراسة التي أُجريت على 22 ألف أسرة مصرية في الريف والحضر، أظهرت أن الاضطرابات الأكثر انتشارًا هي اضطرابات المزاج "الاكتئاب تحديدًا"، بنسبة 43.7%، بينما جاءت اضطرابات تعاطي المخدرات ثانيًا بنسبة 30.1%. وبحسب الدراسة التي شارك في إعدادها 250 باحثًا، فقد بلغت نسبة الذين يتلقون علاجًا لاضطرابات نفسية 0.4%، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الاضطرابات في الريف عن الحضر، إذ احتلت محافظة المنيا المرتبة الأولى، ما اعتبره التقرير ضرورة إلى توجيه تخطيط الخدمات النفسية إلى المناطق الريفية. الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، قال إن "هناك عدة أسباب وعوامل لانتشار الاضطرابات النفسية بين المصريين"، رابطًا ذلك بأن "مصر مرت بثورتين، نتج عنها ضغوط عديدة، وتغييرات اقتصادية كبيرة". وفي تصريح إلى "المصريون"، أوضح فرويز، أن "انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، وتصديرها الإحباط والسلبيات للمواطنين دائمًا، إضافة إلى انتشار المخدرات، هو من أبرز العوامل وراء انتشار الاضطرابات بين المصريين". فضلاً عن "برامج "التوك شو"، التي تُصدر المشكلات والسلبيات للمواطنين بشكل مستمر"، بحسب فرويز. وقال إن "نسبة الذين يُعانون من اضطرابات نفسية في مصر هم 7% فقط، وليس 25% كما ورد في التقرير"، إذ أشار إلى أن "هناك خطأ وقع، وهو أنه تم الجمع بين الاضطرابات والأمراض والضغوط النفسية ". وأوضح أن "سويسرا واليابان وأمريكا وقطر، التي تُعتبر من الدول المتقدمة، نسبة الإصابة بها أعلى من مصر، لا سيما أنها في المعدل الطبيعي، حيث إن المعدل العالمي الطبيعي يتراوح ما بين 3 إلى 8%". وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن "معظم دول العالم، يُصاب سكانها باضطرابات نفسية وعصبية، نتيجة الضغوط التي يمرون بها على مدار فترات حياتهم". وأضاف صادق ل "المصريون": "الضغوط الاقتصادية التي يمر بها المواطنون، وتراجع القيمة الشرائية للعملة المصرية، وعدم القدرة على الإيفاء بمتطلبات الأسرة، يُحدث تلك الاضطرابات ينتج عنها الإصابة بهذه الأمراض". ولفت إلى أن عدم "توفر الأمان الاقتصادي والاجتماعي، وانتشار البلطجة والسرقة، يُعد أحد الأسباب"، إذ أن "مصر تقريبًا في المرتبة الثانية أو الثالثة عالميًا في مسألة التحرش الجنسي، وهذا دليل على عدم الأمان، وهذا ينتج عنه الشعور باضطرابات". وتابع: "عندما يكون شخص ما في منصب رفيع، ويتمتع أثناء تواجده فيه بامتيازات كثيرة، وبمجرد خروجه على المعاش يُحرم منها، ويصبح معاشها ضئيل جدًا، يؤدي ذلك إلى الإصابة باضطرابات نفسية منها". أستاذ على الاجتماع السياسي، أشار إلى أن "التلوث البيئي والزحام الخانق بالمدن، يمثل عاملًا أخر لانتشار تلك الأمراض والإصابة بها، ما يؤدي إلى انتشار جرائم السرقة والبلطجة، وغيرها من الأمور السيئة". وتبلغ نسبة العاملين في مجال الصحة النفسية 7.3 لكل 100 ألف مواطن مصري، حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر عام 2014. ويعاني أكثر من 300 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، بينما يعاني أكثر من 260 مليونا من اضطرابات التوتر، حسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية في 2017