أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في22 مارس الجاري، تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي خلفا لهربرت ماكماستر، والذي يعتبر من صقور الحزب الجمهوري بالبيت الأبيض. ويتسلم "بولتون"، في التاسع من أبريل المقبل بدلا من الجنرال أتش آر مكماستر الذي أدار مجلس الأمن القومي منذ 20 فبراير الماضي، ما يعتبر مدة طويلة في إدارة الرئيس دونالد ترامب. وشكل تعيين جون بولتون في هذا المنصب الحساس، هزة كبيرة تركت أثرا ضخما لدى المتابعين للسياسة الأمريكية، إذ قال العديد من كبار الخبراء إنهم يخافون على مستقبل أمريكا بوجود شخصية مثل جون بولتون. وقد عبر العديد ممن تعاملوا مع بولتون في أكثر من موقع عن أسلوبه في التعامل المتشدد والذي لا يتأقلم مع من يخالفه الرأي، بل أكثر من ذلك فقد زعم بعضهم انه كثيرا ما يحاول تغيير توصيات وأقوال مسؤولين وخبراء لكي تتماشى تلك الأقوال والتوصيات مع آرائه المسبقة حول هذا الموضوع أو ذاك. منبع التخوف أنه من الصقور الراغبين بحل مشاكل مثل كوريا الشمالية، بالقوة وليس بالدبلوماسية. فبولتون يعتبر من مؤيدي الحرب الاستباقية أو ما يسمى بفكرة الأنف الدامي bloody nose أي ضرب كوريا الشمالية وإجبارها على التراجع عن تسلحها النووي. وفيما يتعلق بمجال النزاع العربي الإسرائيلي، يعتبر بولتون من المعارضين لحل الدولتين ومن المؤيدين بشدة لأفكار المتطرف الأميركي اليهودي دانيال بايبس الذي يعتقد أن حل السلام لن يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا عند اعتراف الفلسطينيين بالهزيمة والاستسلام لها. ويعتبر بولتون أن الحل يكون بتسليم غزة لمصر وأجزاء من الضفة للأردن، في إطار ما عُرف إعلاميًا ب"صفقة القرن"، وقد ردت عليه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي كما رد عليه بصورة غير مباشرة مجلس حقوق الإنسان في جينيف بالتصويت الكاسح على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره. ومن المعروف أن بولتون من المعارضين المتشددين لاتفاق الحد من التسلح النووي مع إيران، والذي تم بالاتفاق مع كبرى دول العالم والتي لا تزال تصر على أنه أفضل اتفاق ممكن حاليا. وتأتي الخطورة هنا مرة أخرى بمصداقية المستشار في نقل أمين لموقف الدول الحليفة للولايات المتحدة دون تحريف أو تغيير.