أبى الله إلا أن يحرق الجهلاء بألسنتهم، والدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية يكتب بجريدة الوطن، يعنى الوطن لا يمكنها التلفيق عليه، وقال: "لا يجوز حضور جنازة عمر سليمان، أو الصلاة عليه، وأجاز سعيد، الفرح بموت سليمان، لأن الله قطع دابره قبل بلوغ شهر رمضان الكريم، مشددا على ضرورة عدم الحزن على موته". بداية لست أفهم معنى "أن الله قطع دابره قبل بلوغ رمضان"، هل يعنى ذلك أنه لو بلغ رمضان كان تقيا، وأن كل من مات قبل رمضان مجرما؟ ولو كان اللسان ينضح بسائل أسود، فما بالك بالقلب، وما بالك بالجسد؟ ولو كان لسان الجبهة السلفية يعنى لسان كل السلفيين، يعنى لسان كل التيارات الإسلامية -فالمشكلة أن الناس عادة لا تفرق بين الأشقاء - لو كان اللسان بمثل لسان الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة، فما ظنك بظن الناس بتلك الجبهة؟ عيب يا دكتور، قل خيرا أو اصمت، أو اتصل بهالة سرحان لتستضيفك، مع أنك ضيفها الدائم، بدلا من أن تسب الموتى فتؤذى الأحياء، فإذا قلت إنه لا يجوز الصلاة على عمر سليمان ولا الترحم عليه، فأنت تتألى على الله، وتؤذى من يحب عمر سليمان، وتسىء إلى من تتحدث باسمهم. يا أخى، النبى صلى الله عليه وسلم، وقف لجنازة يهودى، وقال "أليست نفسا"، يا رجل، لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم لعانا ولا سبابا ولا فاحشا ولا بذيئا، وأنت فعلت أشياء أكبر من كل تلك الصفات مجتمعة، أنت رميت الرجل بالكفر والنفاق، مع أنه اليوم ليس معنا، هو بين يدى حكم عدل، لا يعرف ميزانه النقد ولا رد المحكمة، ولا نقض النقض، وكل شىء عنده بحسبان، عالم الغيب والشهادة، وشهادتك على عمر سليمان هى شهادة على ما فى قلبك، شهادة عنوانها سوء الخلق، ما الفرق بينك وبين الذين كانوا يعلنون علياً على المنابر؟ أنا شخصيا كتبت منتقدا عمر سليمان ومهاجما له، لكن الرمى بالخروج من الدين هو جهل فى الدين. والسلفيون- بعضٌ منهم -، لديهم مشكلة كبيرة، تكمن فى تهور ألسنتهم، تكمن فى المتصدين للكلام باسمهم، تكمن فى عدم معرفة هؤلاء، متى يتحدثون ومتى يسكتون؟ متى يجب الكلام ومتى يكون الكلام حراما، وليس أحد ولا شىءٌ على وجه الأرض أحق بطول حبس من لسان. عيب عليك، فالجهل يقتل صاحبه، ويقتل قبيلة صاحبه، لو أنت مقتنع أنه لا يجب عليك أن تقول "الله يرحمه"، فلا تقلها، ولا تقل شيئا، واحترم لحيتك ومن تقول إنك تتحدث باسمهم، ولا تجالس المذيعات على الهواء، ولا تجرى وراء كل شهرة، واسكت، اسكت، فبأمثال لسانك تنتشر الكراهية. [email protected]